تغيير في موازين القوى، حراك اقليمي ودولي، معطيات جديدة تشهدها المنطقة هنا وهناك، تعجبنا اولا تعجبنا، لكنها تَحدث وتُحدث معها تغيرات في خطاب وتفكير النخب، وتفاعلات الشارع العام.
بوادر الامل ومؤشرات صمود الغزيين وانتصارهم في بنود وتفاصيل اتفاقية تبادل الاسرى ووقف حرب الابادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين منذ حوالي خمسة عشر شهرا.
جديد التوافقات اللبنانية وتجاوز محنة تعطيل انتخاب الرئيس، ورئس الحكومة بعيدا عن تحاذبات دول الاقليم، وصراع الطوائف والمذاهب.
سوريا .. الحدث الابرز .. والقصة التي روت ولا تزال تروي تفاصيل مذهلة في اقبية "صيدنايا"، وسردية اللعبة في ماراثون سباق الاحتواء والسيطرة.
مؤشرات امل تبرق من هنا وهناك.. الا هنا، في بلد العجائب والغرائب.. بلد المليون فاسد.. هنا في اليمن حيث يسرقون مرتبات الموظفين ومنتسبي الجيش والامن، وينهبون المليارات بلا حساب ولا عقاب..
ولان اليمن بلد "الحكمة والايمان" - كما يقول لنا خطباء الجمعة كل اسبوع- توقفت عقارب الساعة عند تقاسم الوطن الى اقطاعيات و"كل يلزمُ حدة"، وتوقفت عند اجتماعات المبعوث الاممي ومنظمات "اللهو والعبث" مع ناشطين الفوا الترحال وامتهنوا لعبة بيع المعلومات في المنتديات، والتسكع في ابواب السفارات والقنصليات في دول الشتات.
المواطن يراقبكم:
النخب السياسية الحاكمة من حولنا تتحرك للبحث عن مخارج وحلول لمشاكل مجتمعاتها، بينما سلطات الامر الواقع وزعاماتها في بلادنا تتقاتل على رفع صورها وشعاراتها.. وتقاتل مواطنيها هوسا ورغبة .. وتكرس الصراعات الجهوية والمناطقية والمذهبية والعنصرية لغاية توزيع الوطن الى مناطق نفوذ خارجية.
الناس ليسوا أغبياء .. هم يعرفونكم جيدا، يعرفون كيف تفكرون، وبماذا تفكرون وماذا تفعلون ؟! يعرفون انكم لا تفكروا الا في كيف تنهبوا، وكيف تشبعون بطونكم، وكيف تدوروا الوظائف بين عوائلكم..
أصبح المواطن اليمني يعرف انكم ساسه لا تفكرون بامن الوطن ولا بعيش المواطن .. وانما تفكرون كيف تبيعونه وهما، وكيف تبيعون ما تبقى، وبكم تبيعون، ومتى ستقبضون؟! واين ستبنون مشاريعكم الجديد، وكم ستكون ارباحكم؟!
خلال عشر سنوات من التهديد والوعد والوعيد، و"الشخيط والنخيط" لم تقدموا للشعب غير الكذب، وشراء الذمم، وتجنيد المطايا، واستئجار الابواق والطبول التي تجمعونها حولكم، وهي بالمناسبة الوحيدة معكم اليوم، وستفرُ من حولكم غدا كما فررتم انتم في السابق.
جشع وغباء:
المواطن المشرد البسيط.. والموظف، والمعلم، والاكاديمي الذي تنهبون حقوقه يعرف انكم تاكلون وهو جائع، ويعرف انكم تشربون وهو عطشان، يعرف انه بسبب جشعكم وغبائكم وغياب العقل فيكم يعاني من القحط والجوع، ويعاني من الغربة بداخل الوطن وخارجه.
استبحتم الوطن.. عبثتم بمقدرات الدولة والانسان لمصالح خاصة وضيقة.. والغريب انكم لا تزالون مصرين على غبائكم، وانكم وحدكم تمتلكون الحقيقة..
آه يا وطني المستباح،
كم انت منهك وحزين..!!
تنزف وحيدا
الا من ذئاب تنهش فيك..
لملم جراحك يا وطني،
تبرأ من بنيك..
انثر غبارك في وجوه الطغاة،
اكنس لصوص العصر،
وارمهم -إن شئت- في اقرب زبالة.
د. عبدالوهاب الروحاني