[ طماح أبرز شخصية عسكرية توفت جراء الحادثة ]
خمسةُ أيامٍ مرت على استهداف الطائرة المسيرة لمنصة العرض بقاعدة العند العسكرية بلحج، والتي راح ضحيتها نحو 50 بين قتيل وجريح وبينهم قادة عسكريون، دون أن تُشكل أي لجنة للتحقيق في حادثة مثلت اختراقاً الأول من نوعه كان يستهدف منصة يجلس فيها عشرات القادة العسكريين.
وكانت جماعة الحوثي في صنعاء قد أعلنت تبنيها للعملية، التي سقط فيها خمسة قتلى و 45 جريحاً من بينهم شخصيات عسكرية رفيعة.
ومن أبرز تلك الشخصيات نائب رئيس هيئة الأركان اللواء صالح الزنداني، والذي وُصفت إصابته بالبليغة، ومعه رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء محمد صالح طماح، والذي توفي فجر الأحد في أحد المشافي الخاصة بعدن، متأثرا بجروحه ووضعه الصحي الحرج.
كما أصيب كل من قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، وقائد محور العند اللواء ثابت مثنى جواس بجروح خفيفة، ومثلهما اللواء صالح علي حسن مستشار وزير الدفاع، فيما أصيب مدير الكلية العسكرية اللواء عبد الكريم الزومحي، ومحافظ لحج اللواء أحمد التركي بجروح متوسطة نُقلوا على إثرها للمشفى العسكري بالمملكة العربية السعودية.
وتوزع الجرحى على مشافي محلية أبرزها ابن خلدون وباصهيب العسكري الحكوميين ومشفيين خاصين هما الريادة وعدن الألماني الدولي حيث ما يزال يرقد اللواء صالح الزنداني في العناية المركزة، والذي يعاني من نزيف داخلي وكسور في الأضلاع واضطراب حاد في ضغط الدم وتوقف التنفس الطبيعي.
وقد كان العرض الذي شهدته قاعدة العند صباح الخميس، مُتعلقاً بتدشين العام التدريبي الجديد، وهو أول نشاط لرئيس هيئة الأركان الفريق عبدالله النخعي والذي وصل للعاصمة المؤقتة عدن قبل ساعات فقط من موعد العرض العسكري.
الصحفي نبيل الجُنيد، كان أحد ضحايا ذلك الاستهداف وأصيب على إثره بشظايا تسببت له بشرخ في إحدى الفقرات وشظايا أخرى استقرت في منطقة الحوض، يقول في إفادته لـ"الموقع بوست" إن فقرات العرض لم تبدأ بشكل كامل حتى وصلت الطائرة المتفجرة، موضحاً أنه وفور انفجارها انهمرت الشظايا كما لو أنها قطرات مطر.
وأضاف: "بقيت وقتاً لا بأس به مرمياً على الأرض، فقد سادت حالة من الفوضى عقب الانفجار، حيث لم تكن هناك أي طواقم إسعاف ولا خطة للطوارئ، وإنما هرع الجميع من مقاعدهم إلا من جُرح فقد بقي مكانه".
وذكر أنه وأثناء إصابته وبقائه مرمياً على الأرض كان يخشى أن تطاله أقدام الفارين بالدوس، وهو ما لم يحدث، وإلا فإن إصابته ستكون أشد، حد قوله.
وقد أثارت حادثة اختراق الطائرة المُسيرة المتفجرة لأجواء قاعدة العند العسكرية -كُبرى القواعد العسكرية في البلاد- تساؤلات عدة كونها تقع تحت حماية تأمين قوات التحالف العربي وتحديداً القوات الإماراتية والموجودة في القاعدة والتي تُشرف على أعمال تدريب وتخريج الدفع العسكرية عبر ضباط سودانيين.
ولم يكن في منصة العرض سوى قيادات الجيش الوطني ورئيس هيئة الأركان ورؤساء عدة دوائر وهيئات بوزارة الدفاع، في حين غاب أي تمثيل لقوات التحالف العربي والتي غالباً ما يحضر ممثلون عنها خصوصاً من دولة الإمارات والسودان وحتى المملكة العربية السعودية.
ولم تُبدِ قيادة قوات التحالف العربي أي اهتمام يُذكر بالحادث أو تبنيها للتحقيق كون ما حصل يُعد اختراقاً خطيراً ليس فقط للجيش الوطني وقياداته وإنما أيضا لمنظومة التحالف العربي والتي تُسيطر على قاعدة العند وتشرف على تأمينها، ولم يسبق أن نجحت أي محاولات لاستهدافها طيلة السنوات الثلاث الفائتة، حيث كانت منظومة الباتريوت التابعة للتحالف العربي تتولى صد كل تلك المحاولات، عدا تلك الأخيرة التي استهدفت قادة الجيش الوطني وأصابت عدداً منهم.
ومن جهة أخرى لم يكن لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي - والمتواجد في العاصمة السعودية الرياض- أي بيان رسمي أو تصريح بخصوص الواقعة، فقد ظل صامتاً وكأن شيئاً لم يحدث، حيث استمرت حالة الصمت حيال الحادثة حتى اليوم الرابع لها حيث قام بزيارة محافظ لحج اللواء أحمد التركي ومدير الكلية العسكرية اللواء عبد الكريم الزومحي اللذين نُقلا للعلاج في المملكة العربية السعودية، وكذا قام بتعزية أسرة رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء محمد صالح طماح.
أما الحكومة فقد عقدت اجتماعاً خرج بإدانة تلك الحادثة ومطالباً الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها دون أن تتحدث عن لجنة للتحقيق بشفافية عما حدث.
وعلى العكس من كل الحوادث الأمنية التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن وغيرها من المحافظات المجاورة، لم يوجه رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة بصرف أي مبالغ لأسر الشهداء أو الجرحى، وهو ما أثار حالة من الاستغراب في أوساط المتابعين.