تغير الزمان لكن القاتل لم يتغير وتغيرت الاحداث لكن الجريمة لم تتغير فمن قتل شباب الثورة وهم يؤدون صلاة الجمعة في الثامن عشر من مارس 2011م في ساحة التغيير بصنعاء كرر جريمته البشعة باستهداف المصلين وهم يؤدون صلاة الجمعة في مارب بنفس التوقيت والتاريخ والحدث.
لقد وفر صالح على الشعب اليمني عناء البحث عن دلائل وحجج إضافية لإثبات ارتكابه لمجزرة جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس العام 2011م ففي ذكراها السادسة ها هو يكرر المشهد بحذافيره وكما قتل قرابة الستين مواطنا آنذاك وهم سجدا وركعا قتل بالأمس قرابة الاربعين مواطنا فضلا عن عشرات الجرحى اثناء صلاة الجمعة.
ولأنه خرج بنجاح من زنزانة الشعب في جريمته الاولى دون عقاب استمرأ القتل وشلال الدماء ومنذ مجزرة جمعة الكرامة وهو يوغل في الشعب اليمني قتلا وتدميرا وبدلا من عد ضحايا جمعة الكرامة اصبحنا نعد جرائم صالح التي لا تنتهي .
خطأ المجتمع كان في تجاوز جرائم صالح طوال فترة حكمه وبحسن نية أرادت ثورة فبراير أن توفر انتقال سلمي للسلطة يرحل فيه صالح بسيئاته وموبقاته لكنه رأى ذلك عجزا وضعفا فكشر عن أنيابه وأخرج ما في جعبته من حقد وغل ومن ثروات الشعب المنهوبة في خزائنه وبدروماته جمع كل القتلة في صفه وبدأ مرحلة الانتقام وصولا لتحقيق نبوءته بتقسيم اليمن وتمزيقها حتى تصل الحرب الى كل بيت ومن طاقة الى طاقة .
جريمة قتل المصلين في مسجد كوفل بمارب ليست الا تأكيدا صريحا على قبح ميليشيا الحوثي صالح وبكارثة بقاء البلد رهن تصرفات هؤلاء القتلة فمن لم يعظم شعائر الله ولم يتورع عن استهداف بيوته بل وقام بتفجير الكثير منها لا يرتجى منه خيرا ولايؤمن جانبه ولو تعلق بأستار الكعبة .
وكما كانت مجزرة جمعة الكرامة شرارة لاقتلاع صالح من كرسي الحكم فكل جريمة ومجزرة ارتكبها ويرتكبها منذ الانقلاب المشؤوم سترتد عليه وعلى دعاة الامامة وبالا ودماء الابرياء لن تكون الا وقودا عظيما يدفع الاحرار الى مزيد من الثبات والصمود والاصرار على تطهير وتحرير الوطن واستعادة الدولة والشرعية الدستورية .
مجزرة مارب خريطة واضحة المعالم لكل المنظمات الدولية للتعرف على مشروع ميليشيا الحوثي صالح ومدى استهتارهم بأرواح الابرياء وانسلاخهم من كل العهود والمواثيق الانسانية وهي ايضا رسالة واضحة لكل المسلمين ان هذه الجماعة الانقلابية لا تمثل الاسلام في شيء بل ومنذ الوهلة الاولى لانطلاق عربة مشروعها الامامي سارعت الى تفجير المساجد ودور القران وها هي تواصل السير على طريق جهنم باستهداف المدنيين والنساء والاطفال في المناطق المكتظة بالسكان وفي الاسواق وحتى في بيوت الله لكنها تعلم يقينا ان جرائمها الوحشية لن تسقط بالتقادم وان الاحرار الذين بدئوا معركتهم المقدسة من سواحل عدن ووصلوا تخوم صنعاء وصعدة سيواصلون رحلتهم المقدسة حتى تحرير كل شبر في الجمهورية وسيقتصون لكل مظلوم ويأخذون حق كل شهيد وان غدا لناضره لقريب ...