[ كهرباء حضرموت انقطاع متواصل يفاقم من معاناة المواطنين ]
شهدت خدمة الكهرباء في مدينة المكلا بساحل حضرموت تدهورا ملحوظاً خلال العام الجاري خصوصا مع دخول شهر رمضان المبارك وقدوم فصل الصيف، حيث وصلت أعلى معدلات الإنقطاع للتيار الكهربائي إلى 20 ساعة في اليوم.
بهذا تستمر معاناة المواطنين في حضرموت لسنوات متتالية في الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، والتي باتت تشهدها معظم مدن ومناطق ساحل حضرموت منذ تحريرها من تنظيم العناصر الإرهابية في عام 2016م وحتى يومنا هذا، الأمر الذي أصبح يؤرق حياة المواطنين في المدينة.
وهو الأمر الذى أدى إلى ارتفاع نسب معاناتهم وتعذيبهم باستمرار في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وإرهاق الكثير من السكان.
وعود السلطة وعذاب المواطنين
تمارس السلطة المحلية وعودها الزائفة في كل عام بشأن تعزيز وتطوير الطاقة الكهربائية، من خلال إنشاء محطات توليدية جديدة بسعة عدد كبير من الميقات، والقيام بأعمال الصيانة اللازمة لمحطات توليد الكهرباء السابقة والتي خرج البعض منها عن الخدمة بشكل كامل نتيجة الإهمال الذي تعرضت له.
وفي هذا العام حُرم سكان مدن ومناطق ساحل حضرموت من لذة وروحانية شهر رمضان المبارك الذي أفسدته الكهرباء بكثرة انقطاعاتها المتكررة ولساعات متواصلة.
وأفاد مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للكهرباء فضل عدم ذكر اسمه أن مشكلة الكهرباء تكمن في جملة من الأسباب وأهمها هي المولدات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود وعدم قدرتها على تحمل السعة المطلوبة وتدني كفاءة المحركات في محطة الريان المركزية للتوليد.
في حديثه لـ "الموقع بوست" أرجع المصدر سبب الانقطاع التيار الكهربائي أيضا إلى عدم تنفيذ الصيانة الدورية للمولدات وعدم توافر قطع الغيار اللازمة.
وذكر أن السبب الرئيس في انقطاع الكهرباء في بداية شهر رمضان يعود إلى أن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لم تدفع تكاليف النقل لوقود الكهرباء المقدم من المنحة السعودية لكهرباء حضرموت من محافظة عدن إلى ميناء المكلا.
ولفت إلى أن كل هذه المشاكل تعود إلى عدم التزام الحكومة باستكمال إجراءات إبرام عقد الإتفاق مع شركة حضرموت (باجرش) للطاقة المشتراه ووقع عليها في مديونيات سابقة لضمان استقرار التيار الكهربائي.
غضب المحتجين
عبر المواطنون عن غضبهم وذلك بالخروج في احتجاجات شعبية وسط الشوارع العامة، وذلك لإيصال صوت معاناتهم والكابوس الذي يؤرق صفو حياتهم للحكومة والسلطات المحلية، والتي أصبحت بفعلهم الكهرباء معضلة ولا يمكن حلها.
أكد الشاب (س.ع) من أبناء مدينة المكلا أن ما يتم إبرامه وإصداره من عقود وبيان يخص المنظومة الكهربائية يأتي بمجرد حل ترقيعي وحبر على ورق لإطفاء حالة الغضب الشعبي.
وأضاف أن كل عام تتعهد السلطة بأن الصيف المقبل سيكون الأفضل في إصلاح المنظومة بشكل كامل، إلا أنه بمجرد دخول فصل الصيف حتى تبدأ بتسويف مبرراتها بعدم قدرتها على تنفيذ قراراتها ووعدها بتحسين وضع الكهرباء أثناء الصيف.
حلول مؤقتة
وفي الـ 16 من أبريل الجاري تم الإعلان عن وصول الدفعة الجديدة من منحة المشتقات النفطية لمحطات كهرباء ساحل حضرموت وذلك ضمن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والذي يهدف لدعم محطات الكهرباء بالساحل والتي قدرت قيمتها بنحو 10 ألف طن متري من مادة الديزل والتي تم تسليمها للسلطة المحلية بالمحافظة، إلا أنه مازال مسلسل الانقطاعات مستمر حتى اليوم.
إذ وصف المواطنين المنحة السعودية أنها تأتي كحل مؤقت لتخفيف المعاناة وليس لاستئصالها، وذلك لعدم معالجة ملف الكهرباء والمشاكل المستمرة فيها والفساد بالمنظومة من أساسها.
في كل عام تتكرر المعاناة وبنفس التوقيت، إذا لم يقوموا بإيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل فإنها ستصاحب السنوات القادمة معاضل أكبر وأشد، بحسب قولهم.
إذ أن ارتفاع سعر الوقود والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي سبب بدوره عجزاً اقتصادياً لدى المواطنين وخصوصاً أرباب المشاريع والورش التي تعتبر مصدر دخل لدى كثير من أبناء المدينة.