[ انفلات أمني في لحج ومليشيا الانتقالي تمارس القتل بحق المسافرين ]
تشهد محافظة لحج (جنوب اليمن) انفلات أمني وفوضى عارمة كغيرها من المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة مليشيا ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا.
وفي احصائية لـ "الموقع بوست" كشفت عن مقتل تسعة أشخاص خارج إطار القانون خلال الربع الأول من العام الجاري 2022، غالبيتها على يد عناصر الحزام الأمني التابعة للانتقالي المدعوم إماراتيا.
وبحسب الإحصائية فإن في مطلع يناير/كانون ثاني الماضي قُتل المواطن صالح سالم العطري بمنطقة بئر ناصر بمديرية تبن على يد قيادي في الحزام الأمني، وبعدها بأيام قلائل قُتل المواطن نائف عبد الصفي الصبيحي في سوق الفيوش بمديرية تبن من قبل جنود تابعون للحزام الأمني.
وفي منتصف الشهر نفسه قُتلت المواطنة هيام علي الحوثري هي محتضنه طفليها في نقطة أمنية تابعة للواء الخامس دعم وإسناد (حزام أمني) بمديرية حبيل جبر بالشمال الشرقي للمحافظة هي مسافرة على حافلة أجرة عندما أطلق جندي النار على الحافلة بما فيها، بحجة تجاوز السائق للنقطة دون توقف.
وفي أواخر فبراير /شباط قتل سائق شاحنة يدعى محمد يوسف صلح من أبناء مديرية المضاربة بالقرب من نقطة أمنية بالقرب من مصنع الحديد بمديرية طور الباحة على يد متقطع بالطريق.
ومطلع مارس/ آذار الماضي عملية اختطاف وقتل وإحراق لجثة المواطن أنور عبدالحكيم الحماطي من أهالي مديرية حالمين محافظة لحج على يد قيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة عدن يدعى غسان عبد الحبيب.
وأواخر مارس/آذار قُتل المواطن محمد ثابت صالح الردفاني من أهالي مديرية حبيل جبر على يد القيادي بالمجلس الانتقالي قاسم الثوباني قائد حراسة رئيس وحدة ما يسمى بقوات مكافحة الارهاب في محافظة عدن (جنوب اليمن) اللواء شلال شائع، ومن ثم تدخل قائد محور العند اللواء الركن ثابت مثنى جواس كمحكم بالقضية إلا أن شلال شائع رفض تسليم القاتل.
اقرأ أيضا : قتل وتقطع دون رادع.. مليشيا الحزام الأمني تواصل نهب سائقي الشاحنات على طريق عدن - تعز (تقرير)
وأواخر الشهر ذاته قُتل اللواء جواس وثلاثة من مرافقيه بتفجير سيارة بمنطقة المدينة الخضراء بين محافظتي لحج وعدن.
ومطلع ابريل /نيسان الجاري قتل سائق شاحنة يدعى خالد أحمد عبدالحميد العاطفي على يد أحد جنود الحزام الأمني بمديرية لبعوس وجرح سائق حافلة يدعى طلال غالب على ايدي نقطة أمنية تابعة لقوات المجلس الانتقالي بمديرية طور الباحة.
سجل من التقطع
وخلال العامين الماضيين شهدت لحج عمليات قتل وتقطعات لمسافرين وسائقي الشاحنات ونهب ما بحوزتهم على طول امتداد النقاط الأمنية التابعة للحزام الأمني بالمحافظة، دون أن تحرك السلطات المعنية أي ساكن أو تتخذ أي اجراءات بحق مرتكبي تلك الجرائم والانتهاكات.
كما وتشهد المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي بينها العاصمة المؤقتة عدن انفلات أمني وفوضى منذ سيطرة المليشيا وانقلابها على مؤسسات الدولة بتمويل إماراتي في أواخر 2018.
أسباب يرويها الأمن
أوضح العقيد سليمان ثابت العطري مدير أمن مديرية طور الباحة بمحافظة لحج لـ "الموقع بوست" أن أعمال التقطعات والفوضى التي تحدث على الخطوط العامة بالمحافظة وخط طور الباحة الرئيسي بشكل خاص يرجع إلى عدة أسباب.
