يحظى شهر رمضان الكريم بأهمية استثنائية عند المسلمين، لكن البعض يجدون صعوبة في تحمل الجوع والعطش خلال الصيام، كما يشعر البعض بالتعب والإرهاق بسبب الامتناع عن الطعام والشراب طوال النهار.
ولا يعتمد الشعور بالشبع خلال الصيام على كمية الطعام التي يتناولها الشخص خلال فترة الإفطار ولكن على نوعيته وكيفية تناوله.
وبهذا الخصوص يقدم مجموعة من خبراء التغذية والصحة نصائح لتخفيف الشعور بالجوع خلال فترة الصيام، وإبقاء الجسم رطبا أطول فترة ممكنة.
استراحة محارب
أوضحت اختصاصية التغذية الشاملة أوسما غني لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية أن الصوم يفيد أجسامنا ويعطيها قسطا من الراحة، وقالت إن "الصوم يدفع أجسامنا نحو طريق الشفاء".
وفسرت ذلك بأن "الجهاز الهضمي لدينا يعمل باستمرار منذ يوم ولادتنا، لذلك عندما نعطيه فترة راحة فإننا نسمح للجسم بالتوقف وإزالة بعض الخلايا الميتة وتنظيف نفسه".
وفي السياق نفسه، أشارت اختصاصية التغذية سمية خان إلى بعض الفوائد الأخرى للصيام، ومنها "ضبط نسبة السكر في الدم، وتحسين صحة القلب ووظائف الدماغ".
وأضافت أن الهدف الأساسي من الصيام هو "ممارسة اليقظة والانضباط والسيطرة"، ونصحت بأهمية الاعتدال أثناء تناول الطعام والانتباه لما نأكله.
وإليكم بعض النصائح لتحقيق أفضل فائدة من الصوم، وعدم هدم ثماره خلال فترة الإفطار، وتخفيف الشعور بالجوع والعطش طوال النهار:
إفطار متوازن
تبدأ أولى خطوات تخفيف الجوع من وجبة الإفطار، وأوضحت اختصاصية التغذية أبرار نالي لموقع "فري ويل هيلث" (Very Well Health) أن "وجبة الإفطار يجب أن تكون متوازنة بحيث تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتين والدهون الصحية والألياف الكافية، مما يساعد على البقاء ممتلئا لفترة أطول، ويمنح المزيد من الطاقة دون الشعور بالخمول بعد ذلك".
السحور وقود الجسم
أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بتناول السحور، وقال "تسحروا فإن في السحور بركة"، كما حث على تأخيره.
وإلى جانب فضله الديني، أكدت اختصاصية التغذية شاميلا مالك على أهمية السحور للتغلب على الجوع، وقالت إن بعض الناس قد ينامون ولا يتناولون السحور، مما يجعلهم يتضورون جوعا خلال الصيام.
وأضافت أنه "عند تناول أغلبية السعرات الحرارية عند الإفطار والنوم بعده فإن ذلك يضر بعملية التمثيل الغذائي ويؤدي إلى زيادة الوزن، لذا من الأفضل تقسيم السعرات الحرارية، بعضها في الإفطار وبعضها في السحور".
البروتين والألياف لتعزيز الشبع
يساعد تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والغنية بالألياف في إمداد الجسم بالطاقة لفترة أكبر، لأنها تستغرق وقتا أطول ليتم هضمها وامتصاصها في الجسم.
وأوضحت سمية خان أن من ضمن الأطعمة الغنية بالبروتين البيض واللبن والزبادي اليوناني والفاصوليا والعدس والأسماك والدجاج والمكسرات.
كما أن تناول الكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل خبز الحبوب الكاملة والشوفان، والدهون الصحية مثل الموجودة في الأفوكادو والمكسرات يساعد على الشعور بالشبع طوال اليوم.
في المقابل، يؤدي الإفراط في تناول السكر والكربوهيدرات البسيطة الأخرى مثل الخبز الأبيض إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وبالتالي الشعور بالجوع أكثر.
الألياف حل سحري
أشار الاختصاصيون إلى الأهمية البالغة لتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، إذ إنها تساعد على جعل الجسم رطبا، كما تحتوي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية.
وقال اختصاصي التغذية سومار حداد إن "أي تغييرات في أنماط النوم أو النظام الغذائي مثل توقيت الوجبات تؤدي إلى تغير حركة الأمعاء وتسبب تغيرات هرمونية في جسمك، كما قد تؤدي إلى زيادة الشهية، وطريقة مكافحة هذه الأعراض هي تناول الألياف".
الماء صديقك
من المعلوم أن أهم خطوات الوقاية من العطش والجفاف هي شرب كمية كافية من الماء، وعلى الرغم من قصر وقت الإفطار خلال رمضان فإنه يحب التأكد من شرب كمية كافية من الماء مثل ما يحتاجه الجسم في اليوم العادي، أي ما لا يقل عن لترين إلى 3 لترات يوميا كما يوصي الأطباء.
وبدلا من شرب كمية كبيرة من الماء جرعة واحدة عند الإفطار مما يضطرك إلى التبول بشكل متكرر وعدم المحافظة على رطوبة الجسم ينصح بشرب كميات صغيرة من الماء كلما أمكن ذلك طوال فترة الإفطار للحصول على أفضل ترطيب للجسم.
وذكر الاختصاصيون مجموعة من النصائح الأخرى لتقليل العطش، منها:
تجنب الأطعمة المقلية، والأطعمة الغنية بالصوديوم مثل المخللات، واللحوم المعلبة والباردة، وكذلك شرب السوائل التي تحتوي على الإلكتروليتات، مثل ماء جوز الهند، بالإضافة إلى شرب الماء ببطء وليس جرعة واحدة، علاوة على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل البطيخ والخيار والكوسا واللبن والمكسرات والبذور والتمر.
وأفضل طريقة لمعرفة ما إذا كنت مصابا بالجفاف هو عن طريق لون البول، فيجب أن يكون لونه أصفر فاتحا، فإذا كان داكنا جدا يجب أن تزيد كمية السوائل التي تتناولها.
الكافيين والجفاف
تجنب الإسراف في تناول الكافيين من الشاي والقهوة وغيرهما، إذ تسبب نسبة الكافيين العالية اضطرابات في توازن السوائل في الجسم بسبب تأثيره المدر للبول، ويساهم بشكل ملحوظ في الإصابة بالجفاف، فهو يحفز الجسم على إخراج سوائل أكثر من المعتاد.
لا تهمل النوم
يساعد الحفاظ على ساعات كافية من النوم في تنظيم الهرمونات، خاصة هرمونات الجوع مثل الجريلين واللبتين، لذا قد يؤدي عدم الحصول على قسط كاف من النوم إلى تعزيز الشعور بالجوع، وبالتالي الإفراط في تناول الطعام وقت الإفطار، لأن هرموناتك لا تعمل بشكل صحيح.