أثار تكدس المسافرين اليمنيين -وجلهم من المعتمرين- في منفذ الوديعة البري بسبب الإجراءات الجديدة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية موجة سخط واستياء واسعين في أوساط اليمنيين.

وكشف مسافرون في منفذ الوديعة السعودي عن تكدس العشرات من الذاهبين لأداء فريضة العمرة منذ مساء أمس، وتوقيف عشرات الباصات، وتعرض العديد من المسافرين للإهانات بسبب تعامل السلطات السعودية، والإجراءات التي اتخذتها مؤخرا.

وأبلغ مسافرون الموقع بوست عن إهانات تعرضت لها عوائل يمنية في المنفذ، بالإضافة للعبث بمحتويات المسافرين، سواء كانوا قادمين من مدن المملكة إلى اليمن أو مسافرين إليها.

ووفقا للمصدر، فقد سمحت السلطات السعودية بدخول أو خروج من يحملون الجوازات الصادرة من اليمن قبل العام 2015م، وكذلك الصادرة من المناطق التابعة للحكومة الشرعية بعد هذا التاريخ، فيما منعت حاملي الجوازات الصادرة من مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وهي جوازات محدودة العدد، بحسب المصدر.

وأوضح المصدر أن هذا الإجراء تبعه آخر يقضي بمنع جوازات صدرت من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وأخرى صادرة من سفاراتها خارج اليمن، بما في ذلك السعودية نفسها، وهي نوعية من الجوزات لا تحمل شعار اليمن في غلاف الجواز.

وأكد بأن هذا الإجراء طال العديد من المسافرين بما فيهم مقيمون في السعودية، وفوجئوا بعدم سماح السلطات السعودية بعودتهم إلى المملكة بسبب الجوازات التي يحملونها، رغم صدورها من السلطات في الحكومة الشرعية.

يشار إلى تكدس العشرات من مركبات النقل الجماعي منذ أمس الثلاثاء، بينما المئات من المسافرين عالقين في الوديعة، في وضع إنساني صعب، حيث يتعرضون للحر ويشتكون عدم توفر السكن.

وتأتي تلك الإجراءات بعد ساعات من لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوفد البرلمان اليمني وعلى رأسهم رئيس البرلمان سلطان البركاني، والذين بدورهم سلموا ولي العهد رسالة بإعادة مراجعة وضع المغتربين اليمنيين في المملكة واستثنائهم من بين العمالة كون اليمن يشهد حربا منذ أربع سنوات.

وفي هذا الشأن أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية الشرعية توقف برنامج العمرة لليمنيين بشكل مؤقت، وذلك عقب تكدس العشرات من المعتمرين اليمنيين في منفذ الوديعة البري الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية.

وقال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد طارق القرشي إن الإيقاف يأتي بسبب وجود إشكاليات فنية في منفذ الوديعة السعودي، مؤكدا أن الإعلان كان اضطراريا وخارج اختصاص الوزارة.

وطالب القرشي المواطنين الحاصلين على تأشيرة عمرة التريث في مناطق سكنهم حتى يتم الإعلان عن استئناف الرحلات ومعالجة الإشكال.

من جانبها، قالت وزارة شؤون المغتربين في الحكومة الشرعية: "نتابع باهتمام عدم السماح بدخول المواطنين إلى السعودية"، مشيرة إلى أنها تجري التواصل مع الجانب السعودي لتوضيح وحل الإشكالية التي أدت إلى حالة الازدحام بالمنفذ.

وقال نائب وزير شؤون المغتربين الدكتور محمد العديل: "نطمئن مواطنينا الذين تم إرجاعهم اليوم من منفذ الوديعة الحدودي (الجانب السعودي) بسبب المواصفات الأمنية للجوازات وبأنه سيتم حل اللبس الحاصل الليلة".

وفي السياق علق الصحفي عامر الدميني على الأمر من وجهة نظره وقال: "ما يحدث في منفذ الوديعة يؤكد أن انعدام دفاتر الجوازات هو تصرف سعودي بحت وأن الحكومة الشرعية لم تعد سوى مجرد دمية تحركها السعودية كيفما تشاء".

وأضاف: "انعدام غير مبرر للجوازات في جميع فروع مصلحة الهجرة والجوازات، وسطو السعودية على بصمات اليمنيين ومعلوماتهم ونسخها بشكل كامل"، مشيرا إلى إهانة الجنود السعوديين للعشرات من اليمنيين في منفذ الوديعة ومنع دخول المعتمرين رغم حصولهم على تأشيرة عمرة رسمية.

وتابع الدميني قائلا: "الإشكالية أن الحكومة الشرعية نفسها مساهمة في هذا الوضع المقرف عندما قامت بطباعة كمية من الجوازات بدون الطير الجمهوري (شعار اليمن)، وأصدرتها بشكل رسمي من مكاتب مصلحة الهجرة والجوازات خارج اليمن، وحصل عليها مقيمون في السعودية وغيرها، واليوم السلطات السعودية تمنع التعامل بها".

ولفت إلى أن عوائل في منفذ الوديعة اليوم انشطرت لنصفين، الزوج رفضوا جوازه والزوجة سمحوا لها بالدخول، والعكس، ومعتمرون أذنوا لهم بالدخول وآخرون منعوهم.

وقال: "إهانات متواصلة، وتعالي واستكبار من الجانب السعودي، أما الحكومة الشرعية فهي تقف عاجزة عن تقديم أي حلول، وكيف لها أن تقدم حلولا وهي أصلا سلمت كل ما في يدها للسعوديين ليعيثوا فسادا في كل شيء؟".

وأضاف ساخرا: "رئيس الحكومة معين عبد الملك في عدن لا علاقة له بالسياسية، وبقية الوزراء غير قادرين على فتح أفواههم أو التحدث بأي كلمة".

من جهته قال الناشط السياسي علي البخيتي: "هكذا يهان اليمنيون على الحدود السعودية بحجة أن جوازاتهم لا تتبع للشرعية بعد تعميم من داخلية عدن بذلك، والشرعية عاجزة عن توفير جوازات منذ عدة أشهر ولا مكاتب لإصدارها في أغلب المدن".

وتساءل البخيتي بالقول: "ما هذا العبث بالمواطنين؟ كيف تقبلون أن يفترشوا العراء ويلتحفو الشمس والسماء؟ لماذا إقحام حياة الناس في هذا الصراع السياسي والحرب القذرة؟".

الاعلامي سمير النمري كتب "السلطات السعودية تمنع وبشكل مفاجئ آلاف اليمنيين من عبور حدودها بمنفذ الوديعة البري بحجة عدم امتلاكهم لجوازات صادرة من مناطق تتبع الحكومة الشرعية رغم أنها غير منتهية الصلاحية".

بدروه غرد الكاتب الصحفي عباس الضالعي: "ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يفي بوعده الذي قاله أمس الثلاثاء في التخفيف عن اليمنيين في المملكة".

وأضاف ساخرا: "هذه الصورة من منفذ الوديعة عصر اليوم تقول لكم: شكراً للشرعية وشكراً لنواب الشعب، وشكراً لوزارة الأوقاف التي أعلنت إيقاف العمرة، مثل كل مرة سوف يخلقون مئة عذر بأن اليمني هو الغلطان".