[ عمليات تفجير ألغام على ساحل البحر الأحمر ]
لا تقتصر أضرار الألغام بمناطق الحروب والصراعات في اليمن على العسكر والضحايا المدنيين، بل تتجاوز ذلك إلى تهديدات تبدأ بالمصالح الاقتصادية الكبرى للدول والشركات، وصولاً إلى معيشة المواطنين اليومية.
المتمردون من جماعة الحوثيين زرعوا ألغاماً أرضية في المزارع والطرقات في مديريات محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن المطل على البحر الأحمر، ما تسبب في تعطل النشاط الاقتصادي وتوقف القطاع الزراعي بشكل شبه تام.
بعد مقتل 6 وإصابة 4 آخرين بلغم أرضي الشهر الماضي، بينما كانوا يعملون في مزرعة مانغو جنوب الحديدة، هجر المزارعون أعمالهم. كما كان مقتل 10 عاملين على الدراجات النارية في بلدة حيس سبباً في توقف زملائهم، علماً أن المركبات تُعد من أهم مصادر رزق سكان البلدة.
وإضافة إلى البشر، استهدفت الألغام الأرضية الثروة الحيوانية، وتسببت في نفوق كثير من الأغنام والأبقار في مناطق مختلفة، منها نفوق عشرات الأغنام لأحد مزارعي محافظة البيضاء، وسط اليمن، الشهر المنصرم بانفجار لغم أرضي.
ومن البر إلى البحر، أعلن الجيش اليمني أواخر الشهر الفائت عثور قوات التشكيل البحري على ألغام بحرية قبالة سواحل ميدي شمال غربي محافظة حجة، فيما نقل المركز الإعلامي للمنطقة الخامسة عن مصدر عسكري أن الدوريات البحرية التابعة للتشكيل عثرت على مجموعة من الألغام أثناء قيامها بمهام دورية لتمشيط ومسح وتأمين البحر الأحمر.
خبراء اقتصاد يؤكدون أن الألغام والذخائر غير المنفجرة تشكل تهديداً خطيراً على اليمنيين والتنمية، فهي تعيق المساعدات الإنسانية وعودة النازحين، وتمنع الوصول إلى الأراضي الزراعية والطرق ومياه الشرب والحطب، فضلاً عن تهديد حركة الملاحة البحرية.
الباحث والمحلل الاقتصادي، حسام السعيدي، قال لـ"العربي الجديد" إن الألغام هي أخطر مخلفات الحروب، فقد "خلفت الآلاف من المعاقين والمصابين بعاهات مستديمة يصعب معها ممارستهم لأي نشاط اقتصادي مستقبلاً، وتحولوا إلى عالة على أسرهم، إضافة إلى مشكلة اكتظاظ المشافي بالجرحى، الأمر الذي يضاعف مشكلاتهم الصحية ويزيد مستوى الفقر نتيجة الإنفاق العالي على العلاج".
السعيدي أوضح أن حوادث مختلفة كشفت قيام الحوثيين بزراعة الألغام في المزارع، لا سيما في الحديدة، الأمر الذي يهدد العمل في المزارع مستقبلاً، إضافة إلى الألغام المزروعة في الشواطئ والألغام البحرية، فهي تهدد الملاحة البحرية وتشكل خطراً على حياة الصيادين أيضاً.
وخلص الباحث اليمني إلى أن الألغام تُكبّد اليمن تكلفة بشرية واقتصادية عالية، فيما يحتاج إنجاز برامج نزع الألغام إلى فترة زمنية طويلة ويتطلب تكاليف مالية كبيرة.