تنفذ الصين واحدة من أكبر عمليات التوغل التي قامت بها حتى الآن في المياه والأجواء حول تايوان، وذلك بحسب بيانات من وزارة الدفاع في الجزيرة.
وأفادت تلك البيانات أن 71 طائرة من سلاج الجو الصيني، من بينها طائرات مقاتلة ومسيّرة، دخلت ما يسمى بمنطقة الدفاع الجوي الخاصة التابعة لتايوان.
وتتمتع تايوان بالحكم الذاتي- لكن الصين تعتبرها إقليماً انفصالياً سيلتئم شملها معه في نهاية المطاف.
وكان التوتر بين الطرفين قد تصاعد بشكل مضطرد في الأشهر الأخيرة.
ففي أغسطس/ آب الماضي، احتدم غضب بكين بسبب زيارة قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وهي أرفع سياسي أمريكي يزور تايوان منذ 25 عاماً.
وردت الصين على تلك الزيارة بإجراء ما اعتبر في حينه أكبر مناورات عسكرية لها على الإطلاق في المياه المحيطة بتايوان، وقامت أيضاً باعتراض سبيل بعض التعاملات التجارية مع تايوان.
وأدان وزير الخارجية التايواني جوزيف وو في حينه التصرف الصيني واعتبره استفزازيا للغاية. ولم تقل الصين أبداً أنها لن تستخدم القوة لإعادة تايوان تحت سيطرتها.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية الإثنين إن 43 طائرة صينية عبرت ما يسمى بخط الوسط، وهو منطقة عازلة غير رسمية تفصل بين الطرفين داخل منطقة الدفاع الجوي.
وقالت الصين إنها أجرت "تمارين هجومية" الأحد حول تايوان رداً على ما قالت إنه استفزاز من جانب الجزيرة والولايات المتحدة.
وقد التزمت واشنطن دائماً بالسير على حبل دبلوماسي مشدود حول مسألة تايوان.
فهي تلتزم من جهة بسياسة الصين الواحدة التي تعتبر حجر الزاوية في علاقاتها مع بكين. وبموجب هذه السياسة، فإن الولايات المتحدة تعترف بأن هناك حكومة صينية واحدة فقط، وتقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين وليس تايوان.
لكنها تحتفظ من جهة أخرى بعلاقات وثيقة مع تايوان وتبيعها أسلحة بموجب قانون العلاقات مع تايوان، الذي ينص على أنه يتعين على الولايات المتحدة تزويد الجزيرة بوسائل للدفاع عن نفسها.