في كل محطات التاريخ لم تكن هناك ثورة عظيمة الا وعبدت طريقها بدماء الابطال حتى الوصول للهدف المنشود وهكذا هو الحال في ثورات اليمن العظيمة منذ فجر التاريخ . فثورة سبتمبر في شمال الوطن لم تحقق مبتغاها الا وقد أخذت في طريقها أشرف وأنبل الرجال فكانت دمائهم الوقود الذي صنع الانتصار العظيم بكسر صنمية الامامة ودك اوكارها وصولا الى تحقيق حلم الشعب بالنظام الجمهوري . والحال ذاته كان مع ثورة اكتوبر المجيدة على قوى الاحتلال والاستعمار فقد روت شجرة الحرية بدماء الاحرار في مختلف مناطق جنوب الوطن حتى تحقيق الحلم بطرد الاستعمار البريطاني البغيض في فجر ال30 من نوفمبر الاغر .
السيف البطل اللواء أحمد سيف اليافعي ترجل اليوم شهيدا وارتقى بروحه الى السماء بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجاز والانتصار لإرادة الشعب واحلامه ..
ترجل اللواء البطل الذي بدأ معركته في الدفاع عن الجمهورية من صعدة حين كان يلاحق فلول التمرد ويقطف رؤوس الخونة في كهوف مران وجبال حيدان .. ورغم تقلبات الاحداث في بلادنا وتطوراتها المتلاحقة الا انه كان دوما وابدا في صف الوطن والمواطن ..
ترجل السيف البطل الذي اعلن بوضوح الانتصار للجمهورية يوم خذلها الكثير ورفض الانقلاب يوم صفق له الكثير وفضل الموت دفاعا عن الشعب يوم اغمض الكثير من القادة أعينهم وصموا آذانهم عن صرخات الشعب المظلوم ..
ترجل السيف البطل الذي خرج مقاتلا برفقة الشهيد الشدادي وبقية الاحرار في صحاري مارب رافضا تسليم المحافظة للانقلابيين كما فعل الكثير من القادة بمختلف المحافظات وفضل الموت دفاعا عن الوطن وأهله وعن الشرعية الدستورية واحلام وتطلعات اليمنيين الذي رسموا خارطتها في مؤتمر الحوار الوطني.
ترجل السيف البطل شهيدا وسط ساحة القتال مقبلا غير مدبر حاملا راية الحرية والانتصارات بعد ايام معدودة من زفه البشرى لكل يمني بتحرير مدينة وميناء المخا من قبضة المتمردين .
ترجل السيف عزيزا حرا تاركا خلفه قوم ذا قوة واولي بأس شديد ومع الوهلة الاولى لسماعهم نبأ استشهاده عقدوا العزم على السير في خطاه وعدم التفريط في دمه ودم رفاقه حتى الاقتصاص من الخونة وتحقيق حلم الشهداء وابناء الشعب بالانتصار للوطن والذود عن كرامة المواطنين..
في ثورتنا العظيمة وكفاحنا المسلح الذي نخوضه منذ عامين مضت ضد قوى الامامة والانقلاب ودعنا الكثير من الابطال ممن قفزوا للواجهة دفاعا عن كرامة وعزة وشرف اليمنيين فسطروا ملاحم بطولية سيخلدها التاريخ بأحرف من نور وسيمجدها ابناء اليمن حتى قيام الساعة فمن ضحى بروحه وسقى بدمه شجرة الحرية والكرامة لا يمكن ان ينساه اليمنيون او ان يغفل عنه التاريخ ...