نصيحة للأستاذ محمد الوقشي
الجمعة, 19 يونيو, 2020 - 04:05 مساءً

مكانتك العلمية تستحق أن تكون بموقع مختلف غير المكان الذي أنت فيه اليوم، وهو مكان يضمن لك محبة الجميع واحترامهم وتقديرهم، الحقيقة التي نحسبها تنصفك هو أن تكون مرجعية لكل الناس، أقصد مرجعية دينية وفقهية، هذا مكانك الطبيعي والذي نراك فيه الأفضل دون منازع، ولا أظنك تجهل هذه المكانة.
 
أنت فقهيه ومفتي مجتهد، وحين تخلط بين هذا الدور والقضايا السياسية، سواء الحديثة منها أو القديمة الشائكة، من الطبيعي أن تنحرف البوصلة، وتصبح الحقائق والمسلمات البديهية عندك محل لبس وجهل، كونك تنظر لها من منظور الفقيه والعالم، وهي ليست كذلك، ولا تحتاج لعالم أو فقيه حتى يشخصها ويعرف ماهيتها أبدا، يكفي أن تكون يمني خالص لتعرف.
 
الخطأ الكبير الذي يقع فيه الشيخ الفاضل محمد الوقشي هو أنه ينظر للأمور من على المنبر والمحراب، يعلن مواقفه كلها من داخل غرفة الإفتاء وحلقات الفقه ودروس الوعظ، ولهذا نراه يخلط خلطا كبيرا، خلط يرقى لأن يكون تدليس متعمد وتشويش حد الشك بالدور الخطير الذي قد يكون يقوم به لصالح أطراف أو جهات، ولا أظنه كذلك، ولأجل ذلك وحفاظا على مكانته الفقهية والعلمية، أنصحه أن لا يغادر دار الإفتاء وحلقات الفقه، نحتاجه فيها وسيكون بارعا وعظيما، وقد يكون خليفة الشيخ العلامة العمراني بحق وحقيقة.
 
يخطأ الجيش الوطني حين يعين في توجيهه المعنوي فقهاء ومشائخ دين، ذلك أنه جهل خطير بدور الجيوش الوطنية، خاصة في اليمن التي تخوض معركة مصيرية لا تحتمل اللبس والتدليس وأنصاف الأقوال والمواقف، التوجيه المعنوي الذي يحتاجه الجيش الوطني اليوم، وأي جيش، هو تعريفه بماهية المعركة وربطه بالوطن والهوية والتاريخ والحضارة، توجيه يتعلق بكونه جيش مهمته المقدسة الحفاظ على الثوابت الوطنية والدفاع عن الناس وحراسة أحلامهم وصون أعراضهم وأمنهم، ومن يقوم بهذا الدور ليس الفقهاء ولا الوعاظ ولا مشائخ الدين، بل ضباط وعسكريين مثقفين، خاضوا المعارك ورفعوا المتارس ودرسوا الدورات العسكرية والتحفوا تراب الجبهات، وفهموا ثقافة الجيش ودوره وعمله، هكذا أفهم وهكذا يكون التوجيه المعنوي.
 
التوجيه المعنوي هو روح الجيوش وقلبها، ولا يحتاج إلى مشائخ دين فالجنود جميعا متدينون، المطلوب هو عمل عسكري وحسب، شغل قومي يمني يرسخ في أذهانهم الخطط العسكرية والهوية اليمنية وماهية العدو ومهامهم الوطنية، هذا وحسب ولا زيادة.
 
 

التعليقات