أشعل اعتقال الشرطة الروسية، اليوم الاثنين، لطلاب يمنيين اعتصموا أمام سفارة بلادهم في موسكو للمطالبة بمستحقاتهم المنقطعة منذ ما يقارب العام، موجة غضب وسخط كبيرين بين أوساط اليمنيين.

وقالت مصادر طلابية لـ"الموقع بوست" إن السفير اليمني في موسكو أحمد سالم الوحيشي استدعى الشرطة الروسية لاعتقال الطلاب اليمنيين المبتعثين والذين يطالبون بمستحقاتهم.

وتعرض الطلاب للاعتقال والاعتداء من قبل الشرطة الروسية ومكافحة الشغب بطريقة مهينة، بدلا من الاهتمام بهم وحل مشاكلهم، يوجه السفير اليمني بسجنهم.

والأسبوع الماضي، نفذت ثلاث طالبات يمنيات اعتصاما مفتوحا في السفارة اليمنية في موسكو للمطالبة بمستحقاتهن المتأخرة منذ قرابة عام، وتواصل بهن من رئاسة الجمهورية مبارك البحار ومن وزارة التعليم العالي مازن الجفري وتعهدا بحل إشكالياتهن شريطة فضهن الاعتصام، إلا أن السفارة والمسؤولين لم يوفوا بذلك.

وفي السياق قال الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي "أي عار لحكومة الشرعية بعد هذا العار الذي خلفه سفيرها الكارثة في موسكو أحمد الوحيشي". وأضاف "هذا الصديق العزيز الطالب يوسف مرعي في سجن الشرطة الروسية ببلاغ من سفير بلاده إلى جانب زميل آخر له".

وأردف الشرعبي "إذا كان سجن طالبين يمنيين من قبل الشرطة الروسية بطلب من سفير بلادهم بعد استدعائهم لمقابلة مدير البعثات بوزارة التعليم العالي في السفارة، لم يحرك أحدا في رئاستي الجمهورية والحكومة، فلا حاجة لنا بهذه السلطات التي تفسد تحت لافتة الشرعية ويسجن سفراؤها الطلاب بهذه الطريقة المخزية".

نبيل الأسيدي بدوره قال "يوسف مرعي طالب ماجستير في روسيا والطالب واس شريف الآن في السجن الروسي تمهيدا لترحيلهما، بطلب من السفير الوحيشي على خلفية مطالبتهما بحقوقهما".

من جهته، وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان قال إن "اعتقال الطلاب اليمنيين يوسف مرعي وزملائه الدارسين في روسيا من قبل قوات مكافحة الشغب بعد بلاغ تقدم به السفير أحمد الوحيشي عمل مدان ولا يقبل مهما كانت المبررات".

وطالب قيزان وزراء الخارجية والمغتربين والتعليم العالي بسرعة التدخل لحل الإشكال ومحاسبة المتسبب في ذلك.

من جانبه قال الكاتب الصحفي عامر الدميني "بدلا من الاهتمام بالطالبين اليمنيين في موسكو يوسف مرعي، واس سعيد، وحل مشاكلهم يوجه السفير بسجنهم".

وأضاف "سفراء جرى تعيينهم بالمحسوبية والمناطقية ولا يفقهون أبجديات العمل الدبلوماسي والانتماء الوطني"، متابعا بالقول "سفراء بعقليات المليشيا وأمراء الحرب واللصوص.. للأسف".

الصحفي جمال الغراب كتب "يوسف مرعي طالب ماجستير في روسيا وزميله واس شريف يقبعان خلف القضبان في أحد السجون الروسية بطلب رسمي من السفير الوحيشي تمهيدا للترحيل".

وأضاف "هذا التعسف الذي مارسه السفير اليمني في موسكو جاء على خلفية المطالبة بمستحقاتهم المالية الموقوفة منذ سنوات، يجب أن نسمع العالم بقضيتهما".

الإعلامي توفيق الشرعبي سخر بطريقة أخرى من السفير اليمني ونشر صورة للسفير وهو يلعب بأحد ملاهي موسكو.

وقال الشرعبي ساخرا "ما صدقنا حصلنا له وظيفة سفير في موسكو يتسلى فيها جاء الطلاب يشتوا مستحقات مالية وكلام فارغ".

في حين تساءل الإعلامي اليمني حمدي البكاري: لماذا لا يتم إقالة السفير اليمني في روسيا طالما وهو يقف ضد حقوق الطلبة المبتعثين للدراسة؟

وأضاف: ما الذي يجعله يبقى وهو لا يخدم طلاب بلادنا؟

وكتبت الصحفية سامية الأغبري "السفير الوحيشي سفير اليمن في روسيا، طلب لقاء قيادات طلابية وجاؤوا رغم ظروفهم من مختلف المدن الروسية".

وأضافت "لما ذهبوا إلى السفارة اتصل السفير بالشرطة وقال إن حياته في خطر".

وتابعت "سفالاتنا في الخارج، عهد هادي عهد الانحطاط والحرب لا تبرر اختيار أسوأ الناس سفراء ووزراء ووكلاء وغيرها من مناصب"، مضيفة "الطالبات والطلاب ما طالبوا بأكثر من حقهم".

ونشر على البطاح "شرعية الوحيشي سقطت بهذه الصورة، لو وجدت عند مسؤولينا ذرة كرامة وبقايا احترام".

وطالب البطاح من وزير الخارجية بإقالة ومحاسبة السفير الوحيشي

وقال: "الأخ وزير الخارجية: عهدناك رجلا حرا في مواقفك فهل هذه الصورة المشينة ترضيك؟".

الإعلامي محمد القاسم قال "هذه الصورة تجسد حالة الانحطاط والعار الذي وصل إليه بعض سفراء اليمن في الخارج".

وأضاف "تخيلوا سفراءكم يقتادونكم إلى سجون الآخرين لمجرد مطالبتكم بحق الخبز والدراسة في دول الابتعاث".

وفي سياق موازٍ، أدان اتحاد الطلبة اليمنيين في روسيا ما قام به السفير أحمد الوحيشي من استدعاء لقوات الأمن الروسية واعتقال قيادات رابطة الطلاب اليمنيين في موسكو.

وطالب اتحاد الطلبة اليمنيين في بيان له الرئيس هادي ورئيس الوزراء ووزيري الخارجية والتعليم العالي بالتدخل السريع لإنقاذ الطلاب وإيقاف السفير عند حده.

كما طالب البيان بتشكيل لجنة تحقيق مع السفير في هذا الانتهاك الخطير والانتهاكات السابقة في حق الطلاب اليمنيين في روسيا والجالية وفي حق الشرعية والدولة اليمنية.