[ شعار الحوثيين وحزب صالح .. تحالف مستمر ]
في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول من العام الماضي انقلب الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على الشرعية في اليمن، وسيطروا على العاصمة صنعاء.
بدا المشهد وكأن جماعة تبتلع دولة، فمنذ ذلك اليوم أحكم الحوثيون الخناق على مفاصل الدولة بالتعاون مع قوات الرئيس المخلوع، ومنها وزارتا الدفاع والداخلية، ورئاسة الحكومة والبرلمان والبنك المركزي والقيادة العامة للقوات المسلحة. وخلال ساعات وجيزة، نهب الحوثيون كامل العتاد العسكري للدولة.
هذا التطور أحدث شرخا في اليمن، الذي عانى من مشكلات عدة منذ اندلاع ثورته عام 2011، وقضى على العملية السياسية، وهدد السلم الاجتماعي.
حلقة 20/9/2015 من "حديث الثورة" بحثت الأسباب والنتائج وآفاق المستقبل في اليمن بعد مرور عام على انقلاب الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح على الشرعية في اليمن.
أسباب السقوط
وبحسب محمد بن موسى العامري مستشار الرئيس اليمني فإن الدولة يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014 كانت صورية وشكلية ومشلولة ومؤسساتها مغيبة، في حين كان دور الدولة العميقة حاضرا بقوة.
وأضاف أن الصراعات السياسية بعد الثورة التي أطاحت بصالح كانت على أشدها، وأن الحوثيين استغلوا هذا الظرف لابتلاع الدولة وإيهام العالم الخارجي بأنهم يقومون بدور الحامي للبلاد، لافتا إلى تواطؤ وخيانات أدت إلى سقوط صنعاء.
أما الكاتب والباحث السياسي محمد جميح فيعتقد أن علي صالح وعد الحوثيين بدولة كاملة ولذلك يسّر لهم الأمور فوجدوا أنفسهم يسيطرون على صنعاء ويتقدمون في أنحاء اليمن وصولا إلى عدن.
بدوره يرى الباحث السياسي جمال خاشقجي أن "المخاتلة بين صالح والحوثيين هي التي أدت إلى الانقلاب على الشرعية".
وتساءل: لا أدري لماذا تأخرت السعودية في الرد على الانقلاب الذي وقع في اليمن؟
في المقابل أعرب الكاتب والباحث السياسي عبد الوهاب الشرفي عن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم يبد أي إشارات على أنه يريد تحقيق مطالب الثورة، واصفا ما حصل يوم 21 سبتمبر/أيلول بأنه إطاحة بمراكز النفوذ التقليدية التي تعيق التقدم نحو الأهداف التي قامت عليها الثورة.
ثورة أم انقلاب؟
وعن ماهية ما حدث يوم 21 سبتمبر/أيلول، أكد جميح أن ما حصل ليس ثورة بل انقلابا حركه صالح ونفذه الحوثيون، مضيفا أن صالح هو من فتح صنعاء للحوثيين باعتباره القائد الحقيقي للقوات المسلحة.
ولفت إلى أن الحوثيين حاولوا إحياء مشروع الزيدية القبلية أو الهاشمية السياسية كواجهة سياسية للحكم الإمامي وترسيخ وجودهم بدغدغة مشاعر الشعب برفع شعارات تنادي بمكافحة الفساد والقاعدة.
في المقابل يرى الشرفي أن تجريد ما جرى يوم 21 سبتمبر من صفته الثورية هو انتقاص من قيمته لأنه هيئ الأجواء لجلوس الفرقاء السياسيين على مائدة الحوار لضمان بقاء واستمرارية الدولة