تحل الذكرى 26 للوحدة اليمنية هذا العام والتي تصادف 22 مايو على واقع يمني مرير دمرته الحرب وأنهكه الفقر، وزادت فيه دعوات التشظي والطائفية والعنصرية.
 
وظهرت بعض الممارسات خلال الاسابيع الماضية، تمثلت بطرد مجاميع من أبناء الشمال في عدن، وعدّها الكثير من المراقبين ممارسات عنصرية تنحو في منحى خطير يهدد الوحدة اليمنية.
 
ويرى مراقبون في تصريحات لـ(الموقع بوست) بأن هناك موانع كثيرة تحول دون وقوع الانفصال، بسبب الاختلاف الكبير الذي يوجد بداخل قيادات الحراك الجنوبي، وكذلك تمسك التحالف العربي والأمم المتحدة، بخيار الوحدة اليمنية، بالإضافة إلى غالبية الشعب اليمني الذي من الصعب أن يفرط فيها.
 
مصير مرتبط بالدولة
 
يقول الكاتب والمحلل السياسي ثابت الأحمدي قبل أن نتكلم عن الوحدة اليمنية ومصيرها يجب أن نتكلم عن الدولة أولا. باعتبار الوحدة قضية جزئية من الدولة. وما يطرأ على الدولة يطرأ على الوحدة بكل تأكيد.
 
وأشار "الأحمدي" في تصريح لـ(الموقع بوست) ليست الوحدة اليوم هي المهددة بسوء المصير فحسب، بل والدولة نتيجة الانقلاب الحوثي على الشرعية.
 
وأكد "الأحمدي" إن بقاء الوحدة مرهون ببقاء الدولة، وقوة الوحدة من قوة الدولة التي نسعى لاستعادتها اليوم.
 
واعتبر أن ما قامت به سلطة عدن من تصرفات خرقاء مؤخرا هي خطوة في طريق الانفصال لكنها ليست القرار الحاسم في ذلك.
 
وأوضح انه لا تزال ثمة فرصة لتدارك الأمر بتدخل مباشر من الرئيس هادي وأيضا من قوات التحالف وعلى رأسها المملكة.
 
وأفاد الصحفي "الأحمدي" إن الانفصال أكثر وأكبر من خطوة كهذه. منها الروح اليمنية الواحدة والتداخل الديموجرافي بين تعز وعدن على وجه التحديد، ناهيك عن أن الانفصال يخدم القوى المعادية لليمن وللمنطقة العربية بشكل عام.
 
وبين إن قوى التحالف العربي ستقف ضد دعوات الإنفصال ولن تسمح فكما إن الانفصال مشكلة لليمن، هو أيضا مشكلة للإقليم ولا أظن ذلك واقعا أبدا. بل أني استبعده كثيرا.
 
متغيرات كثيرة
 
يذهب رئيس تحرير موقع "حضارم نت " عارف بامؤمن إلى أن جدلية الوحدة والانفصال بدأت منذ 2007 بعد انطلاق احتجاجات الحراك الجنوبي، نتيجة لممارسات نظام صالح التي حملت صبغة مناطقية تستهدف كل ما هو جنوبي وبالتحديد ما كان من مخلفات دولة الجنوب ما قبل 1990.
 
وأضاف "بامؤمن" في تصريح لـ(الموقع بوست) إن المتغيرات الكبيرة التي حصلت منذ اجتياح الحوثيين لمحافظات الجنوب وانطلاق عاصفة الحزم ، وأبرزها تشكل جيش جنوبي يبدوا خالصا مع وجود كتائب قليلة مختلطة في حضرموت والمهرة، يرى المنادون بالانفصال إن حلمهم بات أقرب من أي وقت مضى للتحقيق يعزز هذه النظرة.
 
وأشار "بامؤمن" إلى أن الحراك الثوري في الشارع في ظل عدم وجود عمل سياسي منظم لن يحقق مطالب المنادين بالانفصال.
 
وذكر بأن هناك مشكلة أخرى تعرقل طريق انفصال الجنوب وهي مناداة شريحة واسعة باستقلال حضرموت أو على الأقل تبقى إقليما بذاتها إذا ما وجدت صيغة جديدة للأقاليم، ويدعم هذا التوجه رجال أعمال في الخليج من أصول حضرمية.
 
