تُظهر لقطات لعملية إيقاف سائق بمدينة ممفيس الأمريكية خمسة ضباط شرطة سابقين متهمين بالقتل وهم يتناوبون على ركل ولكم رجل وهو يصرخ مناديا والدته.
وشوهد الضباط يضربون تاير نيكولز، 29 عاما، لمدة ثلاث دقائق تقريبا في مقاطع فيديو الاعتقال في 7 يناير/ كانون الثاني.
واندلعت احتجاجات في ممفيس ومدن أمريكية أخرى بما في ذلك نيويورك.
وشبه محامو عائلة نيكولز الاعتداء بضرب الشرطة عام 1991 لسائق سيارة في لوس أنجليس، اسمه رودني كينغ.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي دعا إلى أن تظل المظاهرات سلمية، في بيان: "مثل الكثيرين، شعرت بالغضب والألم الشديد لرؤية الفيديو المروع للضرب الذي أدى إلى مقتل تاير نيكولز".
وقالت الشرطة في البداية إن نيكولز قد أوقف للاشتباه في أنه كان يقود بتهور، وهو أمر لم يتم إثباته. وتوفي نيكولز في المستشفى بعد ثلاثة أيام، في 10 يناير/ كانون الثاني.
ونيكولز وكذلك جميع الضباط الخمسة المتهمين في القضية سود البشرة.
ويوم الجمعة، نشرت شرطة ممفيس أربعة مقاطع فيديو لعملية إيقاف نيكولز وما تلاها من أعمال عنف. ويتجاوز إجمالي زمن المقاطع ساعة.
ويُظهر المقطع الأول الضباط وهم يسحبون نيكولز من سيارته ويصيحون فيه كي يستلقي على الأرض.
وقال نيكولز "لم أفعل أي شيء". وطلب منه الضباط الاستلقاء على الأرض.
وصرخ أحد الضباط "انزل على الأرض [كلمة بذيئة]"، فيما يُسمع آخر يقول: "أصعقه".
وصرخ ضابط: "ضع يديك خلف ظهرك قبل أن أكسر [كلمة بذيئة]".
وقال نيكولز للضباط: "أنتم يا رفاق تفعلون الكثير في الوقت الحالي. أنا فقط أحاول العودة إلى المنزل".
وفي غضون ثوان، أطلق أحد الضباط مسدسا صاعقا على نيكولز، الذي قفز وتمكن من الهرب.
ويظهر مقطع فيديو منفصل، من كاميرا مراقبة مثبتة على عمود مرافق، الضباط يضربون نيكولز بعد اللحاق به في منطقة سكنية.
وشوهد ضابطان يمسكان نيكولز بينما يتناوب الآخرون على ركله ولكمه وضربه بهراوة.
ثم جروه على الأرض، وأجلسوه مستندا إلى سيارة شرطة. ومرت 20 دقيقة قبل وصول سيارة إسعاف.
ويُظهر المقطعان الثالث والرابع لقطات من الكاميرات المثبتة بزي أفراد الشرطة. وتُظهر اللقطات ضرب نيكولز وتثبيته على الأرض ورشه برذاذ الفلفل والاعتداء عليه وهو يصرخ مرارا: "أمي!".
كما تُظهر مقاطع الفيديو الضباط وهم يحاولون سرد تفاصيل الحادث، بينما كان نيكولز مستلقيا بجوار السيارة.
وزعم بعضهم أن نيكولز حاول ضربهم أو مد يده باتجاه أسلحتهم، على الرغم من عدم وضوح أي من هذه المزاعم في مقاطع الفيديو المنشورة.
كما يمكن سماع الضباط وهم يقولون إنه لم يتم العثور على شيء في سيارته.
وقالت والدة نيكولز، روفوغن ويلز، إن ابنها كان على بعد حوالي 70 مترا من المنزل عندما "قتله" ضباط شرطة ممفيس.
وقال ممثلو الأسرة إن نيكولز كان أبا لابن يبلغ من العمر أربع سنوات، وعاشقا للتزلج على الألواح، وكان قد التحق مؤخرا بفصل للتصوير الفوتوغرافي. وكان يعمل في شركة فيديكس لتوصيل الطرود.
وقال أحد المحامين، أنطونيو رومانوتشي، إن: "هذا الشاب، بتعريف القانون في هذه الدولة، تم ترويعه".
وفي الأسبوع الماضي، فُصل الضباط الخمسة - تاداريوس بين، وديمتريوس هالي، وديزموند ميلز جونيور، وإيميت مارتن الثالث، وجوستين سميث.
واحتُجزوا يوم الخميس، إذ يواجه كل منهم تهم القتل العمد من الدرجة الثانية، والاعتداء، والاختطاف، وسوء السلوك الرسمي، والقمع الرسمي.
وأُفرج عن أربعة من الخمسة بكفالة صباح الجمعة، وفقا لسجلات السجن.
وقال محامو مارتن وميلز إن موكليهما لن يُقرا بالذنب.
ووصفت مديرة شرطة ممفيس، سيريلين ديفيس، تصرفات الضباط بأنها "شائنة ومتهورة وغير إنسانية".
ومع توقع اندلاع احتجاجات، قالت وسائل إعلام أمريكية إن المسؤولين المحليين قرروا نشر الفيديو مساء الجمعة حتى يتسنى لأطفال المدارس والركاب الحصول على وقت للعودة إلى منازلهم.
وأغلق عشرات المحتجين جسرا في ممفيس مساء الجمعة، فيما خرجت مظاهرات صغيرة في مدن أمريكية أخرى، بينها نيويورك وواشنطن.