قامت إدارة موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" بإغلاق حساب المفكر الكويتي، الدكتور عبد الله النفيسي، الذي اشتهر بمواقفه المساندة لشعوب المنطقة العربية، في مواجهة المد الإيراني، المدعوم من قبل دول الغرب، وخصوصا أمريكا.
ولاقى هذا الإجراء تضامنا واسعا من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع المفكر النفيسي، والذي اعتبروه منبرا حرا، لطالما سعى لكشف مؤامرة إيران وأمريكا، وبعض حكام دول المنطقة.
وكان النفيسي، دعا في آخر تغريدات له قبل إغلاق حسابه، في "تويتر"، إلى تغيير قيادات الجماعات الإسلامية في الساحة العربية
وقال النفيسي: "الجماعات الإسلامية بشتى راياتها ومسمياتها أضحت مستهدفة دوليا وإقليميا، ولو كنت مكانها لقمت بمراجعة شاملة جسورة لبلورة حسبة استراتيجية جديدة".
وأضاف النفيسي، إن "تقديس الجماعات الإسلامية لقادتها أوقعها في سلسلة من الأخطاء الكارثية، أولها تنزيه القيادة من الخطأ، وثانيها زرع روح القطيع في الأفراد".
ولفت المفكر الكويتي، المهتم بشؤون الجماعات الإسلامية، وخصوصا الإسلام السياسي، إلى أنه بعد أن خاب ظن أمريكا بالربيع العربي، عادوا إلى فنهم القديم، وهو الانقلاب العسكري، مستدلا على ذلك بما حدث في ليبيا بدعم خليفة حفتر.
وقال النفيسي: "أول شيء في الحسبة الجديدة أن تتحاشى الجماعات الإسلامية هذه المواجهات الغير متكافئة التي أدمنتها مع قوى ونظم راسخة على الأرض لها شرعية دولية".
وأشار إلى أنه من الضروري أن تحافظ الجماعات الإسلامية على مخزونها الاستراتيجي من الشباب، وألا تبدد قواها وتسترخص بذل دماء شبابها.
وأوضح أنه يجب أن تدرك هذه الجماعات أننا نعيش ضمن "نظام" دولي يقوم على احتكار السلاح والخامات، نفط وقمح، والتحكم بالإعلام "الأقمار الصناعية"، كما أن لدى هذا النظام مؤسسات صلبة، جيوش وسلاح ومال وفير واقتصادات متطورة ومزدهرة، مشيرا إلى أن المطلوب دراسة المشهد بأناة قبل الانخراط في مواجهة خاسرة.
وقال النفيسي، إن خطاب "الجماعات الإسلامية"، منفك تماماً عن حالتها الموضوعية وموغل في الرومانسية والتفكير الرغبي كمن يواجه كتيبه خضراء من الحديد بقصيدة شعرية أو خطبة.
وأضاف: "ثم إن شبكة علاقاتها السياسية هزيلة للغاية ومعارفها السياسية متواضعة وصورتها لدى العالم مبهمة وغامضة ويستبعد أن تكون مؤثرة عالميا"، مشيرا إلى أن تلك الجماعات تعمل بعفوية مفرطة، وليس وفق خارطة طريق ولذا صار من السهل استدراجها واستنزافها في معارك جانبية تستهلك خزينها الاستراتيجي.
وأشار إلى أن تلك الجماعات لم تعتد على النقد الموضوعي لها ولذا تسارع في تصنيف الممارس له وإدانته واتهامه دون الاستفادة من النظر في مادة النقد وفحواها.