[ جيرالد فايرستاين ]
قال السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن جيرالد فايرستاين إن من الواجب أن تكون الولايات المتحدة رائدة في معالجة الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة ورفاهية ملايين المدنيين اليمنيين الأبرياء.
وأضاف فايرستاين -في مقال له نشرته صحيفة "إن بي أر" تحت عنوان: "ضاعت أهداف الربيع العربي في اليمن.. إليك كيفية إعادتها"- أنه "لتنفيذ مقولة الرئيس بايدن، تحتاج الولايات المتحدة إلى تأكيد مبادئ واضحة لحل سلمي للصراع في اليمن".
وتابع جيرالد فايرستاين في مقاله الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن إعلان الرئيس بايدن الأسبوع الماضي أنه يوجه دفعة دبلوماسية أميركية كبيرة لإنهاء الصراع الكارثي في اليمن هو خبر مرحب به.
وأردف "للأسف في الأيام التي تلت إعلان بايدن، شن الحوثيون هجمات عدوانية جديدة في اليمن وعبر الحدود إلى المملكة العربية السعودية، تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون واضحة في أن هذه فرصة للحوثيين ليبرهنوا من خلال مشاركتهم في عملية سياسية عن استعدادهم للعب دور في اليمن كصوت مشروع لمصالحهم".
ودعا السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن إدارة بايدن لتعزز النقطة التي مفادها أن الجهود لتحقيق نصر عسكري من أي من الجانبين ستكون غير مقبولة.
واستدرك "كان قرار بايدن بإنهاء دعم العمليات الهجومية للسعودية في اليمن متوقعًا على نطاق واسع بالتأكيد، ومع ذلك، فإنه يوفر أملًا جديدًا لإنهاء أكثر من ست سنوات من الصراع الوحشي الذي وضع بشكل كبير قوات التحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران".
وأوضح أن سياسة بايدن بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأن الصراع الأهلي الحالي أوقف تنفيذ الانتقال السياسي السلمي الجاري منذ عام 2011، ويقدم أملاً جديدًا في أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سوف يجددان الالتزام بدعم هذا الانتقال.
وأكد أنه "من خلال المشاركة الدبلوماسية يمكننا فقط إحياء الوعد بالانتقال السياسي السلمي الذي قلبه الإطاحة الحوثية العنيفة للحكومة اليمنية الشرعية عام 2014".
يضيف فايرستاين "في الواقع، تأتي تصريحات بايدن منذ ما يقرب من 10 سنوات منذ أن خرج الشباب اليمني لأول مرة إلى الشوارع في العاصمة اليمنية صنعاء والمدن الكبرى الأخرى في البلاد للمطالبة بإنهاء عقود من حكم علي عبد الله صالح الفاسد والمتصلب".
يقول فايرستاين "بصفتي سفيرًا للولايات المتحدة في اليمن في ذلك الوقت، أتيحت لي الفرصة، جنبًا إلى جنب مع العديد من زملائي الدبلوماسيين، للعمل عن كثب مع القادة السياسيين اليمنيين والمجتمع المدني في صياغة خارطة طريق لإنهاء الاضطرابات السياسية وإعطاء البلاد فرصة لقلب الصفحة على ماض مضطرب".
يتابع "على مدى شهور وساطتنا وبدعم من المجتمع الدولي، أصدر وثيقة انتقالية قدمت المخطط التفصيلي الوحيد بين دول الربيع العربي للانتقال السلمي للسلطة. ذهب إلى صناديق الاقتراع لاستبدال صالح برئيس انتقالي جديد، عبد ربه منصور هادي، والحكومة. وعقد مؤتمر حوار وطني ليس فقط لمعالجة القضايا المحددة المتعلقة بإطاحة صالح ولكن أيضًا لتقديم توصيات لحل بعض التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الطويلة الأمد في اليمن".
