أوقفت ثلاث منظمات إغاثة غير حكومية كبرى عملها في أفغانستان بعد أن حظرت حركة طالبان على النساء العاملات في مجال الإغاثة العمل لديها.
وفي بيان مشترك، قالت منظمة "كير" الدولية والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة "أنقذوا الأطفال" إنها لن يتمكنوا من مواصلة عملهم "بدون موظفاتنا".
وتطالب منظمات الإغاثة بأن تستمر النساء في العمل لديها.
لكن حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان تقوم "بقمع حقوق المرأة" بشكل مطرد.
وجاء أحدث بيان للمنظمات غير الحكومية بعد أيام فقط من حظر طالبان النساء من الالتحاق بالجامعة.
وزعم المتحدث باسم وزارة الاقتصاد في طالبان، عبد الرحمن حبيب، أن الموظفات في منظمات الإغاثة الأجنبية انتهكن قواعد اللباس بعدم ارتداء الحجاب.
وهددت طالبان بإلغاء تراخيص أي منظمة لا تلتزم بالحظر بسرعة.
وقال قادة المنظمات الثلاث إن منظماتهم "لم تكن لتصل إلى ملايين الأفغان المحتاجين منذ أغسطس/ آب 2021" لولا موظفاتهم.
وأضاف البيان: "في الوقت الذي نسعى فيه للتوصل إلى توضيح بشأن هذا الإعلان، فإننا نعلق برامجنا ونطالب الرجال والنساء على حد سواء بمواصلة مساعدتنا لإنقاذ حياة الناس في أفغانستان".
وقال كبير منسقي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، رامز ألاكبروف، إن الأمم المتحدة تحاول إقناع الحركة للتراجع عن الحظر لأنه "خط أحمر للمجتمع الإنساني بأكمله".
وأضاف في حديث لبي بي سي إن الأمم المتحدة قد توقف تسليم المساعدات الإنسانية في أفغانستان إذا لم تقم سلطات طالبان بإلغاء مرسومها الذي يحظر عمل النساء الموظفات في مجال الإغاثة.
لكن ألاكبروف قال إنه لا يزال من غير الواضح ما الذي قصدته طالبان في مرسومها.
وقال إن وزير الصحة في حركة طالبان أبلغ الأمم المتحدة أنه يجب على الوكالة مواصلة عملها المتعلق بالصحة، ويمكن للنساء "الحضور إلى العمل وأداء واجباتهن".
وأضاف أن وزارات أخرى اتصلت بالأمم المتحدة مباشرة لتقول إن العمل في مجالات إدارة الكوارث وحالات الطوارئ يجب أن يستمر.
وقال يان إيغلاند من المجلس النرويجي للاجئين إن عدد الموظفات الإناث يبلغ ما يقارب من 500 موظفة من بين 1400 موظف في منظمة الإغاثة، وإن الموظفات كن يعملن "وفقًا لجميع القيم التقليدية، وقواعد اللباس، والحركة، والفصل بين الجنسين في مكان العمل".
وقال إنه يأمل في أن يتم "التراجع عن القرار في الأيام القليلة المقبلة" وحذر من أن الملايين سيعانون إذا أُعيق عمل المنظمات غير الحكومية.
كما أعربت المنظمات غير الحكومية الأخرى عن قلقها بشأن تأثير الحظر على الوظائف "في خضم أزمة اقتصادية هائلة".
وكانت العاملات الأفغانيات في المنظمات غير الحكومية اللواتي يعتبرن العائل الرئيسي لأسرهن قد أخبرن بي بي سي في السابق عن خوفهن وعجزهن بعد الحظر.
وقالت إحداهن "إذا لم أتمكن من الذهاب إلى عملي، فمن يمكنه إعالة أسرتي؟" ووصفت أخرى الخبر بأنه "صادم" وأصرت على أنها امتثلت لقواعد اللباس الصارمة التي تفرضها طالبان.
وأثار الحظر موجة غضب دولية، حيث حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، من أنه "سيعطل المساعدة الحيوية المنقذة لحياة للملايين".
ومنذ استعادتها السيطرة على البلاد العام الماضي، قيدت طالبان بشكل مطرد حقوق المرأة - على الرغم من وعودها بأن حكمها سيكون أكثر ليونة من النظام الذي شهدناه في التسعينيات.
وبالإضافة إلى الحظر المفروض على العاملين في المنظمات غير الحكومية وطالبات الجامعات، الذي يطبقه الآن حراس مسلحون، لا تزال المدارس الثانوية للبنات مغلقة في معظم المقاطعات.
كما مُنعت النساء من دخول المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية، وأماكن عامة أخرى.