[ الكرملين يقول إن الرئيس التركي أكد حرصه على استئناف العلاقات مع روسيا (رويترز) ]
عادت تركيا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في نفس اليوم الذي أبدت فيه عزمها على استئناف علاقتها "التقليدية" مع روسيا، في مؤشر على سعي أنقرة إلى تصفية خلافات كانت تعكّر صفو سياستها الإقليمية.
فقد أعلن كل من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بدء المرحلة الأولى من اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وسيتم بموجب هذا تبادل السفراء بين البلدين وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
وقال يلدرم إن يوم غد الثلاثاء سيشهد توقيع الاتفاق من قبل ممثلي البلدين، ثم تتم إحالته إلى البرلمان التركي خلال ثلاثة أيام للمصادقة عليه.
ووصف مسؤول تركي بارز الاتفاق بأنه "انتصار دبلوماسي" لتركيا، رغم أن إسرائيل لم توافق على رفع الحصار المفروض على غزة، وهو من شروط أنقرة الأخرى.
استئناف العلاقات
وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد شهدت توترا كبيرا بعد الهجوم الإسرائيلي على سفينة تركية كانت متجهة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة عام 2010.
وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة مواطنين أتراك وشخص يحمل الجنسيتين التركية والأميركية.
وفي العلاقات التركية الروسية، أعلنت أنقرة أنها اتفقت مع موسكو على استئناف سريع للعلاقات "التقليدية" بينهما.
جاء ذلك بعد الإعلان اليوم في كل من موسكو وأنقرة عن قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال الكرملين إنها تضمنت اعتذارا عن إسقاط الجيش التركي طائرة لسلاح الجو الروسي،
بينما قالت أنقرة إن الاعتذار كان موجها إلى عائلة الطيار الروسي القتيل.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "الرئيس التركي عبّر عن تعاطفه وتعازيه الحارة لعائلة الطيار الروسي الذي قتل، كما قدم اعتذاره"، مضيفا أن أردوغان قال إنه "سيبذل كل ما بوسعه لإصلاح العلاقات الودية تقليديا بين تركيا وروسيا".
وأكد أردوغان في الرسالة المنسوبة إليه أن "روسيا بالنسبة لتركيا صديق وشريك إستراتيجي"، كما أوضح الكرملين في بيانه.
وأكد المتحدث باسم الرئيس التركي أن أردوغان عبر في رسالته عن "الأسف" لعائلة الطيار الروسي القتيل للحادث، مشيرا إلى أن موسكو وأنقرة اتفقتا على البدء دون تأخير في إعادة علاقات "الصداقة التقليدية" بينهما.
محاكمة جيليك
كما أكد مسؤول تركي اليوم الاثنين أن رجلا يشتبه في أنه قتل أحد طياري القوات الجوية الروسية بعد أن أسقط الطيران التركي طائرته قرب الحدود السورية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تجري محاكمته.
واعتقل ألب أرسلان جيليك -الذي كان يقاتل في ذلك الوقت ضمن لواء تركماني مدعوم من تركيا في شمال سوريا- في أواخر مارس/آذار في مدينة أزمير في اتهامات لا علاقة لها بذلك، لكن المحكمة قررت في مايو/أيار أن الأدلة غير كافية لإدانته، بينما تطالب موسكو منذ فترة طويلة بمحاكمته.
وكانت تركيا قد أعلنت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني أن سلاحها الجوي أسقط مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 بعد أن انتهكت الأخيرة أجواءها رغم إنذارات متتالية، وقتل أحد الطيارين على الفور، بينما قتل الطيار الثاني بعد هبوطه بالمظلة في منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية.
وبعد إسقاط الطائرة الروسية قرب الحدود السورية التركية، تدهورت العلاقات بين الجانبين وفرضت روسيا قيودا تجارية على أنقرة، وقال بوتين إن القيود لن تلغى إلى أن يعتذر أردوغان عن الحادث.
وتبنّت موسكو سلسلة إجراءات من بينها إلغاء تسهيلات في منح تأشيرات الدخول للأتراك، وصولا إلى حظر مواد غذائية على تركيا التي كانت تعتبر حتى ذلك الحين شريكا مميزا لروسيا.