[ مساعٍ لمكونات جنوبية للمشاركة في مفاوضات جنيف المقبلة ]
تباينت مواقف مكونات الحراك الجنوبي اليمني، من المشاورات والمفاوضات التي من المتوقع، أن تجريها الامم المتحدة بين الاطراف اليمنية في جنيف، وتفاوتت بين التهديد والوعيد في حال عدم إشراكها في أي مشاورات أو مفاوضات، والمطالبة بضرورة اشراكها انطلاقا من الاهمية التي يجب ،أن تستحقها القضية الجنوبية اليمنية، التي ترى معظم فصائل الحراك أنها تمثلها.
خلافات
وخلافا لموقف الائتلاف الوطني الجنوبي الذي اكد ان الجميع شركاء في القرار الجنوبي دون وصاية من احد، فقد بدا البون شاسعا بين معظم المكونات الجنوبية، علاوة على تأكيدات كل طرف انه الممثل والمفوض من شعب الجنوب كما هو حال المجلس الانتقالي الجنوبي - المدعوم اماراتيا.
وبرغم تراجع المجلس الانتقالي، عن وصف نفسه مفوضا للجنوب خلال الفترة الماضية وإعلانه اطلاق حوار جنوبي - جنوبي فإن - حمى مفاوضات جنيف - أعادت الانتقالي الى مربعه الاول من ادعاء الوصاية والتمثيل.
وفي آخر بيان لها ،الخميس، عبرت ما تسمى الجمعية الوطنية للمجلس، عن رفضها لأي محاولة لتجاوز قضية الشعب الجنوبي وممثله المجلس الانتقالي الجنوبي في أي مفاوضات قادمة.
وأوصت رئاسة المجلس باتخاذ ما تراه مناسبا رفضا لما وصفتها لأي محاولة تهدف الى الالتفاف لتزييف ارادة شعب الجنوب.
وفوضت عيدروس الزبيدي باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة في المشاركة في أي مفاوضات او مشاورات قادمة بما لا ينتقص من حقوق شعب الجنوب وخياراته تفويضا كاملا لما فيه المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب بحسب البيان الصادر عنها اليوم الخميس.
وفي وقت سابق كان رئيس الانتقالي قد اطلق تهديدات بالاتجاه نحو الساحل الغربي في حال تم تجاوز المجلس في مفاوضات جنيف.
دعم لجهود الشرعية
أما الائتلاف الوطني الجنوبي فقد بدت مواقفه مماثله لموقف السلطة الشرعية، إذ أكد الائتلاف في اخر بيان له، أن خيار السلام القائم على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216 يعتبر اليوم هو الخيار الوحيد والأمثل في تحقيق سلام مستدام وعادل في اليمن.
وأكد الائتلاف دعمه لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن ولمسار السلام القائم على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، باعتباره الطريق الصحيح لاستئناف العملية السياسية.
دعوة لمبادرة جديدة
وخلافا لموقف الاحزاب السياسية في الجنوب والتي أوضحت موقفها من خلال الائتلاف الوطني الجنوبي فقد انفرد اشتراكي الجنوب بموقف مغاير.
ودعا ما يسمى اشتراكي الجنوب، مجلس الامن ومبعوث الامين العام السيد مارتين غريفيث إلى التعاطي الايجابي مع القضية الجنوبية وحلها وفقا لأمال وتطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته.
كما طالب المبعوث الاممي الى تبني مبادرة جديدة تستوعب القضية الجنوبية وتسد الثغرات في المرجعيات الثلاث لان تجاوز هذا المعطى او القفز عليه لن يؤدي الا الى مزيدا" من الصراعات والحروب.
الخلاف بشأن التفويض والمشاركة في أي مشاورات أممية بشأن الازمة اليمنية، زادت من حدة الخلافات بين فصائل ومكونات الحراك الجنوبي اليمني، فعلاوة على ادعاء كل فصيل تفويضه وأحقيته بتمثيل الجنوبيين، عادت مجددا عددا من الفصائل والشخصيات الجنوبية الى تبادل الاتهامات بالعمالة، وكان أبرزها تخوين رئيس المجلس الانتقالي للمجلس الاعلى للحراك الثوري الذي يرأسه القيادي الجنوبي حسن باعوم، واتهامه بالعمالة لقطر وايران.
بالمثل رد المجلس وشخصيات جنوبية على تلك الاتهامات بتوجيه تهمة العمالة لأبو ظبي للمجلس الانتقالي.
وبرغم محاولات شخصيات جنوبية رأب الصدع، بين مكونات الحراك، والوصول إلى موقف موحد من مفاوضات جنيف وكان اخرها مبادرة أطلقها القيادي الجنوبي علي المصعبي، دعا فيها كل مكونات الحراك للجلوس على طاولة حوار واحده الا أن تلك الجهود لم تثمر.
مؤشرات استبعاد
الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي قال إنه إلى الان لم تتضح الصورة بعد، من مشاركة الحراك الجنوبي بهذه المفاوضات المفترضة، وهل سيتم دعوته أم لا، ومن هو الكيان المدعو.
وأضاف في حديث خاص لـ "الموقع بوست" ولكن يبدو أنه برغم صعوبة استبعاد الطرف الجنوبي من هذه المفاوضات، إلا أن الدلائل تشير الى أن القضية الجنوبية لن تكون بالواجهة.
وأوضح أنه يستند في ذلك على ما يرى من تصريحات أممية وإجراءات خليجية، مثل المؤتمر الذي عقد يوم الأثنين الماضي في الرياض حول التأكيد على ما يسمى بالمرجعيات الثلاث لحل الازمة اليمنية ،التي دعا له مجلس التعاون الخليجي.
ولفت إلى أن المرجعيات لم تأبه بالقضية الجنوبية على الإطلاق، وبالتالي فهذا المؤتمر يشير الى ان النية اليمنية والخليجية تتجه صوب حل ازمة الحرب وحفظ مصالح الخليج بعيدا عن ملامسة القضية الجنوبية.
وتابع "وعطفاً على ذلك يكون الحراك الجنوبي، وكل الفعاليات والشخصيات المقتنعة بصدق بالقضية الجنوبية، أمام تحدٍ حقيقي يستوجب معه التقارب أكثر ونبذ الخلافات الشكلية والشخصية، ليستطيع الجنوب أن يرد ردا مؤثرا وبصوتٍ مسموع على أي تجاوز لقضيته وتضحياته، ويجابه أية تزييف لإراداته الوطنية".
وألقى السقلدي باللوم على من وصفهم بالشركاء الإقليميين الذين، قال إنهم يثبتون يوم بعد يوم أنهم لا يكترثون بالقضية الجنوبية، ولا بالتضحيات الجنوبية، التي قال إنها وقفت معهم واخرجتهم من مأزقهم وورطتهم العسكرية، بعد أن خذلهم شركاءهم الأخرين.
ودعا من وصفهم بنخبة الجنوب لإعادة تقييم العلاقة مع هؤلاء الشركاء، وضرب الطاولة بوجوههم، فضلا عن إعادة ترتيب البيت الجنوبي المتصدّع نفسه بحسب تعبيره