[ أسلحة مهربة جرى ضبطها على متن سفينة ايرانية كانت متجهة لليمن ]
هذا التقرير عبارة عن ملخص ترجمه "الموقع بوست" وصدر عن مركز أبحاث التسلح والصراع الدولي، ويوضح تفاصيل الأسلحة الإيرانية التي أرسلتها طهران للحوثيين في اليمن خلال الفترة الأخيرة من العام 2016.
ويوضح التقرير تفاصيل شحنات الأسلحة التي أرسلتها طهران للميليشيات التابعة لها في اليمن، ممثلة بجماعة الحوثي، عن طريق البحر، وتمكنت سفن حربية دولية من إيقافها ومصادرتها.
ويقدم تقرير نتائج دراسته وتحليلاته لتلك الأسلحة مزودا بالصور التي وثقها لتلك الأسلحة، وكيف تورطت إيران بتهريبها لليمن.
خلفية
اعترضت السفن الحربية "فرقاطة داروين" و" إف إس بروفانس" و "يو إس إس سيروكو" بينما كانت تعمل كجزء من القوات البحرية المشتركة متعددة الجنسيات ثلاث مراكب شراعية محملة بكميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى الصومال واليمن خلال شهري فبراير ومارس عام 2016.
حصل مركز أبحاث التسلح والصراع على صور لشريحة واسعة من الأسلحة الإيرانية التي استولت عليها السفن "فرقاطة داروين" و"إف إس بروفانس" من اثنين من المراكب الشراعية. يدل تحليل مركز أبحاث التسلح والصراع حول الأسلحة المضبوطة والتحقيقات التي أجريت على المراكب الشراعية في القرن الأفريقي على وجود خط تسليح من إيران إلى الصومال ومن ثم إلى اليمن عن طريق المراكب الشراعية المملوءة بالأسلحة ذي المواصفات الإيرانية.
نتائج البحث الرئيسية
- جميع الشحنات التي تم اعتراضها على متن المراكب الشراعية تشير إلى أن إيران هي مصدر هذه الأسلحة وأن اليمن والصومال هي البلدان المقصودة.
- احتوت جميع الشحنات التي كانت على متن أحد المراكب الشراعية وتم اعتراضها من قِبل السفينة "إف إس بروفانس" على كميات كبيرة من الأسلحة بما في ذلك 2000 من البنادق الهجومية ذو أرقام تسلسلية التي توحي بأن هذه البنادق تم جلبها من المخزون الوطني وليس من مصادر غير حكومية.
- ضبط كلاً من طاقم السفينة "إف إس بروفانس" والسفينة "فرقاطة داروين" رشاشات خفيفة ذات مواصفات التصنيع لكوريا الشمالية وأن الأسلحة المضبوطة تندرج تحت نفس الرقم التسلسلي على كل سفينة، مما يوحي بأنها مشتقة من نفس الكمية الأصلية.
- تتحدث قوات الإمارات العربية المتحدة بأنها ضبطت عدداً من الأسلحة في اليمن بما في ذلك السلاح الإيراني المضاد للدبابات "ديهالفيه 2015" والسلاح الروسي "9 إم 133-1 كورنت" التي تتطابق تماماً مع الأسلحة التي استولى عليها طاقم سفينة" إف إس بروفانس" عام 2016 وتندرج في نفس التسلسل وهو ما يؤكد بأن شحنات تلك الأسلحة جاءت من إيران وكانت متجهة نحو اليمن.
- تم تصنيع اثنين من المراكب الشراعية التي اعترضها قوات البحرية المشتركة من قِبل شركة المنصور التي تقوم بتصنيع المراكب الشراعية في إيران، حيث قالت مصادر محلية في مدينة بونتلاند الصومالية بأن شركة المنصور قد زودت السوق المحلية بالسلاح وتستخدم الموانئ في المنطقة كنقاط لنقل هذه الأسلحة إلى اليمن.
الأسلحة التي استولى عليها طاقم سفينة "فرقاطة داروين" في شهر فبراير عام 2016
تحليل للأسلحة المضبوطة في البحر
يوفر هذا القسم تحليلاً لأسلحة المراكب الشراعية الثلاث المضبوطة من قِبل طاقم كلاً من السفن "فرقاطة داروين" و"إف إس بروفانس" و "يو إس إس سيروكو" في البحر العربي في أوائل عام 2016.
