[ المصالح المتباينة بين السعودية والإمارات ستظل عقبة أمام أي تسوية سياسية باليمن ]
قالت صحيفة "الواشنطن بوست" إن المصالح المتباينة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ستظل عقبة أمام أي توصل إلى حل أو تسوية سياسية في اليمن.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في مقال أعدته الباحثة الكساندرا ستارك، وترجمه للعربية "الموقع بوست"، إن السعودية التي تقود حربا في اليمن معنية في المقام الأول بخلع الحوثيين وتقليل النفوذ الإيراني بينما يريد القادة الإماراتيون منع تأثير الأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين وتوسيع نطاق علاقاتهم التجارية، والإمبراطورية والوجود العسكري على طول ساحل البحر الأحمر.
واعتبرت الباحثة إعلان رئيس الوزراء السوداني الأسبوع الماضي أن السودان بدأ في سحب قواته من اليمن، يمثل خطوة أخرى في انسحاب التحالف الفعلي بقيادة السعودية، بعد أن أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة انسحابها الخاص خلال الصيف وبدأت المملكة العربية السعودية الدخول في محادثات سلام بقيادة عمان مع الحوثيين هذا الخريف.
وقالت إن التراجع البطيء والثابت للتحالف المتدخل في الحرب باليمن على الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل للوصول إلى سلام دائم في اليمن، إلا أن هذه اللحظة ربما تمثل بداية لنهاية الحرب أو على الأقل نهاية هذه المرحلة من الحرب.
وذكرت أن انتهاء الحرب الأهلية في اليمن إلى الأبد يعتمد جزئيًا على دور الأطراف الخارجية.
وأشارت إلى أن الحرب الحالية في اليمن لها جذور عميقة في الديناميات الإقليمية والمظالم التاريخية بين الجماعات المحلية. ونتيجة لذلك، لن ينتهي القتال بين الجماعات المسلحة المحلية بالضرورة حتى بعد انسحاب التحالف الذي تقوده السعودية.
وتابعت "على الرغم من أن الجهات الفاعلة الإقليمية قد استغلت النزاع في تنافسها على النفوذ، بدأت الحرب على المظالم المحلية حول الحكم وتقاسم الموارد. أما عما إذا كانت الحرب ستنتهي أم لا وكيف؟ فهذا سيعتمد على قرارات هؤلاء الممثلين اليمنيين المحليين أنفسهم، وما إذا كانت مدرجة في اتفاق. ومع ذلك، فإن نهاية التدخل الوشيكة تمثل نقطة تحول في حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 100.000 شخص وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأردفت "ستلعب دول المنطقة دورًا حاسمًا في ضمان انتهاء الحرب في تسوية دائمة أو استئنافها في تكرار جديد بعد رحيل التحالف. يمكن أن تساعد في إنهاء الحروب الأهلية من خلال الإشراف على التزام أي بلد بحل النزاع ومنع ظهور المفسدين أو الجهات الفاعلة التي تسعى بنشاط إلى تعطيل عمليات حل النزاعات".
ورجحت الكساندرا ستارك أن الحروب الأهلية بعد التسويات المتفاوض عليها في اليمن ستستأنف من جديد، من خلال التسويات التي يتم التفاوض بشأنها، إذا ألقى أحد الأطراف أسلحته فلن يكون لديهم أي ضمان بأن الجانب الآخر لن يستغل الفرصة لمواصلة القتال.
ولفتت إلى أن سلطنة عمان لعبت دوراً مهماً كوسيط وطرف ثالث، وكانت السعودية والإمارات على استعداد للضغط على قوات شركائها لإنهاء الصراع الأخير على السلطة في جنوب اليمن. كوسطاء وضامنين خارجيين، يمكنهم مساعدة القادة السياسيين والفصائل المسلحة في اليمن على التوصل إلى اتفاق ومنع ظهور المفسدين الذين يحاولون تقويضه.
وعن ضغوط اللاعبين الدوليين قالت الباحثة "بمجرد التوصل إلى اتفاق، يمكن للجماعات الخارجية ردع الفصائل المسلحة عن استئناف القتال من خلال رفع تكاليف عدم الامتثال. وإن الجهات الفاعلة الإقليمية من المرجح أن تقيد تدخلها عندما يستخدم شريك القوة العظمى النفوذ الذي يمتلكه، مثل التهديد بخفض المساعدات الاقتصادية أو مبيعات الأسلحة لإقناعهم بذلك".
وأشارت إلى أن للولايات المتحدة دور مهم بشكل خاص تلعبه هنا وذلك من خلال مواصلة الضغط على شركائها الأمنيين، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويمكن للولايات المتحدة المساعدة في منع استئناف التدخل والضغط بشكل غير مباشر على الجهات الفاعلة المحلية التي تتلقى الدعم السعودي والإماراتي للالتزام بشروط الاتفاقية.
* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا
* ترجمة خاصة بالموقع بوست