أثار رفض عيدروس الزبيدي عضو المجلس الرئاسي ورئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا أداء اليمين الدستورية وحذفه نص "الحفاظ على الوحدة" جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

وأدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الثلاثاء، اليمين الدستورية رفقة أعضاء المجلس سلطان العرادة وطارق صالح وعبد الرحمن أبو زرعة وعبدالله العليمي وعثمان مجلي وعيدروس الزبيدي، وفرج البحسني، أمام البرلمان في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن.

وفي مراسم أداء اليمين الدستورية، حضر عدد من سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسفراء الاتحاد الأوروبي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمبعوثين الأممي والأمريكي، هانس غروندبرغ، ليندركينغ.

وخلال أداء اليمين الدستورية لمجلس القيادة الرئاسي اجتزأ الزبيدي نص القسم الدستوري الخاص بالحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه.

وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن "رفض الزبيدي من أداء اليمين الدستورية بما تشمله من التعهد بالحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة الوطن هذا يعني بالضبط  أن المليشيات لن تتوحد".

وأضافت أن "رفض الزبيدي من أداء اليمين الدستورية يؤكد أن الخطاب لن يتوحد، القيادة لن تتوحد، وعليه فتستطيعوا أن تتخيلوا النهايات البائسة لهذا المجلس من الآن".

 وتابعت كرمان بالقول "سترون أن هذا المجلس لن يساوي قيمة حبر وثيقة الإعلان عنه".

الكاتب الصحفي عبد السلام قائد يرى أن الالتفاف على نص القسم الدستوري يسقط عن صاحبه تولي المنصب ويسقط عنه الحصانة وينزع عن قراراته أو ما شابه أي صفة قانونية وتكون توجيهاته غير ملزمة".

واعتبر قائد تولي الزبيدي المنصب باطل، والحل إما أن يعيد القسم أو يُحرم من المنصب، بصرف النظر عن عدم شرعية المجلس الرئاسي من الأساس".

وتابع "لكن مثل هذا التصرف هو مؤشر مبكر على أن المجلس الرئاسي سيكون فيه من يعمل ضد النظام الجمهوري والوحدة الوطنية، وعدم إصلاح مثل هذا الخطأ من الآن يعني أن المجلس الرئاسي متساهل في مثل هذه القضايا، وهذا يقتضي من البرلمان أن يعلن بطلان المجلس الرئاسي لأنه يهدد الوحدة الوطنية والنظام الجمهوري".

الكاتب الصحفي عامر الدميني كتب "عدم أداء عيدروس اليمين الدستورية كما هي في النص الدستوري مهزلة ومؤشر واضح على القادم".

وقال "شخص يفترض يقسم على يمين واضحة أمامه وإلا ينسحب، أما أنصاف الحلول والعواطف اللينة، والمشاعر التي يتحدث عنها البعض كمراعاة لأتباعه لا تعكس سوى النوايا المبيتة للقادم".

وأردف "عيدروس لم يأت عبر صناديق الاقتراع، عشان يعمل حساب لناخبيه، ولم يكن موقع لاتفاق الوحدة في العام 1990 عشان يتراجع ويقسم على يمين جمهوريته السابق".

واستدرك "هذا أراجوز يقول سمعا وطاعة لمموله فقط، والتبرير بهذا الشكل هو مغالطة وتزييف للناس". مشيرا إلى أن المرحلة مفصلية ولا تدار الأمور بالعواطف. متسائلا بالقول: إذا كانت تلك البدايات فكيف ستكون النهايات؟

في حين اعتبر الإعلامي عبدالله دوبله، اليمين الدستوري " مهزلة" وقال "بعد مهزلة اليمين الدستور،  فالتكييف القانوني لمجلس الثمانية أنه مجلس حكم مساعد للاحتلال السعودي الاماراتي للبلاد.

وأضاف "فالاحتلال صاحب القرار، وهو من يفرض الأمر الواقع الآن"، مضيفا "لا تقلي دستور بلا بطيخ".

شاكر المنيفي، هو الآخر يتفق مع دوبله  وأن ما حدث اليوم أمام البرلمان في عدن بالمهزلة.

وقال المنيفي "بعد المسرحية الهزلية التي حدثت اليوم، يبدو أننا أمام مجلس حكم على شاكلة مجلس الحكم الذي تشكل في العراق عقب سقوط نظام صدام حسين بقيادة الحاكم العسكري الأمريكي للعراق بول بريمر، ولكن بريمر كان أشجع من الحاكم السعودي محمد آل جابر، ومع ذلك لن نفقد الأمل في ظل تواجد بعض الشخصيات  المعروفة برفضها للمشاريع اللاوطنية".

طارق فؤاد البنا، قال أقسمتم تحت راية واحدة، وأمامكم طير جمهوري واحد، هو رمز البلاد وشعار اليمن، حالة "التذاكي الصبيانية" التي يظن أحدكم أنه يخدع بها الجميع، ليست مقبولة، ولا تعبر إلا عن حالة خواء سياسي، ليس مجال تفسيره هنا.

وأضاف "المهم الآن، أنتم على المحك، وقد تكون هذه فرصة البلاد الأخيرة، هناك خطر داهم يواجه الجميع الآن، وطالما أراد المواجهة، لنواجهه جميعا".

وأردف "هناك أولويات، والأولوية الآن هي استئصال السرطان الحوثي، وإعادة الحياة إلى الشعب اليمني المطحون برحى الحرب منذ 7 سنوات عجاف، وأخرى لا زالت في المنتصف".