على الرغم من أن مركز أبحاث التسلح والصراع لم يتفقد الأسلحة المضبوطة فيزيائياً إلا أنها عرضت شريحة واسعة لصور الأسلحة التي تم الإستيلاء عليها من قِبل طاقم "فرقاطة داروين"، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وقائمة كاملة من الأرقام التسلسلية للأسلحة التي استولى عليها طاقم السفينة "إف إس بروفانس".
قوبلت الطلبات التي قدمها مركز أبحاث التسلح والصراع إلى القيادة المركزية الأمريكية لغرض التحقيق في تلك الأسلحة التي ضبطها طاقم السفينة الأمريكية "يو إس إس سيروكو".
فرقاطة داروين
اعترضت فرقاطة داروين التابعة للبحرية الملكية الأسترالية مركباً شراعياً محملاً بقرابة 2197 قطة سلاح في 27 فبراير عام 2016 أثناء قيامها بالأعمال الدورية في البحر العربي، وقد شملت هذه الشحنة مجموعة متنوعة من بنادق هجومية "أي كي" وقاذفات صواريخ "آر بي جي 7" ذات المواصفات الإيرانية، ورشاشات مختلفة وقاذفات هاون وإحداثيات "جي بي إس" صممت لميناء كالوالا في الصومال.
زود مركز أبحاث التسلح والصراع بصور فوتوغرافية لخمس من بنادق المضبوطة " أي كي" وشملت العينة على بنادق بلغارية وصينية ورومانية وروسية الصنع والتي تم توضيحها في الأشكال 1-5.
الشكل1: بندقية هجومية صينية الصنع برقم (5336) ونوعها 56 مع غطاء لجهاز استقبال.
الشكل 2: بندقية هجومية صينية الصنع برقم (965) نوع 56.
الشكل 3: بندقية هجومية روسية الصنع نوع (أي كي إم) التي صنعت في 1977.
الشكل 4: بندقية هجومية رومانية الصنع نوع (أي آي إم) التي صنعت في 1984.
الشكل 5: بندقية هجومية بلغارية الصنع نوع (إس أي 93).
كما ضبطت فرقاطة داروين 100 من قاذفات (أر بي جي 7) إيرانية الصنع التي يمكن معرفتها بتساكيرها الخضراء وممسك الإطلاق الإسطواني والأرقام التسلسلية الصفراء، حيث قارن مركز أبحاث التسلح والنزاع بين اثنين من هذه القاذفات كما هو موضح في الشكل 6.
الشكل 6: قاذفات نوع (أر بي جي 7) إيرانية الصنع تم الاستيلاء عليها من قِبل فرقاطة داروين.
طاقم من فرقاطة داروين يقوم بالبحث في المركب الشراعي "المنصور" في 28 فبراير 2016.
قام أيضاً مركز أبحاث التسلح والصراع بتزويد بالصور لرشاش (بي كي إم) متعدد الأغراض وبندقية رشاشة خفيفة نوع (آر بي دي) الضوئية.
ولم تحصل قوات البحرية المشتركة على الذخيرة ولا على عُلب الذخيرة في حمولة المراكب الشراعية، في الوقت الذي يعتبر فيه شحن الموردين للأسلحة وللذخيرة كلاً على حده، وشحن الأسلحة بدون المعدات المساعدة بما في ذلك العُلب الفارغة أمراً غير معتاد عليه.
الشكل 7: رشاش نوع (بي كي إم) متعدد الأغراض روسي الصنع.
الشكل 8: بندقية رشاشة نوع (آر بي دي) خفيفة وضوئية مجهولة.
إف إس بروفانس
قامت الفرقاطة الفرنسية متعددة المهمات في 20 مارس عام 2016 باعتراض مركب شراعي قريب من ساحل عُمان، حيث أكدت مصادر في الحكومة الفرنسية بأن المركب الشراعي كان في طريقة للصومال ومن ثم مباشرة أو عبر إرتيريا إلى اليمن.
وقد حصل مركز أبحاث الصراع والتسلح على 25 صورة لشريحة واسعة من السلاح المضبوط، بالإضافة إلى قائمة كاملة من الأرقام التسلسلية للأسلحة المضبوطة.
شملت الأسلحة التي ضبطتها السفينة "إف إس بروفانس" على 2000 بندقية هجومية نوع (أي كي إم) التي تطابق الصناعة الإيرانية كما في الشكل 9، وتندرج الأرقام التسلسلية لهذه البنادق في أربعة تسلسلات، مما يشير إلى أنها جُلبت من أربع دفعات منفصلة.
