أثارت غارة جوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية استهدفت حي سكني وسط العاصمة صنعاء صباح الخميس موجة غضب وسخط واسعين بين أوساط اليمنيين.

وكانت غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفت منزل الصحفي عبدالله صبري في حي الرقاص وسط العاصمة صنعاء، سقط 77 قتيلا وجريحا جلهم من الاطفال والنساء حسب احصائية لوزارة الصحة التابعة للحوثيين.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في اليمن ليز جراندى إن من بين ضحايا الغارة على صنعاء عاملون في المجال الصحي.

وأعلنت السفارة الروسية باليمن إصابة مواطنة روسية وابنتها جراء قصف التحالف على حي سكني بصنعاء.

ويأتي استهداف التحالف للمدنيين بصنعاء بعد يومين من استهداف الحوثيين منشآت نفطية في العمق السعودي بطائرات مسيرة. 

وفي السياق قال الإعلامي اليمني أحمد الشلفي مختص الشأن اليمني في قناة الجزيرة "لا يريد السعوديون والإماراتيون أن يتركوا مكانا في قلب يمني إلا وأوجعوه.

واضاف: "جريمة اليوم وقعت في مكان سكني مكتظ متلاصق لا تخطئه عين ولا يمكن بأي حال أن يكون هدفا عسكريا، شارع هائل والرباط هذه أحياء في قلب العاصمة صنعاء معروفة باكتظاظها بالسكان".

ثم بعد ذلك خرج أمراؤهم ووزرائهم يباركون هذه العملية الغادرة التي قتلت أبرياء بينهم أربعة أطفال واثنين آخرين من أسرة واحدة وخلفت عشرات الجرحى.

من جانبه قال مدير مكتب الجزيرة باليمن سعيد ثابت "تحالف الغدر يهرب من انتكاساته ويغطي فشله بارتكاب جرائم قتل المدنيين في اليمن.

واضاف "إفطار بطعم دم الشهداء.. وأذان بصوت المفجوعين بفقْد أهاليهم وجرْح أحبابهم".

من جهته قال الكاتب الصحفي مصطفى راجح "هذه هي السعودية لمن لم يعرفها بعد أو لا زال في قلبه ذرة وهم حولها. واضاف "مملكة الجريمة"

مختار الرحبي، مستشار وزارة الاعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اعتبر قصف مناطق مكتظة بالسكان جريمة.

وقال "لا يوجد مبرر لتلك الجريمة، قصف المدنيين وسقوط الأبرياء جريمة يجب أن لا تمر مرور الكرام".

واضاف المسؤول اليمني: "نطالب بالتحقيق العادل في تلك الجريمة وتقديم المتسببين بها للعدالة، هو ما يجب وأن لا يتم تمييع هذه الجريمة التي حدثت في حي الرباط تقاطع الرقاص".

بدروه علق الإعلامي خليل القاهري على الجريمة البشعة وقال "يوم صنعاء مختلف اليوم، يوم غاضب يلعن القتلة، تضج المساجد في هذه اللحظات دعاءً على قاتلي المدنيين، بقدر ضجيج الطائرات التي أرعبتنا وأطفالنا اليوم وهي تمعن في القتل والإرهاب في فتح حاجز الصوت، في حي الرقاص المكتظ بالسكان جريمة شنعاء يرتكبها طيارون لا علاقة لهم بالدِين". مضيفا: "شاهدنا عن قرب جريمة اليوم، في شهر الله الفضيل".

وتابع : "يتفنن الحوثيون بانتقاء أهدافهم الاستراتيجية عسكرية واقتصادية في العمق السعودي، بينما يتفنن الطيارون السكارى في استهداف النساء والأطفال".

وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان قال "في نهارٍ من نهارات رمضان الكريم، التحالف وللمرّة الألف يضرب بالصواريخ بيوت المدنيين ويقتل أطفال اليمن، فعل ذلك في قلب مدينة صنعاء في ضحى هذا اليوم الرمضاني الباهت الحزين".

واردف: "يتركون مئات الجبهات بينما يقتلون الأطفال النائمين في بيوتهم بالصواريخ".

الكاتب محمد دبوان المياحي كتب "استنفدت السعودية بنك أهدافها في اليمن ولم يتبق لها غير شارع الرقاص؛ كي تغرقه بالدم، الشارع الوحيد تقريبًا الذي لم تطاله آلة الموت منذ بداية الحرب ولم يجد التحالف أي مبرر لاستهدافه، ها هو ينتقم منه أخيرًا وبصورة صادمة".

واضاف: "لقد ظل يحوم حوله غير مقتنع ببقاء شارع سكانه يعيشون شيء من الأمان، حتى جاء اليوم الذي أفرغ فيه أحقاده؛ ليستكمل خارطة الموت في شوارع العاصمة، بتلك الوحشية المفرطة وببرودة قاتل أدمن الجريمة وتمرس على أداءها بكفاءة عالية.

وتابع المياحي قائلا "لا شيء يفسر هذه الإجرام، سوى الرغبة المجردة بالقتل، إنهم يستلذون بالدم، يعالجون هزائمهم بالنقمة المنفلتة؛ كي يخففوا وطأة الشعور بالمهانة، هذا هو الكائن البدوي ذو الطبيعية المتوحشة وتلك هي نفسيته حين يخوض معركة ويتعرض فيها للإذلال".

واردف "جريمة الرقاص ليست سوى حلقة أخيرة من حلقات التوحش الطويل الذي يمارسه التحالف في اليمن؛ لإسترداد هيبته المهتزة وتأكيد تفوقه العسكري في الزمان والمكان الخطأ".