وأكد إن تماشي دولة الإمارات مع مطالب الانفصال وإن كان بطريقة غير مباشرة سينصدم برغبة سعودية ودولية بضرورة بقاء اليمن موحدا على الأقل في الوقت الحالي.
 
غالبية ضد الانفصال
 
يرى أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة صنعاء الدكتور "علي العمار" انه من الصعب جدا الإعلان عن الانفصال بهذه السهولة.
 
واعتبر "العمار" في تصريح لـ(الموقع بوست) إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام يأتي في إطار الإشاعة أو قد يكون في إطار الأمنيات لبعض السياسيين الموالين لدول التحالف والتي تخطط هي الاخرى للانفصال.
 
وأكد أن الإعلان عن الانفصال لن يتم لعده سباب منها عدم اتفاق الكثير من الفصائل في الجنوب وأيضا غياب القيادات السياسية والمتواجدين في الخارج بالإضافة إلى أن غالبيه الشعب اليمني في الجنوب لا يرغبون في الانفصال.
 
وتابع العمار بأن حضرموت لها مشروعها الخاص في إطار استقلالها عن الجنوب.
 
وأضاف العمار بأن خطابات السعودية في مضمونها يؤكد على وحده اليمن وكذلك الحال بالنسبة لجامعه الدول العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وكثير من الدول الإقليمية والدولية تحرص على حل المشكلة اليمنية في أطار الوحدة اليمنية.
 
تعدت مرحلة الأصوات
 
وعلى الصعيد ذاته أكد الكاتب والناشط الإعلامي "مراد إسماعيل إن موضوع الانفصال تعدّى مرحلة الأصوات إلى ممارسات استباقية على الأرض مع وصول قيادات محسوبة على التيار الانفصالي في الحراك الجنوبي إلى قيادة السلطة المحلية في أغلب المحافظات الجنوبية والشرقية مسنودة ببعض دول التحالف العربي التي هبّت لمساعدة اليمن في محنتها الأخيرة التي تسببت بها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
 
وأوضح "إسماعيل" في تصريح لـ(للموقع بوست) إن مواقف التحالف باتت مؤثرة في المشهد السياسي باليمن وستسهم في رسم مستقبله فلاشك أن موضوع وحدة اليمن مرتبط بتوجهات التحالف بقيادة الإقليم الخليجي وعلى رأسه الأشقاء في السعودية.
 
مشروع الوحدة يمر بمنعطف خطير
 
يقول القيادي في الحراك الجنوبي الوطني "فهمي العبادي" إن مشروع الوحدة يمر بمنعطف خطير جدا لان هناك أيادي دولية بدأت تحرك هذا الملف للحصول على بعض المكاسب لها والانتقام أيضا من بعض الأطراف المؤمنة بمشروع الوحدة والسلام.
 
وأكد "العبادي" في تصريح لـ(للموقع بوست) إن ضغوط الانفصال تم البدء بها وقياس نبض الشارع ومنها ترحيل أبناء الشمال ومضايقة الأحرار في الجنوب.
 
وأضاف "العبادي" إن مشروع الوحدة هو الرابح في الأخير لأنه مشروع يمثله كل يمني ويمنية ورضعه الصغار مع حليب أمهاتهم.
 
وتابع "العبادي" إن غالبية الشعب في الشمال والجنوب يرفضون أي تجزئة أو انفصال أو تفتيت وتمزيق الوطن.
 
وأضاف العبادي الكارثة تكمن بأن تلك الأصوات الكبيرة لا تظهر على وسائل الإعلام ولم يسلط عليها الضوء.بل تم تسليط الإعلام على الأصوات النشاز التي تحمل معاول الهدم للبلاد ولمشروع الوحدة أيضا.
 
وأفاد "العبادي" بأن لا خوف على مشروع الوحدة ومشروع السلام ومشروع الحب، لان الجميع مستظلون تحت ظلاله، وسيدافعون عنه وسيدحرون كل مرتزق وعميل أراد أن يفرق جمع اليمنيين.