والشرعية مشغولة بمعركة التحرير ودحر قوى الانقلاب وعصابات الارهاب كادت عجلتها ان تتدحرج الى ما لا يحمد عقباه وسط مجموعات انقلابية حاولت استغلال الاوضاع المرتبكة بعد التحرير في عدن لركوب الموجة والقفز على شرعية الشرعية والطعن في خاصرة مشروع الدولة الاتحادية. وبينما قوى الانقلاب الرديفة في عدن تسابق الزمن لتحقيق حلمها بتكسير مجاديف الشرعية والسير بالبلد الى الخراب والاحتراب والمناطقية.
ورغم الوضع الأمني الهش الذي ظلت تغذيه القوى المأزومة لعرقلة عودة الدولة الا ان رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر حزم أمتعته بصحبة اعضاء حكومته ليحط رحاله في العاصمة المؤقتة عدن ليخوض معركة تفوق بتعقيداتها معركة البارود والنار في اعالي جبال نهم وسواحل المخا ومنذ الوهلة الاولى لوصوله ثغر اليمن الباسم وخلال فترة وجيزة تمكن من ضبط إيقاع الشرعية وازالة الغشاوة عن المجتمع بإعادة الخدمات وتدوير عجلة الاقتصاد والناس وهاهو صوت الشرعية ينمو بسرعة كبيرة وقوة متماسكة كشجرة اصلها ثابت وفرعها في كل الجغرافيا اليمنية.
وزاد الشرعية حضورا وقوة تحركات الدكتور بن دغر الميدانية في المناطق المحررة ومناطق القتال فهاهو يزور مدينة وميناء المخا وينظر في احتياجات اهلها بعد دحر فلول الميليشيا كما انه قبلها كان برفقة ابطال الجيش الوطني في اخر نقطة تماس عسكرية بين الشرعية والمتمردين في منطقة كرش بمحافظة لحج ناهيك عن زياراته لمقر قيادة قوات التحالف العربي في عدن ليقطع بذلك الطريق على المتربصين ويضع البلسم على كل الجراح التي حاول الانقلابيون جنوبا وشمالا اللعب عليها وبها في محاولة بائسة لتفكيك هذا التحالف الاستراتيجي بين الشرعية ودول التحالف العربي .
ولأن المقام لا يتسع هنا لذكر ما تم انجازه منذ عودة رئيس الحكومة الى عدن من مشاريع كبيرة في مجال الكهرباء خصوصا وبقية الخدمات الاخرى فإن المواطن اليمني عموما وابناء عدن ومحيطها خصوصا باتوا يلمسون تحسنا كبيرا في الخدمات ودورانا سريعا لعجلة التنمية لم تقتصر على عدن وحسب بل وصل صداها لمحافظة أبين خلال مدة قياسية بزيارة تاريخية لرئيس مجلس الوزراء مثلت تحديا عظيما من الشرعية لكل قوى الارهاب والمناطقية التي خابت مساعيها في عدن فأرادت التخندق في زنجبار علها تنجح في وأد نجاحات الحكومة والسلطة المحلية لكنها جرت أذيال الخيبة وهي ترى بأم عينها رئيس الوزراء يتجول في شوارع ابين متلمسا هموم المواطنين وموجها بحزمة من الاجراءات التي ستضمن تحقيق نقلة نوعية لطالما تمناها ابناء المحافظة منذ سنين طويلة.
يقول الحكماء (جودة العمل لا تأتي صدفة ابداً) وما قالوا الا الحقيقة فحتى افضل المتفائلين ما كان يتوقع أبدا ان الدكتور بن دغر وبظرف هذه المدة الزمنية القياسية ووسط كل هذه الامواج المتلاطمة والرياح العاتية سيتمكن من نزع فتيل الالغام لغما لغما ويعيد برمجة معركة التحرير بما يتوافق وطموح اليمنيين في مشروعهم الاتحادي وفوق ماسبق فقد نجح ايضا في نزع فتيل أزمة كادت ان تذهب بعدن الى مربع الاقتتال المشؤوم بين مختلف المكونات ناهيك عن تحريكه النموذجي لعجلة الشرعية مع قوى التحالف العربي في عدن حتى أن الجميع مواطنين ومسؤولين أعادوا صياغة تحركاتهم وتحالفاتهم بما يزيد من اواصر الترابط بينهم وبين الشرعية فكانت النتيجة كما نشاهد جميعا اليوم : تناغم رائع بين تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ودعم الجبهات في مناطق القتال.! يصدح صوت الشرعية في جبال شمسان وعيبان فيجاوبه الابطال في جبال نهم وسواحل المخا وجبال صعدة ان الشرعية ماضية في طريقها حتى تحقيق المبتغى بتحقيق طموح اليمنيين بدولتهم الاتحادية.