[ عناصر من مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتيا ]
قال باحث إسرائيلي إن مسار الحرب في اليمن الآن غير مؤكد إلى حد كبير بسبب عدد من العوامل التي تشمل التغيير القادم في الإدارات الأمريكية وكذلك فشل الجهود السعودية خلال العام الماضي للحفاظ على التماسك الداخلي داخل تحالفها والتوصل إلى تسوية مع الحوثيين.
وأضاف "آري هيستين" مدير معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل في مقال له نشرته صحيفة "ناشيونال إنترست" وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن الحالة العشوائية الحالية تحفز إسرائيل لإعادة ضبط نهجها تجاه الصراع اليمني وعليها النظر في تحويل سياستها إلى سياسة تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في جنوب اليمن.
وتابع "في حين أن إسرائيل ليست طرفًا في الحرب في اليمن، إلا أن لها مصالح في الساحة مثل منع الحوثيين المدعومين من إيران من زيادة القوة والحصول على أسلحة متطورة من طهران وإخراج المملكة العربية السعودية (الشريك غير الرسمي لإسرائيل المناهض لإيران في المنطقة) من المستنقع المكلف ومنع عودة ظهور الجماعات الجهادية مثل القاعدة. إن الوضع الحالي، الذي تقود فيه المملكة العربية السعودية تحالفًا يدعم الحكومة المركزية في اليمن برئاسة الرئيس هادي، تقدم واحدًا فقط من مصالح إسرائيل الثلاث في المسرح.
وأردف "استنادً إلى الأحداث التي وقعت على مدار السنوات الخمس الماضية والتي كان النصف الثاني منها عبارة عن طريق مسدود بين القوات المدعومة من السعودية والحوثيين يبدو أن حكومة هادي غير قادرة على القضاء على تهديد الوكيل الإيراني أو حتى الحد منه، إذا كان هناك أي شيء، فقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في وتيرة ودقة وتعقيد هجمات الحوثيين".
يقول الباحث الإسرائيلي "على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية يبدو أنها غير قادرة على إخراج نفسها من الصراع الذي كلفها بالفعل ثمناً باهظاً في الدم والثروة والسمعة الدولية".
ولفت إلى أنه إذا انسحبت الرياض قبل التوصل إلى تسوية سياسية -ويبدو أن أي صفقة تبدو بعيدة في الوقت الحالي- فقد تنهار الحكومة اليمنية تحت ضغط الحوثيين وتترك السعودية بدون أي قناة نفوذ.
واستطرد أن المصلحة الإسرائيلية الوحيدة التي تم تعزيزها في اليمن هي القضاء على الجماعات الجهادية السنية بما في ذلك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك، فإن هذا ليس من إنجازات حكومة هادي المدعومة من السعودية.
واستدرك "بدلاً من ذلك، أدى التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والقوات الجنوبية المدعومة من الإمارات إلى تدهور الجماعات الجهادية من ذروتها في 2015-2016 عندما سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على مدينة المكلا الساحلية اليمنية".
وقال "لضمان حماية مصالحها في مواجهة التغييرات الدراماتيكية المحتملة، لا سيما في السياسة السعودية، يجب على إسرائيل النظر في دعم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن في طموحاته لتحقيق الاستقلال لجنوب اليمن".
وأتبع "يمكن لجنوب اليمن المستقل حماية مصالح إسرائيل إلى حد كبير، لقد أظهر المجلس الانتقالي الجنوبي وداعموه الإماراتيون بالفعل استعدادهم لمواجهة القوات الجهادية وهم لا يعتمدون على الدعم السعودي وقد يسمح صعودهم للرياض بإنهاء مشاركتها المكلفة في الحرب، ومن الناحية الجغرافية، يتركون أي دولة حوثية مستقبلية متحالفة مع إيران في شمال اليمن محاطة بشكل أساسي بقوات معادية".
وزعم الباحث الإسرائيلي أن تقسيم اليمن من شأنه أن يحرم الحوثيين من سيناريو مماثل لحزب الله لأنه في حالة التوصل إلى تسوية سياسية تحافظ على وحدة اليمن سيكون الحوثيين مثل حزب الله، حد قوله.
يواصل مدير معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل بالقول "يجب أيضًا الاعتراف بأن المجلس الانتقالي في اليمن لن يحل تهديد الحوثيين نظرًا لتوجههم الجنوبي الانفصالي".
وتساءل: لماذا لن تهتم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي باحتلال تلك المنطقة الشمالية من اليمن التي تسعى للانفصال عنها؟
وقال "لكن في ضوء حقيقة أن اليمن الموحد والمعتدل ليس احتمالًا واقعيًا في المستقبل المنظور، فإن تقسيم البلاد قد يمثل البديل الأمثل بين الإفراط في التفاؤل غير الواقعي فيما يتعلق بآفاق الحكومة اليمنية والتخلي عن اليمن للحوثيين".
ويرى الباحث أنه بالنسبة لإسرائيل على وجه الخصوص، يمكن أن يكون صعود المجلس الانتقالي الجنوبي تطوراً إيجابياً بالنظر إلى انفتاح المنظمة الواضح على اليهود والدولة اليهودية.
ولفت إلى أنه بعد يومين من إعلان اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك عن اهتمامه بزيارة تل أبيب واللقاء مع يهود من جنوب اليمن ثم الذهاب معهم إلى القدس للصلاة.
واعتبر الباحث الإسرائيلي مثل هذا الاعتراف العلني لإسرائيل واليهود نادر جدًا في العالم العربي وقد يعني أن لإسرائيل حليفًا محتملًا يقع في مكان مناسب حول باب المندب الذي يعتبر أحد أهم الممرات البحرية في العالم، مشيرا أنه على المسرح اليمني، كل البدائل للمجلس الانتقالي الجنوبي أكثر عدائية أو على الأقل لا تفيد إسرائيل.
ويتابع "في الوقت الحالي، يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن لكنه ليس جاهزًا بعد لحكم جنوب اليمن بأكمله لأنه يفتقر إلى كل من البنية التحتية لتوفير الخدمات الأساسية والدعم العالمي الكافي لترسيم الحدود الدولية الجديدة في رفض تلك الحدود التي تم إنشاؤها عندما تم توحيد اليمن في عام 1990".
وختم الباحث الإسرائيلي مقاله بالقول "لا يوجد حل سحري أو حلول مرتبة لهذا الصراع الفوضوي للغاية، لن يؤدي دعم المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حل سريع لليمن، لأنه لا يوجد مثل هذا الحل السريع. ومع ذلك، قد تفكر إسرائيل في كيفية دعم تطلعات جنوب اليمن كوسيلة لضمان مصالحها في موقع إستراتيجي في وقت يتسم بعدم اليقين الشديد".
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست