بعد أكثر من ثلاثة أعوام على إغلاقها، أعادت السلطة المحلية بتعز مؤخرا فتح، قلعة القاهرة السياحية المطلة على مدينة تعز، التي شهدت منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك، تدفق كبيرا للزوار احتفالاً بعيد الأضحى في صورة تجسد مدى السعادة والفرحة التي يعيشها أبناء تعز، رغم استمرار الحرب.

وتشكل قلعة القاهرة المطلة على مدينة تعز، والتي فتحت أبوابها، يوم الثلاثاء اول أيام عيد الأضحى، أمام الزائرين متنفسا لآلاف من أبناء مدينة تعز الذين أنهكتهم الحرب المستمرة على مدينتهم للعام الرابع على التوالى في محاولة منهم للتخفيف من وطأة أحزانهم والتعويض عن السعادة التي فقدوها .

وقلعة "القاهرة" تعد أحد المعالم الأثرية التي تضررت من الحرب جراء الاستهداف المباشر من قبل مقاتلات التحالف العربي أثناء سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية عليها وبعد تحريرها من قبل قوات الجيش الوطني استولت عليها كتائب أبي العباس التي هي الأخرى حولتها الى ثكنة عسكرية لاستهداف المدينة، من وقت لآخر .

ويأتي افتتاح قلعة القاهرة بعد أيام على اخلائها من مسلحي كتائب أبو العباس وتسليمها إلى لجنة التهدئة العسكرية التي شكلها الرئيس عبدربه منصور هادي بقيادة العميد عبده فرحان سالم المخلافي مستشار قائد محور تعز ضمن خطة شاملة قامت بها اللجنة الرئاسية بالمدينة لتسليم جميع المقرات والمنشآت الحكومية والتي من أهمها "قلعة القاهرة، ومبنى الأمن السياسي.

وتوافد الزائرين على قلعة القاهرة، لزيارتها والتنزه بساحتها في أهم المعالم الأثرية والتاريخية بالمدينة، التي شهدت احتفالات فنية اسعدت كل الحاضرين من ابناء مدينة تعز ورسمت البهجة والسرور على وجوه الأطفال والنساء .

تعز تفتح الأمل

وقال عبدالخالق سيف، مدير عام مكتب الثقافة بتعز، إن القلعة شهدت إقبالًا كبيرًا من الجمهور، خاصة وأنها من أهم الأماكن السياحية بالمدينة، مشيرًا إلى أن تعز  افتتحت الأمل والحياة والبهجة، مؤكداً أن تعز رسمت ثورة جميلة بإفتتاح قلعة القاهرة من قبل السلطة المحلية ومكتب الثقافة بالمحافظة.

واضاف سيف ان تعز بعد أكثر من ثلاثة أعوام على الحرب والحصار عليها قدمت رسالة جميلة، بكل هذه الحشود التي تدفق إلى قلعة القاهرة احتفالاً وابتهاجاً بعيد الأضحى السعيد ، تعبيراً عن روح تعز الحقيقية.

استعادة الذكريات

ورصد "الموقع بوست" فرحة العيد، حيث سادت حالة من البهجة، تجسدت في الضحك واللعب والجد والحب، افرغ ابناء مدينة تعز الكبار قبل الصغار  طاقاتهم المكبوتة، منذ بداية الحرب على مدينتهم .

وعلى أنغام أغاني العيد استرجع أبناء مدينة تعز، ذكرياتهم ، وأخرجوا أعباء ثلاثة سنوات بأكملها من خلال التعبير عن فرحتهم بالعيد والتقاط الصور السيلفى بين العائلات والأصدقاء، كما رقص الشباب والأطفال على الأغاني التي أدتها الفرقة الموسيقية أثناء الاحتفالات التي شهدتها قلعة القاهرة.

وقال الاعلامي هيكل العريقي أعياد تعز مستمرة من قلعة القاهرة في ثالث أيام العيد حيث يمتزج التاريخ بالفن  ليرسم لنا لوحة مشرقة لتعز الحبيبة .

تعز تقاوم الحرب بالحب

ومن جانبه قال عصام البتراء أيعقل إن هذا الإزدحام الشديد في قلعة القاهرة التي كانت ثكنة عسكرية قصفت بطيران التحالف و بصواريخ الحوثي و بنيران صديقة  الى قبل ايام فقط، و اليوم تمثل المشهد الأسطوري الذي يدلل على تعطش أهالي تعز للسلام و الهدوء مشيراً إلى أن هذا المشهد المهيب لم يحدث في قلعة القاهرة منذ قرون مضت على بنائها.

واضاف البتراء تعز تعزف ألحان السلام و كأن الحرب ليست على أطراف المدينة إزدحام قد لا تراه في أي مدينة في العالم في معلم سياحي كان ثكنة عسكرية لمدة أربعة سنوات.

وبحسب البتراء فأن مدينة تعز لا تقاوم بالبندقية فقط انها تقاوم الحرب بالحب  و تقهر السلاح بالسلام و بالعلم و القلم و الثقافة والفن ستهزم أعداء الخارج و الداخل هؤلاء هم أبناء تعز و هذه ثقافتهم و هذه حاضنة الجيش الحقيقية و لن تهز مدينة تعشق السلام الى هذا الحد الجنوني مؤكداً أن مدينة تعز، تقاتل من أجل السلام.

زيارة تفقدية

وكان محافظ تعز أمين أحمد محمود، قام صباح أمس الخميس، بزيارة تفقدية إلى قلعة القاهرة الأثرية ولمشاركة المواطنين احتفالاتهم، مقدماً التهاني للحاضرين في قلعة القاهرة المحتفين بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وتفقد محافظ تعز أقسام قلعة القاهرة التاريخية، وما تعرضت له من تدمير جراء الحرب على مدينة تعز خلال السنوات الماضية .

ووجه محافظ تعز بتكليف فريق فني متخصص لإعداد الدراسات ورفع التصاميم الهندسية اللازمة لاعادة تأهيل قلعة القاهرة على وجه السرعة، مشددا على أهمية إحياء القلعة واستعادة مكانتها كأحد أبرز المعالم الأثرية.

ومنذ بداية الحرب التي شهدتها عموم البلاد ومدينة تعز خصوصاً اختفت المتنزهات والحدائق، بعد أن طالتها القصف العشوائي من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية أو تحولت إلى ثكنات عسكرية مما جعلها عرضة للاستهداف من قبل مقاتلات التحالف العربي، وهو ما أدى إلى تدميرها.