[ خالد سعيد باطرفي ]
كشفت الأمم المتحدة -في تقرير لها- اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي منذ أشهر، وذلك في أول تأكيد لعملية الاعتقال التي جرت في الثاني من أكتوبر الماضي بمدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة شرقي اليمن.
وتعد هذه المعلومات الأحدث التي تؤكد اعتقال باطرفي، بعد تكتم عن العملية منذ وقوعها، حيث تحفظت الأجهزة الأمنية اليمنية عن العملية، وكذلك قوات السعودية والقوات الأمريكية المتواجدتان في المهرة.
ووفقا لما نشرته سي إن إن بنسختها الإنجليزية، لم تقدم الأمم المتحدة أي تفاصيل أخرى عن العملية أو مكان اعتقال باطرفي حاليا.
وكانت الأجهزة الأمنية في المهرة علقت حينها على عملية المداهمة التي اعتقل فيها باطرفي بأنها استهدفت عناصر إرهابية قدمت من عدة محافظات ولم تشر من قريب أو بعيد لاعتقال باطرفي، أو أيا من قيادات داعش أو القاعدة.
اقرأ أيضا: تقارير استخباراتية: عملية الغيضة تتبعت القيادي بالقاعدة خالد باطرفي وقتلت العولقي
لكن موقع "تعقب الإرهاب" المختص في مجال دراسات الإرهاب والعلوم السياسية والعدالة الجنائية أكد حينها أن العملية العسكرية في المهرة هدفت لاعتقال أمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خالد باطرفي، وأسفرت عن مقتل القائد العسكري في تنظيم القاعدة سعد العولقي.
وكانت تقارير تحدثت لاحقا أن قوات الأمن اليمنية تمكنت من اعتقال باطرفي ثم سلمته للقوات السعودية المتواجدة بالمهرة، وهي تفاصيل لم يؤكدها أي طرف رسمي حتى اللحظة.
وقالت "سي إن إن" إن تأكيد اعتقال باطرفي جاء في تقرير واسع النطاق قدم لمجلس الأمن من قبل مراقبي الأمم المتحدة الذين يتتبعون التهديد الإرهابي الجهادي العالمي، والذي حذر أيضا من احتمال حدوث زيادة في هجمات داعش الإرهابية مع تخفيف القيود المفروضة على "كوفيد-19".
ويعتبر التقرير القبض على باطرفي بأنه أشبه بمنجم الذهب نظرا لأهميته كقائد لتنظيم القاعدة في اليمن، معتبرا ذلك خسارة ونكسة جديدة ضمن النكسات التي لحقت بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف تقرير الأمم المتحدة أنه "بالإضافة إلى خسائر القيادة، يعاني تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من تآكل في صفوفه بسبب الانشقاقات والفرار"، واضطر إلى التفرق من محافظة البيضاء بعد هزيمة عسكرية كبيرة.
وتولى باطرفي قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في أوائل عام 2020 بعد مقتل سلفه قاسم الريمي في غارة جوية أمريكية في فبراير من العام 2020.
ويعد خالد سعيد باطرفي مواطنا سعوديا، وعضوا بارزا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتدرب مع تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، وانضم فيما بعد إلى فرع القاعدة في اليمن، وأصبح باطرفي منظّرَ الجماعةَ الرئيسيّة.
ووفقاً للأمم المتحدة، ساعد في الإشراف على عملياتها الخارجية قبل أن يصبح قائداً، وأشرف على الشبكة الإعلامية للتنظيم في اليمن، وقاد المقاتلين الجهاديين في معارك الحرب على القاعدة من الحكومة اليمنية في محافظة أبين عام 2011، حيث وصف بأنه الأمير.
وفي 17 مارس 2011، ألقي القبض على باطرفي من قبل قوات الأمن في محافظة تعز، وبقي في السجن المركزي بالمكلا لأربع سنوات، وأطلق سراحه مع 300 سجناء آخرين، عند اقتحام مسلحي القاعدة السجن المركزي بالمكلا خلال معركة المكلا عام 2015.
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن باطرفي، لافتة إلى أنه دعا إلى شن هجمات ضدها وضد مصالحها الاقتصادية.