بعد 10 أعوام من انطلاق جامعة الإيمان صنفت وزارة الخزانة الأمريكية الشيخ الزنداني ضمن قائمة داعمي وممولي الإرهاب! في اليوم التالي قهقه الشيخ بضحكته المعروفة والمحبوبة مخاطبا طلابه في إحدى القاعات: أعلن الأمريكان أنهم حجزوا كل أموالي وأرصدتي في بنوك العالم!!!
ثم وضع إبهامه على أسنانه (حركة تعبيرية عن حالة الإفلاس) وقال: ولا معي سنت وليس لدي أي أرصدة..
بعد 20 عاما وقف الحوثي على أبواب صنعاء مخاطبا الإقليم والعالم: ليس لدي نية لاحتلال صنعاء، لا اريد سوى اغلاق جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع!
وضع الشيخ الزنداني الشال على وجهه كما يفعل المقاتلون، وأخذ سلاحه الشخصي متخذا أحد أسوار الجامعة مترسا له، وقاتل دفاعا عن صنعاء والجامعة، وقتل إلى جواره عدد من أبنائه الطلاب والأقارب..
وضع الشيخ كل ثقله في تأسيس وبناء وتشييد جامعة الإيمان ومراكز الأبحاث التابعة لها، واختصها بعشرين عاما من عمره! عشرون عاما من عمر ووقت وجهد رجل كثير وجبهة كبيرة مثل الزنداني، لاشك ستزعج الخصوم.. إذ بإمكانك أن تختط لنفسك خطا دعويا وسيسمحون لنجمك أن يلمع إعلاميا وشهرة وتبجيلا، لكن أن تستجمع قواك وتؤسس قواعد متينة لمشروعك وتسعى لتحويله إلى عمل مستدام. فتلك خطوط حمراء ممنوع تجاوزها، وكلهم على شور واحد من صنعاء إلى لندن أو امريكا كما قال الشهيد البطل ناصر القردعي..
دعونا نفترض عدم وجود جامعة الإيمان في سيرة الشيخ الزنداني؛ هل كان أثره سيخبو! وبالتالي سنجزم بموته؟! الجواب: تحدده عدد المشاريع التي كان على رأس مؤسسيها، المناهج الدراسية، كتب التوحيد والإيمان، مكتب الإرشاد، المعاهد العلمية، مدارس القرآن الكريم، هيئة الإعجاز العلمي، كتب ومصنفات الإعجاز، أشرطته وفيديوهاته ومناظراته، هيئة علماء اليمن، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مجامع الفقه، دراساته وأبحاثه العلمية..
لن يخبو أثر الشيخ، ابدا، ما يزال البعض يتحدث الليلة عن أول محاضرها سمعها منه وكأنها اليوم!! ولقد سمعت أنه يتمنى أن يكون من مخرجات الجامعة 20 طالبا نموذجيا فقط، يحققون أمنيته بيمن يملؤه الإيمان ولو من خلال هؤلاء العشرين! فكيف وقد استطاع تخريج الآلاف من جهابذة المجتمع رجالا ونساء، وبتخصصات مختلفة، شريعة، اعلام، اقتصاد، اصول، وبقية العلوم الإنسانية والتطبيقية!
ويوم حمي الوطيس وضعوا شهاداتهم وعمائمهم وراء ظهورهم وحملوا البنادق وملاؤوا المدارس وسكبوا الدماء..
لن يخبو أثر الشيخ، وقد سعى بكل جد أن يستقطب نجائب الطلاب والطالبات من اليمن وخارج اليمن، وكان يدعو بعد الصلوات في كثير من الأحيان: اللهم ارزقنا أفضل الطلاب وأفضل الدكاترة..
وأتذكر ما نقل عنه رحمه الله أن وفودا كانت تأتيه أحيانا من بعض الدول المجاورة (ليست السعودية) لعمل عقود مع الخريجين للعمل في دولهم كمؤذنين!! فيرد عليهم: تريدون 500 خريج من جامعة الإيمان يشتغلوا كمؤذنين؟ جولة مذبح قدامكم وفيها عمال مليان اغرفوا لكم من هناك!
كان رحمه الله يراها خطة خبيثة لإفراغ اليمن من مخرجات الجامعة..
*من صفحة الكاتب على فيسبوك