طلب وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" من البيت الأبيض، رفع القيود المفروضة على مساعدات واشنطن العسكرية لدول الخليج المشاركة في الصراع الدائر في اليمن.
وفقا لصحيفة واشنطن بوست، ان ذلك جاء متزامنا مع تلقي الإدارة الامريكية طلبا من دولة الامارات لمساعدتها في العمليات العسكرية التي تعتزم القيام بها للسيطرة على ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
تبدو الإدارة الامريكية أكثر انفتاحا على الجانب الاماراتي فيما يتعلق بالنشاط العسكري الاماراتي في اليمن، وهو تعبير صريح وواضح عن ان الجانب الأمريكي بات مطمئنا لتحالفه ونتائج العمليات المشتركة التي تتم بالتنسيق بين الجانبين، خصوصا فيما يتعلق بالتعاون في العمليات العسكرية ضد ما يسمى بتنظيم القاعدة في اليمن.
بالتزامن مع تلك التحركات الدبلوماسية، هناك عمل على الأرض يتم التحضير له بشكل متسارع وعلى أكثر من اتجاه، لإعلان محافظة الحديدة مسرحا للعمليات العسكرية خلال الفترة القليلة المقبلة.
معركة الحديدة التي دخلت على خط الخلافات بين التحالف العربي ومنظمات الأمم المتحدة الممانعة لاستهداف المنفذ البحري الأخير في يد الحوثيين على البحر الأحمر، الذي تم اختياره منذ بدء عمليات التحالف في اليمن، والاعلان عن حظر بيع وتوريد الأسلحة لليمن، كمنفذ رئيس لدخول البضائع والمساعدات.
الجدل الكبير يأتي على خلفية المخاطر الانسانية التي قد تنجم عن استهداف الميناء الواقع في الساحل الغربي لليمن، والذي تستفيد منه الكتلة البشرية الأكبر في البلاد، ويعد المنفذ الوحيد الذي مازال يعمل بكفاءة عالية، رغم الفساد الكبير الذي يمارس عبره من قبل مليشيا الحوثي، حيث تمر عبره أكثر من تسعين بالمائة من المساعدات والمعونات التي تشرف عليها منظمات الأمم المتحدة.
التحالف وفي محاولة منه لإنهاء تلك المخاوف، أعلن عن تأهيل وتوفير عدد من الموانئ البديلة لدخول المعونات، ووجه في هذا الخصوص أكثر من رسالة للأمم المتحدة، كانت احدى تلك الرسائل تتعلق بأن تتحمل الأمم المتحدة مسئولية الاشراف المباشر على الميناء، وأشارت المذكرة الى ان مليشيا الحوثي تستخدم الميناء لتهريب الأسلحة والبشر، وان شحنات الأسلحة الإيرانية مستمرة في التدفق لليمن عبر ميناء الحديدة.
التحذيرات الأممية المتوالية والتي كان ابرزها تلك الصادرة عن منسق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، والمبعوث الاممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، وصلت لحد التلويح بخطر التحركات العسكرية هناك على مستقبل العملية السياسية في اليمن، والتسبب بوقوع كارثة إنسانية لايمكن السيطرة عليها ، خصوصا مع ارتفاع حدة المجاعة وانعدام حالة الامن الغذائي في اليمن.
الإنجازات العسكرية التي حققها التحالف العربي في معركة الساحل الغربي، وتمكنه من السيطرة على باب المندب وتأمين خط الملاحة البحرية، ونجاحه من السيطرة على ميناء المخأ الاستراتيجي الذي كانت مليشيا الحوثي وقوات الرئيس صالح تستخدمه لتهريب الأسلحة الايرانية القادمة من القرن الافريقي عبر السفن والقوارب الصغيرة.
معركة الحديدة تعد فاصلة، وهي تأتي في إطار عزل قوات المليشيا عن العالم، وتجفيف مواردها المالية والاقتصادية، خصوصا وأنها تستفيد من العائدات المالية الكبيرة المفروضة على المشتقات النفطية والمساعدات التي تدخل عبر الميناء.
الحوثيون أخذوا موضوع تهديد التحالف ببدء معركة الحديدة على محمل الجد، وبدأوا في حشد مقاتليهم في المدينة، ودعا زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز، دعا أنصاره للاحتشاد ودعم جبهة الحديدة بالمال والرجال، وقال انهم مستعدون لمواجهة التوجه المعلن للتحالف السعودي بدعم أمريكي أوسع هذه المرة للهجوم على ميناء ومدينة الحديدة.
وقال الحوثي أن من أهم التحديات الحالية هو سعي الأعداء لاستهداف الحديدة والساحل، وان الامريكي والإسرائيلي شهيته مفتوحة.
مشيراً لزيارة محمد بن سلمان ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً: أنه حصل من الأخير توجيهاً “بتنفيذ عملية استهداف الحديدة” بحسب قوله.
بات واضحا ان معركة الحديدة باتت قريبة على الأبواب، وهي ذات أهمية كبرى من كافة النواحي السياسية والعسكرية، حيث ان الاستيلاء عليها سيضمن قطع كافة الإمدادات العسكرية للمليشيا القادمة الى تعز من الجهة الغربية، وسيضمن تأمين كافة الساحل الغربي، إنهاء تواجدها بالقرب من باب المندب، وقبل ذلك سيشكل ضغطا اقتصاديا كبيرا على المليشيا التي ستفقد اخر مواردها الاقتصادية.
اكتملت استعدادات المعركة كما قال نائب الرئيس اليمني الفريق على محسن الأحمر، وكذلك الناطق باسم التحالف العميد أحمد عسيري ولم يتبق غير إطلاق صافرة البداية.
*أحمد الزرقة اعلامي ومحلل سياسي يمني – مدير عام قناة بلقيس الفضائية.
*المادة خاصة بالموقع بوست.