[ مظاهرة خرجت في طهران بعد أيام من وفاة مهسا أميني العام الماضي (وكالة الأناضول-أرشيف) ]
أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا -اليوم الجمعة- فرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين في الذكرى الأولى للاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها في مقر أمني بطهران، في حين تحدث شهود وناشطون حقوقيون عن انتشار قوات الأمن في مسقط رأس أميني بإقليم كردستان إيران.
فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات على 29 فردا وكيانا إيرانيا بتهمة الضلوع في قمع الاحتجاجات التي اندلعت منتصف سبتمبر/أيلول العام الماضي واستمرت بضعة أشهر وقتل فيها نحو 500 شخص، وفق منظمات حقوقية.
وقالت الوزارة إن لائحة العقوبات الجديدة تشمل 18 عضوا في الحرس الثوري وسلطات إنفاذ القانون ورئيس مصلحة السجون ومسؤولين ضالعين في حجب الإنترنت وبعض وسائل الإعلام الإيرانية.
وقال بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب وتعقب التمويل -في بيان بالمناسبة- إن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا وحلفاء وشركاء آخرين سيستمرون في اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن قمع الإيرانيين.
وفي الذكرى الأولى لوفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدعم الإيرانيين، وأعلن عن عقوبات جديدة بحق "منتهكي حقوق الإنسان بشكل صارخ".
وأضاف بايدن في بيان نشره البيت الأبيض "سيقرر الإيرانيون وحدهم مصير بلادهم، لكن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالوقوف إلى جانبهم".
من جهتها، أعلنت بريطانيا اليوم أنها فرضت عقوبات على مسؤولين إيرانيين، وقالت إن هذه العقوبات تستهدف من وصفتهم بصنّاع قرار إيرانيين بارزين مسؤولين عن وضع وتطبيق قانون الحجاب الإلزامي.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن هذه العقوبات تبعث برسالة واضحة مفادها أن المملكة المتحدة وشركاءها سيواصلون الوقوف إلى جانب النساء الإيرانيات وفضح القمع الذي تمارسه إيران على شعبها"، وفق تعبيره.
وتستهدف العقوبات البريطانية الجديدة بشكل خاص وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي ونائبه محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، والمتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي.
وخلال احتجاجات العام الماضي فرضت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي عقوبات مختلفة على طهران التي ردت بعقوبات مضادة.
وتوفيت مهسا أميني خلال احتجازها في مقر شرطة الأخلاق بطهران، وقالت أسرتها إنها تعرضت لضرب أفضى إلى موتها في الحجز، في حين نفت الشرطة الإيرانية ذلك وقالت إنها ماتت إثر إصابتها بنوبة قلبية.
انتشار أمني
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن أحد الشهود أن قوات الأمن الإيرانية انتشرت بكثافة في مدينة سقز بإقليم كردستان (غرب)، مسقط رأس مهسا أميني، تحسبا لاحتجاجات في الذكرى الأولى لوفاتها غدا السبت.
وتحدث شاهد آخر للوكالة عن خروج عدد من المتظاهرين في مدينة سقز، وقال إنهم رددوا هتافات مناهضة للحكومة قبل أن يتفرقوا بسرعة.
وفي الإطار، تحدثت منظمة "هنجاو" لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، عن قيام السلطات بتركيب كاميرات مراقبة جديدة في مدينة سقز.
وتحدثت المنظمة أيضا عن أجواء من الترهيب فرضتها السلطات في مدن كردية غرب إيران، مشيرة لاعتقال عدد من الأشخاص خلال الأيام الماضية.
وفي السياق، ذكر موقع نتبلوكز -الذي يراقب القيود التي تفرضها بعض الدول على الإنترنت- أن مدينة زاهدان (جنوب) شهدت اضطرابا في الشبكة تحسبا لخروج مظاهرات.
والشهر الماضي، قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية "تعتقل أفراد عائلات الضحايا وتحتجزهم بشكل تعسفي وتفرض قيودا صارمة على التجمعات السلمية في المقابر وتدمر شواهد قبور الضحايا".
وانطلقت مظاهرات العام الماضي من إقليم كردستان وعمت العديد من المدن الإيرانية، وحاكمت السلطات المئات وتم تنفيذ أحكام بالإعدام في أشخاص أدينوا بارتكاب جرائم خلال المظاهرات.
ووصف القادة الإيرانيون الاحتجاجات الأوسع من نوعها خلال سنوات بأنها مؤامرة دبرتها القوى المعادية لبلادهم وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة.