يعد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أحد أبرز الأحزاب اليمنية، التي عاصرت العديد من المحطات في اليمن، وكانت لها أدوارا ضمن المواقف السياسية في اليمن كجزء من المنظومة السياسية اليمنية.

مؤخرا دخل حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مرحلة جدل واسعة بشأن الأدوار التي يقوم بها والمواقف التي يعلن عنها في إطار الحرب وفي إطار علاقته مع الأحزاب السياسية اليمنية الأخرى، ويظهر هذا في أكثر بياناته السياسية التي يصدرها منفردا، أو بالتنسيق مع الحزب الاشتراكي اليمني.

ويتهم الحزب الناصري اليوم بأنه يعمل مع بعض دول التحالف العربي، وأن كل تلك المواقف الجديدة جاءت بعد هذه العلاقة، وفي تعز يتهم الناصري بالعمل مع جماعة دينية سلفية متشددة وهي جماعة أبو العباس.

وكثيرة هي الاستفسارات التي تحتاج إلى إجابات من قيادات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، طرحنا في الموقع بوست بعض تلك الاستفسارات أمام القيادي البارز في التنظيم الناصري حاتم أبو حاتم، وأحد القيادات التي لها تاريخ نضالي كبير وواسع.

 نص الحوار:

 **منذ أربعة أعوام يعيش اليمن حرب شاملة، دعنا أولا نتحدث معك عن هذا المحور، ماذا يقول لنا القيادي الناصري حاتم أبو حاتم؟

* لم يتطور شيء خلال الأربعة الأعوام، لأن الحرب أهلكت الناس، وأوقفت العمل السياسي، وأغلقت الأفق، وأغلقت باب الحرية، وأغلقت الصحف، وأغلقت كل شيء، والمفروض أن نعمل جميعنا على إيقاف الحرب وبناء الدولة وترسيخ الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة.

في مؤتمر الحوار الوطني توصلنا إلى مخرجات أجمعت عليها كل القوى السياسية، وبناء على ما تم في ثورة الشباب الشعبية السلمية، وأجرينا انتخابات في يناير وبعد قيام الثورة، ولكن الانقلاب في 21 سبتمبر قضى على هذه الأعمال وأدخل البلاد في حرب عبثية، وأسفكت الدماء في كل أرجاء اليمن ولم يعمل على أي ممارسة عمل سياسي.

 **على مستوى الحزب الناصري تحديدا ما الذي قدم؟ ما هو الدور الذي لعبه خلال هذه الفترة؟

*التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يناضل على أن تتفق كل الأحزاب على رؤية واحدة لدعم الشرعية وإعادة الدولة المدنية الحديثة المؤسسة على انتخابات وعلى الديمقراطية وليس له أي انتماء لأي طرف خارجي.

**هناك اتهامات موجهة للناصريين بأنهم يعملون مع طرف في التحالف وهو الإمارات ويرفضون الاندماج مع الشرعية، ويصدرون بيانات سياسية مستقلة لوحدهم؟ لماذا؟

*التنظيم الناصري هو ضد الانقلاب، ولا يقبل بالتدخل الخارجي في شؤون الدولة اليمنية، ومصر على أن تعود الشرعية وأن تقوم الحالة السياسية على بناء الدولة اليمنية الديمقراطية التي يعيش فيها المواطنون مواطنة متساوية، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يناضل من أجل هذا.

**الحزب الناصري في تعز يبدو أنه يكثف حضوره في هذه المدينة أكثر من غيرها من المدن؟ لماذا برأيك؟

* تعز هي مدينة الثقافة والحضارة والانفتاح على الخارج وعلى العلم ومنها خلقت القوى التقدمية والاشتراكية ولذلك الناصريون والاشتراكيون متواجدون فيها.

 **هناك مناكفات ناصرية في تعز مع بعض الأحزاب السياسية خصوصا مع الإصلاح؟ لماذا؟

* أنا شخصيا ضد المناكفات، وأدعوا إخواني وزملائي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في تعز وغيرها إلى عدم الدخول في أي مناكفات مع أي جهة من الأحزاب السياسية داخل الوطن، والعمل على أن يخرج اليمن من هذه الأزمة، ومن الحرب العبثية التي تدمر الأخضر واليابس وتحول اليمن إلى مستنقع لدول الجوار.

**هناك اتهامات موجهة للناصريين بأنهم يعملون مع أبو العباس في تعز مما أوجد حالة من عدم الانسجام السياسي، ماذا تقول؟

*كما ذكرت أن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري لا يعمل مع أي جهة أو مليشيات داخل الوطن، وإنما يسعى لبناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية.

