[ احتجاجات المهرة وتجاوزات التحالف باليمن ]
تسارعت وتيرة الأحداث في محافظة المهرة شرقي اليمن، خلال الأيام الماضية بشكل غير مسبوق على المستويين السياسي والعسكري.
فعلى الصعيد العسكري تصاعدت حدة التوتر المسلح في بوابة اليمن الشرقية عقب قيام السعودية بالدفع بتعزيزات عسكرية تهدف للسيطرة على منفذ شحن، وأعقبها توتر أمني وحراك شعبي رافض، واستهداف مسلح لقوات تتبع التحالف والحكومة الشرعية من قبل مسلحين مجهولين، أسفر عن مقتل خمسة جنود يمنيين وجرح آخرين.
وعلى الصعيد السياسي أقدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خطوة مفاجئة على إقالة محافظ المهرة راجح باكريت الموالي للرياض وعين محمد علي ياسر خلفا له.
فما هي التداعيات والسيناريوهات المتوقعة على إثر هذه المستجدات؟ وهل تتمكن الرياض من استكمال تحقيق أهدافها؟ أم أن الضغط الشعبي الرافض سيتمكن من كبح جماح أطماع الرياض؟ وهل ستدخل المهرة في موجة صراع مسلح ينزع عن أهلها السكينة التي عرفوا بها منذ قرون؟
ضغط عماني
يرى كثير من السياسيين استطلع رأيهم "الموقع بوست" أن محاولات الرياض لتنفيذ أهدافها في محافظة المهرة قوبلت بموقف عماني حازم، وعلى إثر ضغوط عمانية على الرئاسة اليمنية أقدم الرئيس هادي على إقالة المحافظ راجح باكريت وتعيين محمد علي ياسر بدلا عنه.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن "السعودية لا يمكن أن تتجاهل مخاوف أقرب جيران اليمن من جهة محافظة المهرة وهي سلطنة عمان"، موضحا أن ذلك "يقتضي أن تكون رسائل الرياض واضحة بالنسبة لمسقط وهي أن الأمور لا تتجه بالفعل إلى خلق بؤرة صراع وتكريس مصدر تهديد إضافي لجيران المملكة الأقربين الذين قال إنهم وجدوا أنفسهم يواجهون خيار انهيار مجلس التعاون الذي تأسس على مبدأ التضامن في مواجهة التهديدات الخارجية".
أولويات سعودية
وبحسب التميمي، فإن ما يحدث في المهرة يؤكد أن الأولويات السعودية هي التي تحرك الأحداث في المحافظات الجنوبية في هذه المرحلة.
وأضاف في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الإمارات خرجت من المهرة في وقت مبكر بعد أن واجهت صعوبة في تطبيق أجنداتها الأمنية التي قال إنها طبقتها بنجاح في ساحل حضرموت والمحافظات الجنوبية الغربية من البلاد.
سيناريو التصعيد
وعن السيناريوهات المتوقعة أوضح التميمي أنه لا توجد مؤشرات على أن الأمور تتجه نحو التهدئة في محافظة المهرة، خصوصا بعد استهداف جنود تابعين للجيش اليمني بالقتل ضمن موكب كانت قوات سعودية تتواجد فيه.
وهو الحادث الذي أكد أنه يشير إلى نزعة سعودية متجذرة نحو خلق وقائع جديدة في جنوب شرقي اليمن، يتجاوز محددات السيادة الوطنية للبلاد، ويستثمر في تكريس الضعف والتدهور الراهنين لبنيان الدولة اليمنية.
واختتم التميمي حديثه قائلا إن أي تحسن في الموقف الأمني في المهرة سيتوقف على مدى استطاعة المحافظ الجديد تحقيق التطلعات الواضحة لأبناء المهرة وكل ذلك أكد بأنه سيتوقف على المساحة التي ستعطى للرجل من جانب الرئيس هادي والسعودية.
سينتصر المشروع الوطني
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إن محتجي المهرة الذين يحملون المشروع الوطني سينتصرون.
وأكد الهدياني في حديث لـ"الموقع بوست" أن الرياض لا يمكنها أن تقمع وتخرس المحتجين في المهرة، وأورد ثلاثة أسباب تدلل صحة ما ذهب إليه، منها أن المحتجين هم الكتلة البشرية الأكبر والأقوى في المهرة، إلى جانب استناد أبناء المهرة إلى جارة تعتبر المهرة جزءا من أمنها القومي وهي سلطنة عمان والتي قال إنها لا يمكن أن تسمح للخطر أن يقترب من حدودها.
أما السبب الثالث -بحسب الهدياني- فإن المحتجين لا يحملون مشروعا آخر بل يحملون المشروع الوطني ويرفعون الأعلام الوطنية اليمنية وصور الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، ويتحركون في الفضاء اليمني كله وليس في المهرة فقط.
وهي أسباب أكد الهدياني أنها عوامل تقوي من مشروعهم واحتجاجهم، وتؤكد أنهم لن ينهزموا وأن المشروع الآخر هو من سينهزم.