وشملت أيضاً هذه الشحنة على 64 بندقية قنص ذو أرقام تسلسلية متتابعة كما في الشكل 10 و تسع قطع من السلاح الروسي "كورنت" الذي تم صناعته في عام 2008 كما في الشكل 11 وست رشاشات خفيفة نوع "آر بي دي" غير معروفة المصدر كما في الشكل 12.
إن الرقم التسلسلي على واحد من البنادق الرشاشة التي ضبطها طاقم سفينة" إف إس بروفانس" هو (701242) وهو قريب لرقم واحد من البنادق الرشاشة التي ضبطها طاقم "فرقاطة داروين" وهو (709027)، مايعني أنها مفصولة عن بعضها بحوالي 800 رشاش وأنها أتت من نفس المصنع ومن نفس المورد، بالإضافة إلى أن جميع الشحنات لم تحتوي على الذخيرة أو العُلب الفارغة لها.
الشكل 9: بنادق هجومية إيرانية الصنع نوع (أي كي إم).
الشكل 10: بنادق قنص إيرانية الصنع نوع ( هوشتدر-إم).
الشكل 11: سلاح روسي الصنع نوع (كورنت) عام 2008.
الشكل 12: رشاشات خفيفة ضوئية نوع (آر بي دي).
يو اس اس سيروكو
اعترضت السفينة الأمريكية"يو اس اس سيروكو" يوم 28 مارس عام 2016 مركب شراعي يحمل 1500 من البنادق الهجومية نوع (أي كي) و200 من قاذفات الصواريخ نوع (آر بي جي-7) و 21 مدفع رشاش (12.7x108مم)، حيث تؤمن السلطات الأمريكية بأن المركب الشراعي وحمولته كان مصدره إيران وكان في طريقة إلى اليمن.
لم تجد القوات الأمريكية أي ذخيرة أو عُلب للذخيرة في المركب الشراعي، وهو ما لم تجده أيضاً "فرقاطة داروين" و "إس إف بروفانس".
تحليل
تشير جميع شحنات الأسلحة التي تم ضبطها في العمليات الثلاث إلى أن إيران هي مصدر هذه الأسلحة. بالرغم من عدم وجود قدر كبير من التشابه بين نماذج الأسلحة للشحنات الثلاث المضبوطة إلا أن أنواعها تتشابه إلى حد كبير.
يشير التحليل لهذه الأسلحة إلى وجود تواطؤ كبير جداً من قِبل قوات الأمن الإيرانية في اثنين من المراكب الشراعية المضبوطة، حيث إن وضع الأسلحة هذه المرة يشير إلى الصناعة الإيرانية خاصة مع تواجد الأرقام المتتالية لأرقام التسلسل، وما يدعم هذا التحليل هو انتشار قاذفات الصواريخ الإيرانية نوع (آر بي جي-7).
وفيما يلي صورة للأسلحة التي ضبطها طاقم "فرقاطة داروين" في 28 فبراير 2016.
العلاقة بين غنائم الأسلحة في اليمن والمراكب الشراعية
قام فريق التحقيق التابع لمركز أبحاث التسلح والنزاع في أكتوبر 2016 بتوثيق العديد من الأسلحة التي كانت في حوزة الحرس الرئاسي لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي استولى عليها من مقاتلي جماعة المتمردين الحوثيين في اليمن. بالرغم من أن مركز أبحاث التسلح والنزاع لا يمكنه التحقق من هذه الأقوال إلا أن تحلية للأسلحة التي استولى عليها الحرس الجمهوري الإماراتي تظهر أوجهه الشبه بينها وبين أسلحة المراكب الشراعية التي ضبطتها قوات البحرية المشتركة.
وتشمل هذه المواد السلاح الإيراني "بيهلفيه" المصنوع عام 2015 و السلاح الروسي "كورنت" الذي استولت علية القوات الإماراتية من المتمردين الحوثيين في محافظة تعز في 29 نوفمبر 2015 وهي قريبة إلى حد كبير في أرقام أسلحة كورنت الأخرى التي ضبطها طاقم السفينة "إس إف بروفانس" في مارس 2016، بالإضافة إلى أن رقمها التسلسلي يندرج تحت نفس التسلسل، مما يدل على أن الأسلحة كان مصدرها واحد كما الأشكال التالية والجدول:
الشكل 13: السلاح الإيراني "بيهلفيه" المصنوع عام 2015.
