منذ أربعة أعوام تنتظر إسراء وهيب الشرعبي حفل زفافها الذي تأجل بفعل اعتقال خطيبها صامد العامري لدى جماعة الحوثي، وبقيت لهذه اللحظة "عروسًا مع وقف التنفيذ".

رغم طول مدة اعتقال صامد العامري إلا أن خطيبته إسراء فضلت أن تبقى مرتبطة به حتى وإن كان معتقلاً لا تدري متى سيفرج عنه، فالحب لا يعرف مكاناً ولا زماناً.

اعتقلت جماعة الحوثي صامد العامري قبل أربع سنوات في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، أثناء توزيعه المساعدات الإنسانية على الفقراء والمساكين، تاركة إسراء أسيرة الشوق بلقاء يجمعها مع من أحبت.

إسراء وهيب الشرعبي بالأمس تخرجت من كلية الطب جامعة العلوم والتكنولوجيا، إلا أن خطيبها المعتقل لدى جماعة الحوثي صامد العامري، حضر معها في صورة بهاتفها.

كتبت إسراء لخطيبها أمس وهي تعيش فرحة التخرج ويعتريها ألم حسرة الفراق ونار الشوق معاً: "صامد العامري، أعلم جيداً كم كان يعني لك حضور هذا اليوم الذي ترقبته وانتظرته طويلاً، كان الأمر يعنيني كذلك إلى الحد الذي لا يوصف، لكنها حكمة الله الذي نسأله أن يؤتينا إياها".

وبنبرة لا تخلو من تحدي اليأس تضيف إسراء: "حبيبي الغالي رغم أن الفرحة كانت ناقصة بغيابك يا صامد لكنك حضرت في لمعة عيني المشتاقة".

وختمت إسراء رسالتها إلى خطيبها العامري بالتساؤل الحزين: "متى العودة؟".

وبصوت يحدوه الأمل كانت تتمنى إسراء أن تسمح جماعة الحوثي بالأمس، ولو باتصال من خطيبها، تسمعه في يوم تخرجها ولكن قوبل أمل الاتصال بالرفض.

وفي السياق ذاته كتب الدكتور عبد الله شداد، أحد أعضاء لجنة التفاوض المحسوبين على الشرعية، ردا لإسراء على صفحته في الفيسبوك قال فيه: "عذرا أننا لم نتمكن من الحصول على موافقة بالسماح لصامد العامري التواصل معك هاتفيا من داخل معتقله ليقدم تهنئته لك، بعد أن استمر غيابه قرابة أربع سنوات داخل المعتقل".

من جانبه، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن قصة إسراء وهيب وخطيبها الناشط المدني صامد العامري المختطف في سجون الحوثيين منذ العام 2016، مأساة آلاف الأسر اليمنية التي فقدت أحبائها وتقطعت أواصرها جراء الحرب التي فجرها الانقلاب الحوثي وحملات الاعتقال والتنكيل التي شنتها بحق اليمنيين".

من جهته، قال المحامي عبد الرحمن برمان: "الدكتورة إسراء وهيب في يوم تخرجها ترفع صورة خطيبها  صامد العامري المعتقل منذ أربع سنوات في سجون الكهنوت الحوثي بسبب عمله في توزيع المساعدات على المحتاجين"، مؤكداً أن الحب والوفاء سينتصر ويسقط الكهنوت.

بدوره تساءل يونس عبد السلام قائلاً: من يعيد لإسراء حبيبها؟ من يمنح وهجها عمرا إضافيا كمكافأة ليمنية صامدة لأربعة أعوام أمام جيوش غياب مرّ مليئا بالتوجسات دون أن تحمل حزاما ناسفا وتفجر نفسها برفقة بضعة من مجنديكم؟.

وأضاف: "انظروا إليها بعين كفيل لوقفة أمام صورتها وردوا إليها بصرها، ولتكن نظرة شفقة أو قبيَلة وحب ظهور واستعراض أما عين الإنسانية فلا وجود لها لديكم ولا لدى طرف من الأطراف، اعتبروه مقاتلا سعوديا أفرجتم عنه دون طلب من أحد مع أن لا جريمة له ولم يحمل بندقية يوما في وجوهكم".

وتابع: "أطلقوا سراحه لوجه إسراء وحبها وانتظارها، لوجه توسلات بريئة لشباب أخذوا القضية كمحاولة انتصار لآخر ما فيهم من إنسانية وحب للحياة".

بدروه كتب المحامي علي هزازي  قائلا: "حين يعتقل الكهنوت أحلامنا ويصادر حرياتنا يأبى الوفاء الا أن يكون حبيبة".

وأضاف: "صامد العامري مغيب في زنازين الحوثي وبعد أربع سنوات اختفاء ها هي خطيبته إسراء ترفع صورته في حفل تخرجها لتذكرنا أنه ما زال مختطف".

أما الإعلامي مازن عقلان فقال: "زيارة واحدة إلى صفحة الصديق والناشط الإنساني صامد العامري وقراءة رسائل خطيبته إسراء وهيب له في كل ليلة تخبرك لماذا مليشيا الحوثي جماعة سلالية قذرة وعدو أزلي لليمنيين لا يمكن التصالح معها أو التعايش مع سيطرتها بأي حال من الأحوال".

وختم عقلان قوله في منشور على صفحته بالفيسبوك قائلاً: "أما وفاء إسراء وكفاحها وأملها؛ فهي قصة إلهام لكل العاشقين".

قصة إسراء الشرعبي وخطيبها المعتقل صامد العامري تلخص مأساة مدينة تعز المكلومة بفراق أحبتها دون استثناء جميع اليمنيين من حيث الألم والمعاناة ووقع الفاجعة فمنهم من فقد حبيبه أو زوجه أو اختفى فى غياهب زنزانات جماعة الحوثي حيث ألم المعاناة أكبر وأشد.