قال تقرير حديث لمجلة نيووركر إن المملكة العربية السعودية نفذت العديد من الهجمات بدعم من واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية في شهر فبراير/شباط  الماضي، بينما لم يعالج اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذه الإبادة الجماعية، وبدلاً من ذلك اختار التركيز على حشد الدعم لحرب ضد إيران.

وقال محرر المادة راندي نورد والمختص في الجغرافيا السياسية إن تتابع تلك الحوادث جعلته يواجه صعوبة في تسجيل جميع تلك الحوادث.

وسرد التقرير مجموعة من الحوادث التي حصلت خلال هذه الفترة، وقال بأن خمس فتيات تتراوح أعمارهن بين 7 و 15 سنة لقين حتفهن جراء استهدافهن بغارات جوية في مزرعة تقع في قرية شمال حي حيس في محافظة الحديدة في الـ 28 فبراير، وكشف بأنه في اليوم السابق ، قتل أربعة مدنيين آخرين في الحديدة، بسبب الغارات الجوية المدعومة من الولايات المتحدة أما وابنيها في منزلهم.

ويواصل: توفي ستة أشخاص وأصيب أربعة في هجوم في صعدة، بينهم نساء وأطفال، وفي هجوم منفصل على صعدة اضطر المسعفون ومراسلو الأخبار إلى الفرار بينما قامت الرياض بضربات مزدوجة على منزل مدني، وأسفرت هذه الغارة عن مقتل 19 شخصًا وجريحًا، بما في ذلك أحد المسعفين.

وأكد بأن هذه الهجمات التي وصفها بالإرهابية قتلت في مختلف المحافظات اليمنية حوالي 40 شخصا خلال يومين فقط.

وأشار التقرير إلى أنه في توقيت هذه الهجمات الشنيعة بشكل خاص في 26 فبراير اقترحت بريطانيا قرارًا في مجلس الأمن الدولي يلوم إيران على دعمها لما يسمى "بالأنشطة الإرهابية" في اليمن، وأضاف: على الرغم من أن الإجراء لم يمر بسبب حق النقض من روسيا حيث  أيد 11 من 15 عضوًا محتواه، وامتنعت الصين وكازاخستان عن التصويت بينما صوتت بوليفيا ضد القرار.

وتطرق التقرير لما يمكن أن يسفر في حال موافقة روسيا على ذلك القرار ولم تعترض، وقال: إذا تم تمرير ذلك القرار فقد يفتح الباب أمام الحرب التي تقودها منظمة حلف شمال الأطلسي ضد إيران.

وأكد بأن السفير الأمريكي في الأمم المتحدة نيكي هالي دعمت هذا الاحتمال، وهددت "بالعمل الأحادي" ضد الجمهورية الإسلامية، وذكر بكلام السفيرة الأمريكية التي قالت "إذا كانت روسيا ستواصل التغطية لإيران ، فإن الولايات المتحدة وشركاءنا في حاجة إلى اتخاذ إجراء بمفردنا. وقالت هالي للصحفيين: "إذا لم نتخذ إجراءً في المجلس ، فعلينا اتخاذ إجراءات خاصة بنا".

وأردف: بدلاً من ذلك اقترحت روسيا قرارًا مضادًا يدعم العقوبات المدمرة المفروضة على اليمن لكنه يزيل أي ذكر لإيران، ووافق مجلس الأمن الدولى على هذا الاجراء بالاجماع.

ومما يثير القلق -وفق كاتب التقرير-  أن مجلس الأمن لم يعالج جرائم الحرب والأعمال الإرهابية في المملكة العربية السعودية في اليمن، كما أنها لم لم تتعامل مع ما وصفها بنقاط المصالحة التي تقدم بها الحوثيين.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة تقدم  الدعم العسكري والاستخباراتي للقوات الإماراتية والسعودية، وأسفرت الغارات الجوية والعمليات البرية السعودية عن مقتل وإصابة أكثر من 35 ألف شخص في السنوات الثلاث الماضية.

أما القوات الامريكية فقال التقرير إنها توفر الدعم الاستخباري لتحديد أهداف الغارات الجوية، وغالبًا ما تستهدف الحملة الجوية في الرياض الأسواق والمنازل والسيارات والطواقم الإعلامية والمزارع والمصانع والسجون وحتى فرق الإسعاف التي تدخل مواقع القنابل، وهذا يؤكد مشاركة واشنطن المباشرة في جرائم حرب مروعة، ويمكن القول إنها إبادة جماعية ضد الشعب اليمني.

ويشير إلى أن سفن البحرية الأمريكية تواصل فرض الحصار في جميع أنحاء البحر الأحمر من خلال منع سفن المساعدات والبضائع من الوصول إلى ميناء الحديدة، حيث دمرت الغارات الجوية السعودية رافعات الميناء.