[ قوات بحرية أمريكية ]
تستمر الأسلحة بالتدفق إلى الحوثيين برغم مرور خمس سنوات على الحرب، وما يدور حول تضييق الخناق عليهم في المنافذ المختلفة، والقرارات الدولية التي تمنع ذلك.
وكشفت القيادة المركزية الأمريكية قبل أيام معلومات بشأن سفينة أسلحة استولت عليها سفينة تتبع واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني، قالت إنها احتوت على معدات وسلاح، تتطابق مع التي تستخدمها جماعة الحوثي وصنعت في إيران.
بحسب القيادة المركزية فإن من ضمن الشحنة خمسة صواريخ طراز (358) أرض- جو، أحدها كان شبه مجمع بالكامل، وتم تصميمها وتصنيعها بصورة منفردة بواسطة إيران.
واحتوت السفينة على صواريخ إيرانية تعمل كمضادات للدبابات، وأجزاء أسلحة لأنظمة بحرية مسيرة وغير ذلك.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحصل فيها الحوثيون على أسلحة، ولا تبدو أنها ستكون الأخيرة، وهو ما يثير كثير من علامات الاستفهام حول كيفية حدوث ذلك، وخطورته، وما الذي يعنيه؟
ويقول التحالف إنه تمكن من تدمير ما نسبته 80% من أسلحة الحوثيين. لكنهم ما زالوا يعلنون من وقت لآخر عن أسلحة جديدة، ويستخدمون أيضا ما تم نهبه من معسكرات الجيش طوال فترة انقلابهم.
ضغوط أمريكية
في قراءته لما يجري، يؤكد الباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم أن الأسلحة لم تتوقف عن الوصول إلى الحوثيين منذ بداية الحرب، الفارق فقط هو الإعلانات الأمريكية الأخيرة التي تم تسليط الضوء عليها عن طريق وسائل الإعلام.
ويأتي ذلك -وفق هاشم الذي تحدث لـ"الموقع بوست"- ضمن إطار سياسة الضغوط القصوى ضد طهران، إذ إن المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق النووي تنتهي في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهو ما يعني رفع الحظر عن استيراد وتصدير طهران للأسلحة.
ولذلك تبذل واشنطن جهودا لإقناع الغرب أن طهران لم تلتزم بالحظر، وأن من الضروري أن يستمر أو يعود قرار حظر 2006، يضيف هاشم.
أطراف مستفيدة
وعند الحديث عن تدفق الأسلحة للحوثيين، يقول الصحفي هشام المحيا إنه ينبغي الأخذ بالاعتبار ثلاثة أمور رئيسية، هي لصالح من يصب استمرار حدوث ذلك، وهل إيران هي المصدر الوحيد لدعم تلك الجماعة، وعلاقة ذلك بالتطورات الأخيرة على الساحة اليمنية والإقليمية في ظل إضعاف التحالف للشرعية في مختلف الجوانب وأهمها العسكري والاقتصادي.
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن هناك تشابكا كبيرا في كل تلك النقاط، وأن تزويد الحوثيين بالأسلحة خصوصا النوعية منها ليس من مصلحة إيران حصريا، فهناك دول أخرى إقليمية وعالمية تسعى إلى استمرار الوجود الحوثي لابتزاز السعودية ماليا، وإجبارها على استمرار شراء الأسلحة باهظة الثمن.
وعلى المدى البعيد، يرى المحيا أن تلك القوى تسعى إلى تمكين الحوثيين ضمن مخطط عالمي لإسقاط السعودية والخليج مستقبلا، ويؤكد ذلك أن إيران ليست الداعم الوحيد للحوثيين، فهناك دول أخرى شاركت في ذلك طوال فترات الحرب بينها الإمارات، وأخرى غضت الطرف كبعض الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.
ومن خلال ذلك يذكر المحيا أن التحالف العربي عمل على إضعاف الشرعية وعدم دعم الجيش فضلا عن استهداف قياداته في الجبهات، في الوقت الذي تزيد فيه وتيرة استمرار تدفق الأسلحة للحوثيين، خصوصا الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ويحدث كل ذلك تحت نظر المجتمع الدولي.
وبناء على ذلك، يفسر المحيا ما يجري بأنه سعي دول إقليمية ودولية لتمكين الحوثيين، وذلك كما يتوقع يكون عبر أحد السيناريوهات المحتملة كانفصال الجنوب وتمكين الحوثي شمالا، أو إعادة تصور شكل الأقاليم مع إبقاء تمكين الحوثي في الشمال.
تأثير ما يحدث
عن خطورة استمرار تدفق الأسلحة للحوثيين، يعتقد الصحفي المحيا أن لذلك تأثير على الأقل في المدى القريب، فذلك يعني دعم تلك الجماعة للسيطرة على أكبر قدر ممكن في ساحة المعركة، الأمر الذي سيمكنها من فرض شروطها في حوارات ومفاوضات سيدفع بها المجتمع الدولي بقوة حينها، أما على المدى البعيد فذلك يشكل خطرا على بقاء مشروع الدولة الاتحادية وعلى النظام الجمهوري ككل.
وهو ما لا يذهب عنه بعيدا الباحث هاشم، الذي رأى أن وجود الأسلحة الإيرانية في يد الحوثيين يشكل عامل توازن قوي في الداخل اليمني، وربما عامل تفوق جديد خصوصا مع وجود صواريخ مضادة للطائرات الحربية، وهذا ما يجعل السعودية تندفع للمفاوضات معهم لوقف هجماتهم قبل قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد في الرياض.
يُذكر أن الحوثيين كثفوا هجماتهم خلال الأيام الماضية على السعودية وحتى داخل اليمن، كان آخرها تصدي دفاعات التحالف العربي لصاروخ باليستي أطلقته الجماعة على مأرب.