[ في سنة دراسية سابقة - فرانس برس ]
أجبر التلاميذ على العودة إلى منازلهم في اليوم الدراسي الأوّل في العاصمة السياسية المؤقّتة عدن، من جرّاء إضراب المدرسين استجابة لدعوات نقابة المدرسين الجنوبيين. وكانت وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية قد أعلنت بدء العام الدراسي الجديد أمس الموافق لـ 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.
إلّا أنّ دعوات الاضراب أفشلت الدراسة في عدن، في وقت بدأت في عدد من المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في اليمن.
ويفيد مصدر في مكتب التربية في محافظة عدن بأنّ العام الدراسي لم يبدأ في مدارس المحافظة بسبب اضراب المدرسين الذين يطالبون بالعلاوات المتأخرة التي لم تصرف من قبل الحكومة، إضافة إلى عدم كفاية النسبة المعلن عنها والمتعلّقة بالزيادة.
ويؤكّد المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد" أن الدراسة في المدارس الحكومية الواقعة في المحافظات المحررة كان من المقرر أن تبدأ أمس، لكنها تعثرت في محافظة عدن. ويطالب المدرسون بتحسين أوضاعهم المالية في ظل ارتفاع الأسعار، نتيجة لتدهور العملة الوطنية التي تشهد انهياراً أمام العملة الأجنبية.
من جهته، يقول محمد طالب، وهو مدرّس في إحدى مدارس عدن: "سنواصل الإضراب إلى حين الاستجابة لمطالبنا والنظر إلى معاناتنا وصرف العلاوات السنوية المتأخرة وزيادة المرتبات التي لا تكفي في ظلّ ارتفاع الأسعار". يضيف: "المدرّس اليمني منهك ومحطّم ذهنياً ومادياً وجسدياً وغير قادر على إيصال رسالته التربوية بسبب ظروف الحياة الصعبة التي يعيشها". ويلفت إلى أن راتب المدرّس أصبح نصف مرتب الجندي، ما يستدعي إعادة النظر في رواتب الموظفين في وزارة التربية والتعليم، الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية ومعيشية قاسية فرضتها الحرب".
إلى ذلك، أعرب أولياء الأمور عن مخاوفهم من استمرار الإضراب وتعطيل العملية التعليمية. وتقول أم محمد عبد الفتاح، وهو تلميذ في الصف التاسع في عدن: "فوجئت بعودة ابني من المدرسة باكراً، ليتبيّن أن المدرسين أضربوا عن العمل". وتشير إلى أنها تخشى استمرار الإضراب وضياع العام الدراسي. وتسأل: "لماذا لا تعالج وزارة التربية والتعليم هذه المشكلة قبل أن تعلن موعد الدراسة؟ إلى متى يبقى حال المدرسين على هذا الشكل؟". وتطالب الحكومة اليمنية إيجاد حلول تضمن عودة التلاميذ إلى المدارس في أقرب وقت.
وكانت السلطات المحلية في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب وتعز قد دشنت العام الدراسي الجديد، وبلغ عدد التلاميذ الذين سجلوا في المدارس هذا العام بمدارس حضرموت الوادي أكثر من 151 ألف طالب يتوزعون على 361 مدرسة حكومية وأهلية بحسب السلطة المحلية في المحافظة.
وبلغ عدد التلاميذ المسجلين في مدارس محافظة شبوة أكثر من 120 ألفاً في المرحلتين الأساسية والثانوية. وفي محافظة مأرب، وصل عدد التلاميذ إلى 90 ألفاً في أول أيام العام الدراسي الجديد، بحسب تصريحات صحافية لمدير مكتب التربية في المحافظة على العباب.
وكانت النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين قد أعلنت الإضراب العام عن العمل بدءاً من أول أيام التقويم الدراسي 2018 ــ 2019، للمطالبة بصرف العلاوات وزيادة الرواتب. وأكدت في بيان أن الإضراب سيستمر "حتى يحصل المدرسون على حقوقهم كاملة بعدما كانت الحكومة تعتمد سياسة التسويف والمماطلة وعدم النظر إلى تدهور الحالة المعيشية للمدرس وكافة فئات الشعب".