قرأت مقالا لسام الغباري حول "مفسي الديار الهاشمية"، وفيه كلاما كثيرا وأهمه ورد في معلومة واحدة مفادها أن؛ المفسي "كان يشاهد أفلاما إباحية" فقلت يا لطيف عبدك ضعيف، وكأنه لو كان هذا الخدج المفسي صالحا تقيا سنقبل به، ليس بعد الانقلاب من فساد وليس بعد الانقلاب من عهر، وليس بعد الانقلاب من كفر، هذه ليست دياركم ومن يقولون أنكم سكان أصليون لا يستطيعون أن يمنحوكم صكوكا بذلك، عليكم أن تثقفوا أن اليمن ليست داركم يا نقائل ومجرد غرباء بتصرفاتكم وبأقوالكم وأعمالكم التي تمارسونها.
المنشور أيضا فيه همز ولمز بثورة 11 فبراير و"الساحاتيون" على رأي سام، وأنهم أدخلوا الحوثيين الساحة، وهذا كلام لا يستحق الرد، لم نرد سابقا على سام وهو يسخر من تظاهرات الطلاب في الخارج ضد عمه عفاش، وكان يستغرب كيف ثوار من الخارج! وهي بالطبع إشكالية معقدة يصعب تفكيكها على المقيلين في دواوين أحمد وابن عمه يحيى. ولأن العرب لا يموتون إلا متساويين شاهدنا سام وهو يقاتل من خلف حدود العطوان؛ "السعومكسيكيصهسوداني".
وكل ما سبق ليس مهما بالضرورة، ما عدا أن مفسي قريش يشاهد أفلام برنو، لا أعرف كيف يفكر العفاشي المقاتل المناضل المقاوم سام الغباري، وكيف يتخيل أن المفسي فوق مستوى البشر ولا يخطئ أو هكذا يجب أن يكون، لا يوجد إنسان مقدس منزه، لا يوجد إنسان مسير يا سام، لا يوجد إنسان ملاك، لا المفسي ولا عمك عفاش الذي جرب كل أنواع المتع والعهر وأخر شيء تحول إلى "مثلي جنسيا"، فقد شاهده العالم أجمع وهو يأتي بالحوثيين يضاجعونه في صنعاء وفي عقر داره، والدليل هو تصوير يوم 21/9/2014 الذي شاهده الناس جميعا، لقد كان أكبر فيلم سكس على الإطلاق، استمتع عفاش واستمتع معه أنصاره وضحكوا حتى دمعت أعينهم من الفرح وهم يشاهدون الإمامة تفتح أبواب صنعاء من جديد، كانت قمة المتعة والبخيتي يهاتف عمك عفاش كمن يبارك للعروس بقوله صباحية مباركة يا حلوة.
لم ينتبهوا أن العالم كله يشاهد هذا العهر إلا في مارس 2015 عندما ضجت الجزيرة العربية من هذا العهر الفاحش وأتت عاصفة الحزم ونزلت القذائف على آل لوط من السماء، حينها التحق مرتزقة عفاش "بالعطوان" ليس حبا فيه، بل طمعا بالسلطة التي سيمنحهم إياها ذات زمن، وليكونوا أيدي لسيدهم العاهر فيما بعد.
المفسي بشر يخطئ ويصيب هذا في الحالة الطبيعية، لكن هذا الذي لا أعرف اسمه ولا اريد معرفته خطيئة في حد ذاته فكل من يمنح ذاته مستوى فوق مستوى الشعب وأنه ناتج عن التقاء بُضعين مختلفين، فهو بالتأكيد خطيئة تسلسلية مقصودة.
الجمهورية في الحقيقة ليست بحاجة إلى مفتي، واليمن الاتحادي ليس بحاجة إلى مفتي، لقد تخلصنا من خرافة المفتي في 11 فبراير -الثورة التي لم تعجب سام وأشباهه-، كان عدد من المفتين قد قالوا كلمتهم بعدم الخروج على عفاش الحاكم المتغلب الذي أضاع الدولة، لم نصدقهم وخرج الشعب، وكسرت قاعدة الفتيا وانتقمنا من تاريخ الزور والبهتان، كنا نؤمن بأننا لسنا بحاجة إلى وسيط بيننا وبين الله ولا نحتاج قسس ولا رهبان ولا مفتين، البلد برمتها بحاجة إلى دولة، والدولة بحاجة إلى مؤسسات، والمؤسسات بحاجة إلى أفراد مؤهلون للعمل، والفرد بحاجة إلى التشبع بحب اليمن والإيمان باليمن والإدراك بضرورة خدمة شعب اليمن، وبحاجة إلى سلطة منتخبة تدير هذه المؤسسات وتفصل بينها حتى لا يتداخل عملها وصلاحياتها فتفسد حياة الناس.
ونحن على مذهب "استفت قلبك وإن افتاك الناس وافتوك"، ولذا نؤكد أنه لا يفتي هاشمي ليمني ولا يأخذ يمني دينه وفتياه عن هاشمي، اليوم المسألة أخذت أبعد من مفهوم الفتيا والمفتي، إنها حرب الهويات بين شعب اليمن وفئة ضالة نقيلة تطلب السيادة والسلطة للسلالة المقدسة، تريد مغالبة الشعب في الدين والدنيا، ونذهب بالقول إلى أنه "لا صلاة ليمني خلف هاشمي ولا جمعة ولا جماعة خلف هاشمي" وهذا ليس من باب التفرق في الدين كما يزعم الجهلة، وإنما من باب إحقاق الحق وفصل الدين عن الخرافة وإعادة اليمني لوضعه الطبيعي في سيادة أرضه وفقهه لدينيه.
مفتيهم لهم ولا يلزمنا ومذهبهم العنصري لهم لا يعنينا، ودينهم لهم فلا يخصنا، لا يمكن أن ندين لله بدين سلالة أو بمذهب عنصري يزدرينا ويضع من قدرنا ويحاربنا في أرضنا ولقمة عيشنا ويطمس حضارتنا، "يا أيها السلاليون لا أعبد ما تعبدون"، لشعبنا دينه وفقهه وارثه الحضاري والديني، ولن نقبل بغير دين الحرية والمساوة والعدالة والتوحيد الخالص، الذي لا شرك ولا سلالة فيه.
وكما يقول القاضي الزبيري -بتصرف-:
" أرضنا تلعن الطغاة الأولى
سادوا علينا بالفرقة المذهبية
أرضنا "يمنيـــــــــــــــــــــة"
ليست أرض زيدية أو شافعيه".