ليس من الضروري أن يفتعل الفنان الكوميدي محمد الاضرعي مشهد او مشاهد فكاهية بنكهة طائفية، وليس من الضروري أيضا أن قناة سهيل تتبنى خطابا طائفيا وتبث مادة طائفية.. معركتنا اليوم في اليمن وطنية واضحة المعالم من جهة، ومعركة عربية إيرانية من جهة أخرى.
الانسياق وراء الخطاب الطائفي لعنة ستدمر الأخضر واليابس، وإذا كان هناك عداء للحوثي في اليمن فهو بسبب الحماقة والغباء الذي دفعه للانقلاب على مخرجات الحوار الوطني وإجماع الناس والسيطرة على دولة وشعب لا يمثل فيه وانصاره نسبة تؤهله للفوز في دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية، وليس لأنه شيعي أو زيدي أو حتى جني ، خرج عن الإجماع الوطني وقام بانقلاب على الدولة وهذه هي لب المشكلة، فما الداع للسخرية من شيعة العراق أو شيعة إيران حتى؟اللعب على الورقة الطائفية أخطر مما تتوقعون، وليس لشعبنا عداء لا من شيعة العراق ولا من شيعة باكستان ولا من شيعة إيران " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ".
في اليمن لسنا شيعة ولا سنة ولا زيود ولا شوافع ولا حنابلة وهذا من باب التذكير ، "يمنيون لا طائفيون". إلى هذا البلد الحضاري وصلت أبرز الأديان، وهناك أنبياء بعثوا في اليمن لم يحدث أن تغيرت صفة اليمن لا على الأرض ولا على السكان، جاء نبي الله هود عليه السلام وذهب وبقت اليمن، وجاء نبي الله صالح عليه السلام وذهب وبقت اليمن، وجاءت اليهودية وذهبت وبقت اليمن، وجاءت المسيحية وذهبت وبقت اليمن، وجاء الإسلام وبقى دينا للناس واليمن باقية، وجاءت المذاهب المنتسبة للإسلام وذهبت وبقت اليمن وستبقى اليمن.
قد تشكل الديانات جزء من هوية شعبنا، لكن الحضارة والتاريخ والإنسان والقومية اليمنية أبقى وأثبت وأقرب للناس، "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ " والإيمان والكفر والمذاهب ليست من أسس السياسة ولا من مكونات هوية الدولة، جاءت الأديان لتتمم مكارم الأخلاق وتهذب النفوس، لا لتقسم القلب الواحد إلى نصفين، ولا لتذبح الهويات القومية للشعوب، والإسلام كله جاء ليقر حقيقة عظيمة وهي: التعارف بين الشعوب والقوميات والهويات " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" وهذه المعرفة تأتي في إطار الشراكة والمصالح، وتثبيت قواعد الإستقرار للناس ولنشر المحبة والسلام والخير والعدل والمساواة وقيم الحرية.
مقام به الاضرعي في هذا العرض الطائفيى مخجل جدا، أنا أعتبر نفسي من جماهير الاضرعي ومحبيه، لكن لست معه في هذا الاستهزاء بأديان الآخرين، دعهم يبكوا ويلطموا وكل يعني على ليلاه ولا وصاية لأحد على معتقد أحد.