وقال "للأسف، ضاعت الإنجازات التي حققها الشعب اليمني في ذلك الوقت على مدار سنوات الحرب الأهلية والصراع، وتصاعدت الانتقادات حول أوجه القصور المتصورة في عملية الانتقال نفسها، سواء كان ذلك الاستياء من منح الحصانة للرئيس صالح أو نقدًا لنتائج الحوار الوطني. اليوم، يُحكم على الانتفاضة الشعبية اليمنية بالفشل، مقدمة للمأساة التي أعقبت ذلك، وقد وُصفت اليمن نفسها بأنها دولة فاشلة".
وأتبع "لكن من السابق لأوانه إغلاق التحول السياسي في اليمن، وبالتأكيد لا ينبغي لأحد أن يقلل من حجم الضرر والدمار الذي عانته البلاد خلال السنوات العديدة الماضية أو مدى تعقيد التحديات التي يواجهها البلد، ومع ذلك في 2011 و2012، انطلق الشعب اليمني في تجربة ديمقراطية لم تنته بعد، فاليمنيون صامدون ورغبتهم في العيش في دولة مستقرة ومزدهرة، شهدها العالم قبل 10 سنوات، قوية".
وعن جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، قال فايرستان "يجب على الولايات المتحدة الضغط من أجل استكمال الإعلان المشترك الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي سيؤسس لوقف إطلاق النار، إعادة فتح مطار صنعاء وإرساء الأساس لاستئناف العملية السياسية".
وأشار إلى أن دور الأطراف الإقليمية أمر بالغ الأهمية، لافتا إلى أن انخراط تلك الأطراف بدعم الفصائل اليمنية أدى إلى تعقيد الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للقتال.
وقال "يجب على واشنطن أن تضمن قيام الأطراف الإقليمية، خاصة السعودية والإمارات، ولكن بما في ذلك إيران أيضًا، بدعم ومساعدة المبعوث الخاص بشكل استباقي".
وأردف الدبلوماسي الأمريكي بالقول "يجب أن تكون إدارة بايدن رائدة في معالجة الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة ورفاهية ملايين المدنيين اليمنيين الأبرياء".
وأشار إلى أن قرارات الإدارة المبكرة بالعودة إلى منظمة الصحة العالمية وعكس قرار إدارة ترامب المضلل بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية كانت خطوات مهمة، لكن يجب على إدارة بايدن أيضًا أن تعكس فورًا الإجراءات المضللة التي ارتكبتها سابقتها والتي جردت ملايين الدولارات من التمويل من المنظمات الإنسانية الدولية التي تقدم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها في الوقت نفسه.
وشدد فايرستاين على أن تعمل واشنطن مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لضمان وصول إمدادات الإغاثة إلى المستفيدين المقصودين وعدم تحويلها من قبل الحوثيين.
وطالب السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن إدارة بايدن أن تعلن أنها ستقود المجتمع الدولي في تقديم التزام متعدد السنوات لمساعدة اليمن في التعافي وإعادة الإعمار.
يشير فايرستان في مقاله إلى أنه يعمل حاليا مع زملاء له على مبادرة توجيهية يمنية ترسم شراكة مستقبلية بين اليمنيين والمجتمع الدولي تهدف ليس فقط إلى إصلاح الدمار المادي للبلاد وتضميد الجراح، ولكن أيضًا لبناء المؤسسات وإنشاء إطار عمل نجاح اليمن المستقبلي.
وذكر أن "واشنطن لا تستطيع تحقيق هذه النتائج بمفردها ولا يجب أن نتوهم أن هذه ستكون مهمة سهلة أو قصيرة المدى، لكن العالم لا يمكن أن ينجح في دعمه لليمن بدون قيادة أمريكية".
وقال إن "اليمن لم يهزم ولم يفشل، قبل عشر سنوات، تبنت الولايات المتحدة احتمالات قيام يمن ديمقراطي نابض بالحياة، اليمنيون الذين دافعوا عن تلك الرؤية ما زالوا موجودين ولا يزالون يستحقون دعمنا"، في إشارة منه إلى شباب ثورة فبراير.
* يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست