لا شيء بعث ناطق الحوثيين محمد عبد السلام من مرقده سوى مجلس عيدروس الزبيدي ورفاقه . فقد قدم الزبيدي ومن دار في فلكه مادة دسمة وقوية على طبق من ذهب لميليشيا الانقلاب في اليمن التي فشلت كل محاولاتها منذ عامين ونيف في تشكيك المجتمع الدولي بالشرعية حتى جاءهم عيدروس بهدية هي الاغلى في العالم بإعلانه التمرد على الشرعية في مناطق سيطرتها وهو ما يفتح الباب لقوى الانقلاب امام المجتمع الدولي للطعن في الشرعية الدستورية وستكون حجتهم قوية وحديثهم منطقي وكيف لا يتقبله المجتمع الدولي ويتعامل معه وهو يرى الشرعية قد تفرخت الى شرعيات اخرى ترفض بعضها بعضا وتتجاوز المرجعيات الثلاث المتفق عليها كالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الاممي 2216..
المصيبة لن تتوقف بتفريخ مفهوم الشرعية وتجاوزها بل أنه يصب في خانة خدمة ايران بالمقام الاول لأن انحراف بوصلة الشرعية وفقدانها لزمام الامور في مناطق سيطرتها سيدفع المجتمع الدولي والامم المتحدة الى التحرك بما يضمن الضغط لإيجاد حل سياسي يضمن بقاء الانقلاب كلاعب رئيسي وفاعل في الحياة السياسية وذلك سيتزامن بلا شك مع ايقاف كلي لعمليات التحالف العربي وهو ما يهدد بالمقام الاول أمن المملكة العربية السعودية فعدم القضاء النهائي على ميليشيا الحوثي وكسر شوكتها وقطع مخالبها وأذرعها العسكرية يعني منحها الوقت لالتقاط انفاسها واعادة ترتيب اوراقها وتموضعها بما يضمن شن هجمة جديدة على المملكة تكون فيها قد تعلمت من الدرس القديم وحازت على الدعم الايراني اللازم لضمان تحقيق الهدف الفارسي الكبير وهذا هو السبب الرئيس الذي يدفعنا للتأكيد أن أي دولة تنضوي تحت لواء التحالف العربي وتدعم هذه التحركات المشبوهة لعيدروس الزبيدي ورفاقه تدرك جيدا انها انما تضر المملكة العربية السعودية وتكبح جماحها وتخدم المشروع الايراني بخلط الاوراق بهذه الطريقة المريبة التي تمثل طوق النجاة الرئيسي والوحيد لعلي عبدالله صالح وجماعة الحوثي الانقلابية.
وبالتالي أي تهاون من المملكة العربية السعودية على تمرد عيدروس ورفاقه يعني طعن شرعية الشرعية امام المجتمع الدولي وبالتالي طعن شرعية التدخل العربي في اليمن ومشروعية تدخله اصلا بل قد يذهب الى أبعد من ذلك برفع الغطاء الدولي عن تأييد محاربة الانقلاب تحت حجة انحراف عجلة الشرعية عن مسارها الصحيح وخروجها على الاجماع الوطني اليمني وانهيار تواجدها في مناطق سيطرتها اما صالح والحوثي فلن يفوتوا الفرصة في مخاطبة المجتمع الدولي بأن الشرعية التي تصرون على مساندتها قد انقلب عليها بعض مسؤوليها ومن داخل مناطق سيطرتها منعوا عودة رموزها ...
بعد بيان رئاسة الجمهورية الرافض صراحة لهذا المجلس الجنوبي المشبوه اصبحت الكرة في ملعب المملكة العربية السعودية وكل دقيقة اضافية في عمر تمرد عيدروس ورفاقه تمنح الانقلاب في صنعاء حياة كاملة والاستمرار على هذا النحو من الركود سيفتح الباب لتغيير جذري في معادلة اليمن قد تقفز بالأحداث الى ما لا يحمد عقباه.