[ أحمد عبدالملك المقرمي رئيس الدائرة السياسية لإصلاح تعز ]
تتجه الأنظار صوب الحديدة، وصوب اتفاق السويد، والتحركات الدولية التي تلت هذا الاتفاق الذي لم توقع عليه الأطراف السياسية اليمنية، ولكنه حظي ويحظى حتى اللحظة بدعم سياسي ودبلوماسي دولي واسع النطاق.
من السويد إلى مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار جديد ملزم لتنفيذ الاتفاق، إلى تشكيل فريق أممي مكون من 40 شخصا وخبيرا عسكريا وصلوا إلى الحديدة لمباشرة المهام المتعلقة بالإشراف على وقف إطلاق النار وعلى الانسحاب من ميناء الحديدة والصليف وراس عيسى.
في هذا الحوار مع رئيس الدائرة السياسية لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز أحمد عبدالملك المقرمي، نطرح أمامه العديد من الاستفسارات المتعلقة بالاتفاق وبملف الحديدة والتحركات التي تجري، وعما إذا كانت تمثل بوابة نحو سلام دائم ومستدام.
نص الحوار
*ما الذي يمكن أن تقوله لنا بداية هذا الحوار بشأن السويد؟
** بصرف النظر عن التأويلات والتفسيرات التي تقال عن مشاورات السويد، إلا أن هناك حقيقة واضحة تبرز في حرص السلطة الشرعية على السلام وتجاوزها واستيعابها للتعسفات ومحاولات مليشيا الكهنوت لإفشال المشاورات كما تفعل ذلك في كل مرة.
*تعز واتفاق السويد واحد من نقاط الجدل، لماذا برأيك هذا التعامل مع تعز؟
** تعز ينظر إليها الحوثي إلى أنها من أفشلت مشروعه الكهنوتي، وبالتالي فإن الرغبة الانتقامية منها بالنسبة للحوثي لم ترض ِ غريزته بعد، كما هو حقده على اليمنيين أجمعين.
غير أن ثمة أمر آخر يمكن أن يقال وبكل وضوح وهو أن الأمم المتحدة لم تعط تعز الاهتمام القانوني أو الإنساني فيما تعرضت له من انتهاكات وحصار طال أمده في ظل صمت مريب من الأمم المتحدة.
*هل ما جرى في السويد يمكن الرهان عليه ويمكن أن يأتي بسلام مستدام؟
** تعاملت السلطة الشرعية مع مشاورات السويد من موقع مسؤوليتها كدولة، فراحت تبحث عن بصيص أمل يمكن أن يكون منفذا لتحقيق السلام، ولكن بحكم التجارب المرة مع مليشيا الحوثي في المشاورات والاتفاقات لن تذهب الشرعية إلى حد الرهان عليه، أولا لمحدودية النتائج والأمر الآخر لنرى مدى المصداقية التي ليس للحوثي فيها سوابق.
*ماذا تتوقع أن يتم في الحديدة؟ هل سيسلم الحوثي المواقع وينسحب؟ وما هي المؤشرات؟
** هناك سوابق وممارسات ماضية درجت عليها عصابات الحوثي تقول لن يسلم، وهناك محك اختبار ينتصب أمامها يضعها وجها لوجه أمام الأمم المتحدة فيما لو خالفت، حيث لا هامش لمناورة أمامها وسيعري مصداقيتها وسيحرج المبعوث الأممي ما لم يتم التنفيذ بكل دقة.
*لماذا الاهتمام الدولي الكبير بالمناطق الحيوية والتي تحضر فيها البحار والمنافذ الدولية؟
** ردود فعل الشارع اليمني ناهيك عن المحللين والمراقبين السياسيين لا يبرئون المصالح الدولية، ولا حتى المجتمع الدولي من أن المعايير هنا مهتزة، حيث لم تحظ محافظات ومدن أخرى بأدنى اهتمام رغم ما تتعرض له من حصار كتعز أو حرب همجية كالبيضاء وغيرها. ولكن دعنا نأمل أن تستقيم معايير المجتمع الدولي وأن تكون الحديدة بوابة سلام.
*ما رأيك بالقرار البريطاني الجديد؟ ما الجديد الذي جاء به؟
** ما يهم في الأمر أن القرار 2451 جاء مؤكدا على المرجعيات الثلاث.
*ماذا حول موقف الشرعية في ملف المفاوضات البعض يقول إنها تعرضت لضغوطات؟
** الشرعية قدمت نفسها للداخل وللمجتمع الدولي نقاء صفحتها وسلامة نيتها في حرصها من خلال وفدها المفاوض على حبها للسلام وجديتها في تحقيقه، وأن يتحقق شيء ما أو خطوة نحو السلام فقد يقنع الطرف الانقلابي في مراجعة مواقفه، وإلا فإن الشعب اليمني ما يزال لديه خياراته.
*هل تتوقع أن يحدث شيء بشأن ملف المعتقلين؟
** دعنا نتفاءل في أنه سينجح، فالشرعية من أجل إنجاحه قبلت أن تبادل حتى بمجاميع عادية اختطفتها عصابات الحوثي من الشارع، ولكن كحالة إنسانية وحتى لا يفشل هذا الملف قبلت الشرعية، والكرة الآن في مرمى الحوثيين والمجتمع الدولي.
*ما هو جديد تعز؟ وما مصير هذا المدينة حتى الآن؟
** جديد تعز أن عصابات الحوثي ترسل تعزيزات جديدة إلى كل جبهات تعز سواء في المدينة أو الريف، وننتظر جديد الشرعية والأشقاء لمواجهة هذا المستجد العدواني الهمجي للحوثي.
*هل ستسير الأمور نحو السلام أم تتوقع بقاء الحرب على ما هي عليه؟
** ليكن موضوع الحديدة عنصر من عناصر بناء الثقة، ولكن ما لم يتم تطبيق القرار 2216 فمعنى ذلك أنه لا سلام، وبالتالي فالكرة في مرمى المجتمع الدولي الذي عليه أن يبين من هو الطرف المعرقل، وألا يستمر في التهرب والهروب من هذا التبيين.
*الأحزاب السياسية اليمنية كيف تقيم دورها خلال هذه الفترة؟
** الأحزاب السياسية في تعز قامت بدور طيب قبل وصول عصابات الحوثي والانقلاب إلى تعز، كما كان لها دور إيجابي وفعال في الشهور الأولى للمقاومة الشعبية وعملت بتنسيق جيد من خلال مجلس تنسيق المقاومة الشعبية. ثم بدأت المناكفات الإعلامية والمكايدات وأخذ هذا الصوت الإعلامي يتجاوز حده مما سمم الأجواء بالرغم من أن الجميع متفقون على أن أول الأهداف التي ينبغي أن يعمل لها الجميع هو استكمال التحرير.
هناك عقليات للأسف لا تعيش الظرف القائم وإنما تتحرك وكأنها تعيش حمى الانتخابات التنافسية فأدارت ظهرها للحوثي وتفرغ إعلامها لتسميم الأجواء. هناك رؤية الآن داخل أحزاب التحالف السياسي لمساندة الشرعية أن يجعل كل طاقاته مسخرة لاستكمال تحرير المحافظة. نأمل أن تساعد في لم الشمل وتوحيد الكلمة.
*رسالتك الأخيرة ولمن؟
** رسالتي للشعب اليمني عامة، أن يشحذ همته ويجمع صفوفه ويوحد كلمته لاستعادة الدولة وإلحاق الهزيمة بالمشروع الظلامي لمزاعم الولاية التي تريد أن تجعل من اليمنيين مجرد زنابيل لفكرة سلالية دفنها التاريخ.