[ ما مصير اتفاق الرياض في ظل التطورات العسكرية والسياسية باليمن؟ ]
برغم تأكيدات طرفي اتفاق الرياض على ضرورة تنفيذ بنوده، فإن الاتفاق دخل فعليا في مرحلة موت سريري بعد انقضاء المدة الزمنية التي جرى التمديد لها، وباتت كل بنود الاتفاق الموقع عليها والملحقات التابعة له حبرا على ورق.
يأتي ذلك وسط مواقف ضبابية للملكة العربية السعودية راعية الاتفاق، ووقوفها بموقف المتفرج وعدم ممارستها ضغوط حقيقية في حق الطرف المعرقل لتنفيذ بنود الاتفاق.
وبعيدا عن التزاماتها ورعايتها لاتفاق الرياض فإن المملكة ذهبت نحو محافظة المهرة شرقي اليمن في خطوة تصعيدية عسكرية غير مسبوقة، في حين ذهبت أبو ظبي نحو تأجيج الصراع ودعم انشقاقات عسكرية في أرخبيل سقطرى في مساعٍ واضحة للانقلاب على السلطة المحلية فيها وجعل الأرخبيل تحت سيطرة المجلس الانتقالي ووصاية أبو ظبي.
وفي كلتا المحافظتين بات انحراف التحالف العربي عن أهدافه المعلنة واضحا وتنصله عن التزاماته بما فيها رعاية اتفاق الرياض أكثر وضوحا، مما يجعل مصير اتفاق الرياض مجهولا، فحتى مجرد الحديث عنه لم يعد له وجود عدا تبادل الاتهامات بين طرفي الاتفاق بإفشاله.
عودة إلى نقطة صفر
ومع عودة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك إلى العاصمة السعودية الرياض، فإن اتفاق الرياض يكون قد عاد إلى نقطة الصفر، فبحسب كثير من المراقبين استطلع "الموقع بوست" آراءهم فإن مغادرة رئيس الوزراء اليمني للعاصمة المؤقتة عدن يعد إعلانا فعليا عن فشل الاتفاق، مما يجعل الوضع مرشحا وقابلا للانفجار في أي لحظة.
وفي سياق ذلك جدد وزير الخارجية اليمنية محمد الحضرمي اتهام الحكومة اليمنية للمجلس الانتقالي بإفشال اتفاق الرياض.
جوانب إيجابية
وفي الجانب الآخر فإنه برغم انقضاء المدة الزمنية لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، فإن الاتفاق نجح ولو بشكل جزئي في التخفيف من حدة التوتر بين القوات الحكومية ومليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا في محافظتي أبين وشبوة، وهو ما يجعل البناء على ما تحقق هناك ممكنا والمضي في تنفيذ بنود الاتفاق في حال توفر الإرادة والعزم والحزم من قبل رعاة الاتفاق.
ابتزاز
الخبير العسكري اليمني علي الذهب يرى أنه سيكون هناك تنازلات من أجل وقف اشتعال فتيل الأزمة، وعلل ذلك بالقول إن أي أحداث في عدن ستكون مروعة، إذ إن حدوثها لا بد أن يخرج منها أحد الأطراف منتصرا على الآخر.
واستبعد الذهب في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" ترجيح أي طرف للآن برغم أن الإمكانيات مع المجلس الانتقالي متوفرة بشكل كبير إضافة إلى دعم الإمارات للانتقالي.
وعن أحداث المهرة وعلاقتها باتفاق الرياض، أكد الذهب أن لها تأثير بذلك، موضحا أن اتفاق الرياض أصبح وسيلة ابتزاز للسلطة الشرعية لتمرير مصالح سعودية في منطقة المهرة.
تعثر
بدوره، الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني قال إن اتفاق الرياض هو بحكم المعطل والمتعثر، حيث لم يعد هناك حماس لتنفيذه من قبل الراعي له وهو السعودية.
وأكد الهدياني في حديث خاص لـ"الموقع بوست" بأن التعثر ليس في اتفاق الرياض فقط بل في مهمة التحالف بمجملها وهي استعادة الشرعية والتي قال إنها أصبحت متعثرة.
واستدل الهدياني بذلك في توقف الجبهات، والتي قال إنها أصبحت متروكه للحوثي، فهو الذي يهاجم ويقوم بتحديد زمان ومكان المعارك -وفق تعبيره- فيما أصبحت الشرعية والتحالف بدور الدفاع.
وعبر الهدياني عن أسفه أنه بعد خمس سنوات أصبح الحوثي يطور قدراته ويهاجم، أما الشرعية فإنها بعد خمس سنوات أصبحت لا تستطيع العودة لعدن وتواجه مشاكل كبيرة في كل محافظة محررة.