الشكل 14: السلاح الروسي "كورنت" المصنوع عام 2008.
الجدول 1: المجموعة وأرقام التسلسل للسلاح الروسي "كورنت".
قام مركز أبحاث التسلح والصراع أيضاً بتوثيق أسلحة مضادة للدبابات كان الحرس الرئاسي الإماراتي قد استولى عليها سابقاً، إلى جانب شحنة من الأسلحة التي عبرت الحدود العمانية إلى المقاتلين الحوثيين في منطقة صافر في محافظة مأرب في سبتمبر 2016.
وشملت الشحنة السلاح الإيراني "توسان" نوع "كونكورس" وأيضاً السلاح الروسي "آر بي جي-27" وهي قاذفة صواريخ كما في الشكل 15-16.
الشكل 15: السلاح الإيراني "توسان" نوع "كونكورس" الذي تم إنتاجه عام 2002.
الشكل 16: قاذفة الصواريخ الروسية "آر بي جي-27" التي تم إنتاجها عام 2008.
وقد طلب مركز أبحاث التسلح والصراع كلاً من الحكومة الروسية والإيرانية بتقديم معلومات حول هذه الأسلحة لكن لم يتلقى المركز أي رد حتى الأن.
شركة المنصور وتجارة المراكب الشراعية حول القرن الأفريقي
قامت قوات البحرية المشتركة بداية 2016 باعتراض اثنين من المراكب الشراعية التي صنعتها شركة المنصور، وهي شركة تقوم بصناعة المراكب الشراعية والسفن في مدينة كوناراك في إيران، حيث إنه منذ عام 2012 والمراكب الشراعية التابعة لهذه الشركة تقوم بتهريب الهيروين والحشيش وأيضاً تهريب الأسلحة كما فعلت مؤخراً.
ووفقاً لتقارير تابعة لمنظمات إيرانية، فإن شركة المنصور تقع إلى جانب مقر الحرس الثوري الإيراني، ولكن لا يستطيع مركز أبحاث التسلح والصراع من معرفة ما إذا كانت هناك علاقة تربط الشركة بالحرس الثوري. تحمل المراكب الشراعية لشركة المنصور شعار شركتهم في ثلاثة مواضع على المراكب واحد في كل جانب والثالث في مؤخرة المركب الشراعي كما هو موضح في الشكل 17.
تعرف فريق التحقيقات الميداني لمركز أبحاث التسلح والصراع في مدينة بونتلاند الصومالية على ثلاثة منافذ ترتادها المراكب الشراعية لتحميل شحنات الأسلحة المهربة وهي ميناء بوساسو وكاندالا وكالوالا كما يوضح الشكل 18. وفقاً لمصادر موانئ مختلفة، فإن المهربين يستخدمون هذه الموانئ لتفريغ حمولتها إما للسوق المحلية أو لإعادة شحن الأسلحة إلى اليمن.
الشكل 17: صعود القوات الأسترالية إلى سطح أحد قوارب المنصور في شهر فبراير عام 2014.
الشكل 18: خريطة لموانئ يمنية وصومالية معروفة باستقبال أسلحة غير مرخص لها.
الخاتمة
بالرغم من محدودية النتائج المعروضة في هذه التقرير إلا أنه يوفر أفضل الأدلة التي قد تكون غير متواجدة حول تدفق السلاح إلى اليمن.
يوحي وجود كميات كبيرة من الأسلحة على متن هذه المراكب مع معرفة بأن النسبة العظمى منها كانت إيرانية وذات أرقام تسلسلية بأن الكيانات الإيرانية متورطة في توريد هذه الأسلحة.
وعلاوة على ذلك، فإن تواجد مثل هذه الأسلحة التي تحمل أرقام تسلسلية متقاربة في اليمن كالأسلحة التي تم ضبطها من قِبل السفينة "إف إس بروفانس" هو أكبر دليل على أن الأسلحة المضبوطة كانت في طريقها إلى اليمن.
يسعى مركز أبحاث التسلح والصراع بإستمرار إلى الوصول إلى توسيع قاعدة الأدلة من خلال الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من المتمردين الحوثيين على طول الحدود السعودية وأيضاً إلى الوصول لأدلة كاملة مستقبلية حول الأسلحة المضبوطة بحراً.