وسرد العطري تلك الأسباب التي قال إن من أهمها ترك منتسبي العام الأمن بدون رواتب، وبالمقابل صرف مبالغ باستمرار لمنتسبي الوحدات الأمني التابعة للمجلس الانتقالي بالريال السعودي، ناهيك من توفي الإمكانات لها.
اقرأ أيضا: نقاط التقطعات والجبايات على طريق "عدن- تعز" تربّح جديد على أوجاع الناس (تقرير)
ويرى العطري أن هذا السبب يعد من أكبر العوائق التي تواجه مهمة الأمن والسكينة العامة، مضيفا بأن الازدواجية الحاصلة بين منتسبي الامن العام وقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي من حيث تلقي الأوامر وعدم التنسيق المشترك ضاعفت من هذا الوضع، وأدت لعدن استتباب الأمن والسكينة.
وأضاف أن وجود العديد من النقاط الأمنية والعسكرية على طول الطريق الرئيسي فوجودها كعدمها تماماً، فالتقطعات تحدث أمامها ولا تحرك ساكناً.
وأشار بأن مدير أن محافظة لحج اللواء الركن صالح السيد يرفض أي توجيهات من قبل وزير الداخلية بالحكومة اليمنية أو أي تعيينات من قبل الوزير، مستغرباً في الوقت ذاته بقوله " إذا كان مدير أمن محافظة يرفض توجيهات أعلى سلطة أمنية في البلاد، فكيف له أن يوفر الامن والسكينة للمواطنين".
ولفت العطري بأنه خلال الفترة الماضية تزايدت التقطعات والقتل على الطريق الرئيسي بالمديرية أمام مرأى ومسمع أمن المحافظة والذي لم يحرك ساكناً.
ويضيف: حينها أصدر وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان قرار بتكليفي مديراً لأمن المديرية، لكن القرار قوبل بالرفض القاطع من قبل مدير أمن المحافظة صالح السيد، وأصدر قراراً آخر بتكليف مدير عام المديرية السابق علوان العطري كمدير للأمن مطلع أكتوبر 2021 لإرباك المشهد الأمني ليس إلا.
وكشف العطري أنه منذ توليه منصب مدير أمن مديرية طور الباحة مطلع أكتوبر/ تشرين أول2021 وحتى اليوم تم تقييد أكثر من 25 حالة تقطع واختلاس للمسافرين، وأربع حالات تقطع، واعتداء جسماني، وحالتي قتل.
ونوه إلى أن إدارة الأمن بمديرية طور الباحة تفتقر لأبسط المقومات من حيث العتاد العسكري، والمركبات العسكرية، وتغذية الجنود، وغيرها الكثير، معلقا بالقول: "لا يقدم لنا أي دعم للقيام بالمهام الأمني كما يجب".
حوادث جديدة
في ذات السياق قال الشيخ فدرين طه الصبيحي ناطق مقاومة قبائل الصبيحة لـ الموقع بوست أنه تعرض اثناء عودته من مدينة عدن في ساعة متأخرة من مساء السبت مطلع هذا الأسبوع للتقطع بمنطقة الخطابية على الطريق الرئيسي بالمديرية.
وأضاف بأنه كان يملك سلاحه الشخصي، وعندما عرف أعضاء العصابة كلامه بأنه من منطقة الصبيحة لم تتعرض سيارته ومقتنياته الشخصية للنهب.
وتساءل فدرين: ما الفائدة من تواجد عشرات النقاط الأمنية والعسكرية على طول الطريق؟ متهكماً في الوقت نفسه بالقول: "إن أكبر مهمه تقوم بها هذه النقاط هي فرض إتاوات مالية باهظة على شاحنات نقل البضائع التجارية، وتوريدها إلى قادة الاجهزة الأمنية فقط لا غير.
واستغرب أن تتم أعمال التقطع ونهب المسافرين أمام مرأى ومسمع القيادات المجتمعية من أعيان الصبيحة بشكل عام، وأعيان المناطق المجاورة للخط بشكل خاص، قائلا: "إذا غابت الدولة فلا ينبغي السكوت على مثل هذه الأعمال التي تُسيء للنضال الوطني للصبيحة، وتوصم بتهمة قطاع الطرق".