أكد مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ الثلاثاء، أنه سينظم في العاصمة الأردنية عمان، اجتماعا لفتح منافذ تعز فور تعيين جماعة الحوثي ممثليهم في هذا الملف.
وقال "غروندبرغ" في لقائه مع الصحفيين عقب مشاورات مغلقة مع مجلس الأمن أنه سينظم اجتماع في عمَّان في أقرب وقت ممكن فور تعيين الحوثيين لممثليهم، وهذه أولوية بالنسبة لي ولمكتبي.
وأضاف أنه يعمل حاليا مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة، بينما يبحث عن آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحًا أمام المسافرين.
وأشار إلى أنه يرى تقاريرًا مقلقةً بشأن استمرار القتال بما شمل أحداث أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع على الرغم من انخفاض العمليات العسكرية.
اليكم ما قاله المبعوث الأممي..
كما تعرفون، وافَقَت أطرافُ النزاع في اليمن على هدنة لمدة شهرين بدأت في الثاني من نيسان/أبريل من هذا العام. وفي الأسابيع الستة الماضية، شهدنا تأثير إيجابي ملحوظ على الحياة اليومية للكثير من اليمنيين. فقبل عدة أشهر، ربما ظن الكثيرين أن تحقيق هذه الخطوة هو أمر مستحيل. أود أن أهنئ الأطراف على اتخاذهم خطوة شجاعة باتفاقهم على الهدنة لإعطاء الأولوية لتخفيف معاناة اليمنيات واليمنيين.
اسمحوا لي أن أحدثكم عن تطورات تنفيذ الهدنة قبل أن أنتقل للحديث عن الخطوات المقبلة. أولاً، وهو الأمر الأكثر أهميةً، لا تزال الهدنة متماسكة عسكريًا. فعلى مدار الأسابيع الست الماضية، انخفض عدد الضحايا في صفوف المدنيين بشكل ملموس. وكذلك انخفضت وتيرة القتال إلى درجة كبيرة، فلم تُسجَّل أي هجمات جوية عابرة للحدود من اليمن ولم تكن هناك ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن. وشهدت الجبهات في جميع أنحاء اليمن هدوءً ملحوظًا. وهناك تقارير تفيد بزيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما شمل مواقع على الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة. لكنَّنا ما زلنا مع ذلك، وبالرغم من الإنخفاض الكلي، نرى تقاريرًا مقلقةً بشأن استمرار القتال بما شمل أحداث أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع.
ثانيًا، انطلقت رحلة تجارية جوية، هي الأولى منذ ست سنوات، من مطار صنعاء الدولي ووصلت الأردن يوم أمس. وعادت رحلة أخرى محمّلة بركاب يمنيين من عمَّان، الأردن، إلى صنعاء. وأتقدم بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية على دعمها القيّم في تيسير رِحْلَتَيْ يوم أمس، والشكر موصول للحكومة اليمنية لما أبدته من تعاون بنَّاء ولإعلائها حاجات اليمنيين. وقد حقق هذا إنفراجة للكثير من اليمنيين الذين طال انتظارهم للسفر، لتلقي العلاج للحالات الصحية الطارئة أو السعي لفرص العمل والتعليم، أو لمّ شملهم مع أحبائهم بعد سنوات من الانفصال. ونعمل الآن مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة ونسعى لبحث آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحًا أمام المسافرين. وهناك رحلة ثانية من المقرر إقلاعها يوم غد.
ثالثًا، سمحت الحكومة اليمنية بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن. يفوق ذلك كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة. وانحسرت أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير.
رابعًا، وبخصوص الالتزام بعقد اجتماع حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، فقد حددت الحكومة اليمنية مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة. وننوي تنظيم اجتماع في عمَّان، الأردن، في أقرب وقت ممكن فور تعيين أنصار الله لممثليهم. وهذه أولوية بالنسبة لي ولمكتبي. فكما تعلمون، لقد سبق لي أن زرت تعز في العام الماضي وشهدت بنفسي كيف يؤثر إغلاق الطرق على إطالة مدة التنقل والسفر في اليمن، ويفرق أفراد العائلات بعضهم عن بعض، ويحول ضرورات الحياة اليومية، كالذهاب إلى العمل أو إرسال الأطفال إلى المدارس أو الوصول إلى المستشفيات، إلى ضُرُوبٍ من المعاناة. ولذلك، يمثل إحراز التقدم لإنهاء هذه المعاناة جزءً أساسيًا من الهدنة.
إنَّ الوعد الذي تقدمه الهدنة للمدنيين هو وعد بقدر أكبر من الأمن وتحسين القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية وتحسين حرية التنقل داخل اليمن ومنه وإليه. إنَّ اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين. وعليه، سأستمر بالتفاعل مع الأطراف والتحاور معهم لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة المقرر انتهائها بعد أسبوعين. وبهذا الخصوص، أعرب عن امتناني للدعم المستمر والقوي من قبل المجتمع الدولي في مناصرته لتنفيذ الهدنة وتمديدها. وأود أن أنوه بشكل خاص إلى الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية.
وبينما تمثل الهدنة لحظة تاريخية بحد ذاتها، فإنها تتكون من مجموعة إجراءات مؤقتة وإستثنائية تحتاج أن تدعّم بعملية سياسية تساعد على استمراريتها. تنبع بعض التحديات المتعلقة بتنفيذ الهدنة من قضايا خلافية كانت متوقعة، ويجب معالجة هذه القضايا في سياق أوسع يتخطى الطبيعة المؤقتة للهدنة.
ولهذا السبب أواصل عملي على إطلاق عملية جامعة متعددة المسارات، لتكون بمثابة منصة تعالج من خلالها الأطراف وغيرهم من اليمنيين قضايا حرجة الأهمية من أجل التوصل إلى ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية. سيكون لدعم المنطقة والمجتمع الدولي المستمرين دور حاسم في تحقيق ذلك.
شكرًا جزيلاً يا ستيفان.