  **العلاقة بين حزب الناصرين وبين الإصلاح تحديدا ماذا عنها؟ لماذا يبدو الناصريون أقرب إلى  الاشتراكي من بقية الأحزاب الموجودة وتبنى عدة بيانات سياسية ولقاءات مشتركة في القاهرة؟ ما السبب؟

*العلاقة مع التجمع اليمني للإصلاح متأرجحة، وأنا من الذين يدعون إلى عدم المناكفات وإجراء حوار مع كل القوى السياسية لكي نبني يمنا خالٍ من الحروب.

 **كيف ينظر الحزب الناصري لثورة الشباب اليوم وكيف يرى نتائجها؟

*ثورة الشباب الشعبية هي أعظم ثورة بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وهي ثورة سلمية أذهلت العالم، وخلقت احتراما لليمن في جميع أنحاء العالم، وأسقطت الطاغية بالصدور العارية، وبدون أي فوضى، أو مس لأي مواطن، أو حقوق المواطنين.

ونتائج ثورة الشباب جرى الالتفاف عليها، وقد أوصلت البلاد إلى الحوار الوطني الذي خرج بنتائج لبناء دولة يمنية حديثة، ولكن الانقلاب هو الذي أضاعها وكذلك أدى إلى مناكفات بين الأحزاب السياسية.

 **نظرة الناصرين للسعودية اليوم هل لا زالت تمثل الرجعية كما كانوا يصفونها أم ماذا؟

*تغير الزمان وتغيرت الأنظمة والدول والمملكة، والأنظمة السعودية السابقة ظلت تتأمر على اليمن، وها هي تقف مع الشرعية، وهذا موقف إيجابي، والسعودية أدركت خطرها، وأدركت أنه لن ينجيها من خطرها إلا إذا توحدت اليمن واليمنيون فيما بينهم، وبناء دولتهم اليمنية الديمقراطية.

 **كيف ينظر الناصريون لاتفاق السويد؟ وكيف ينظر القيادي حاتم أبو حاتم؟

*أي اتفاق يوقف الحرب ويعيد الدولة اليمنية الحديثة كلنا سنكون معه، لأن اليمن بلد فقير ولا يحتمل أكثر من الدمار والخراب والقتل الذي قد حصل.

**ما رأيك بالتحالف العربي وبالأدوار التي يقوم بها؟

*التحالف العربي له إيجابيات وله سلبيات، ونأمل أن يقيم دوره، وأن يعمل على دعم الشرعية كي تخرج اليمن من هذه الأزمة، وأن يساهم في إعادة بناء اليمن، وما دمر فيها خلال هذه الحرب.

 ** الشرعية ماذا تقول عنها؟

*أتفق مع ما طرحه الأخ الأمين العام عبد الله نعمان، من نقد للشرعية، مثلا يجب أن تشكل حكومة مصغرة بدلا من هذه الحكومات والوزراء الذين ليس لهم أي عمل، وتخفيف الإنفاق، وخاصة بالعملة الصعبة، والعمل على وضع نموذج في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية.

 *حزب المؤتمر الشعبي العام؟ ماذا تقول عنه؟

*السؤال يوجه إليهم وأنا أرى أن حزب المؤتمر الشعبي العام كان يتبع شخصا اسمه علي عبد الله صالح، ولم يكن له أي إيجابية على مدى 33 عاما.

**ماذا عن وضع الناصرين على مستوى اللائحة التنظيمية والداخلية؟ ما الذي تطور؟

*التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عمل على تماسكه رغم هذه الظروف الصعبة وقلة الإمكانيات، حيث لا توجد لديه أي مليشيات ولا دعم خارجي، وإنما يتكل على كل أعضائه الصامدون المصرون على النضال السلمي لإخراج اليمن من هذه الأزمة، ويكفي أنه ما زال متماسكا رغم العواصف التي تمر بها البلاد.

**مستقبل اليمن السياسي والعسكري كيف تنظر له؟

*يجب أن نتفاءل بأن اليمن سيخرج من هذه المحنة، ويبني دولته، ويعيد ما دمرته الحرب، ويركز على المنهج التعليمي، لأن التعليم هو أساس البناء والحداثة لأي دولة في العالم.

**رسالتك الاخيرة ولمن توجهها؟

*أوجه رسالتي للناصريين أن يتماسكوا ويتكاتفوا، وأن لا ييأسوا ولا يتفرقوا، وأن يوسعوا قاعدتهم الاجتماعية، ولا يدخلوا في مناكفات مع أي طرف سياسي في الشرعية، وأن نعمل على إعادة بناء دولة اليمن الحديثة، وعلى أسس ديمقراطية، وأن تجتمع مؤسسات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وأن تطور في منهجها وأسلوبها وسلوكها.

 ورسالتي إلى اليمنيين أن ينبذوا الحرب، ويخرجوا منها وأن يتكاتفوا، ويحلوا مشاكلهم بأنفسهم، لأن لا أحدا سيحل مشكلة اليمنيين إلا اليمنيين أنفسهم.