قبل إعلان البنك المركزي اليمن في عدن عن خطوته الجريئة بعزمه التدخل المباشر لتعديل أسعار العملات مقابل العملة المحلية، ينبغي أولا الإشارة إلى أول مساعدة خارجية للحكومة بحسب تغريدة سفير الشقيقة السعودية في بلادنا محمد آل جابر..
- ماذا تعني المنحة السعودية بستين مليون دولار شهريا؟.. الجواب: تعني 30 مليار ريال يمني شهريا (بسعر الدولار اليوم)، وخلال سنة ستكون الستين مليون دولار 360 مليار ريال يمني..
هذا المبلغ تدفعه الحكومة كقيمة لمشتقات عدن لحج الضالع أبين كل شهر أو قريبا من هذا الرقم، وهذا يعني أن الحكومة شهريا سوف لن تجد أزمة في توفير هذا المبلغ بالعملة الصعبة، فهي لن تزاحم التجار للحصول عليه من السوق ولن تدفعه أيضا من خزينتها..
- هل هذا البند (شراء مشتقات لتوليد الكهرباء) داخل في موازنة حكومة بن دغر التقشفية؟ الجواب: نعم..
كم هي الموازنة لعام 2018؟ الجواب تريليون و465 مليار و42 مليون و631 ألف ريال..
- هذا بالنسبة للنفقات، فماذا عن الإيرادات المتوقعة؟ - الجواب: 978 مليار و203 مليون و500 ألف ريال يمني.
كم هو العجز إذن؟ 33% أي (486 مليار و839 مليون و131 ألف ريال)
ما يعني أن المنحة السعودية ستخفض (ثلاثة أرباع) عجز الموازنة.
فماذا عن الكهرباء؟ الجواب: الكهرباء والصحة (مستشفيات ومراكز ومنازل) ستقدم خدمة جيدة.
- أما بالنسبة لقيمة الريال فهي ستتحسن بقدر المساحة التي ستغطيها الستين مليون دولار من السوق، وأعتقد أن هذا واضح جدا.. وهذه هي أول دعم عربي مباشر للحكومة وبرنامجها الاقتصادي، إذا ما احتسبنا الـ 133 مليون دولار السعودية في المهرة داخلة في بند لم تتطرق إليه الحكومة في برنامجها التقشفي المعلن عنه في 6 يناير 2018.
الخلاصة: أن هذه المساعدات لو كانت وصلت من زمان للحكومة وكذلك وعود الأمير بن سلمان التي شكل لها الرئيس هادي لجنة اقتصادية رقم (1) لكانت اليمن اليوم في وضع آخر أفضل من وضع السلحفاة الذي نعايشه اليوم.
اليمن يا عرب يا غرب يا أمريكان يحتاج لإسناد حكومة الشرعية، لا يحتاج لوضع كرامته على موائد المانحين وحفلات الإغاثة التي يسرقها الحوثي ويبيعها في المولات التابعة لمشاريع غسيل الأموال التي وسخ بها شوارع العاصمة صنعاء وعروس البحر الأحمر.
المزيد المزيد يا ملك سلمان رعاك الله، حكومتنا هي بوابة عبور اللقمة إلى أفواهنا، وهي أملنا الوحيد بعد أن نضجت كل المشاريع الصغيرة على طاولة الانقلاب والمية تكذب الغطاس..
ومن وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن وراء تدخل البنك المركزي الشجاع يخفي ما وراء الأكمة من تحركات حكومية ودعم دولي متوقع.