قال مسؤولون أميركيون إن هناك مخاوف من لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتفجير نووي استعراضي، في حين شدد الكرملين على أنه لن يستخدم السلاح النووي إلا بناء على عقيدة روسيا النووية فقط.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) -اليوم السبت- عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس الروسي قد يستخدم أسلحة نووية تكتيكية، ربما في تفجير استعراضي فوق البحر الأسود أو بالمحيط المتجمد الشمالي أو داخل الأراضي الأوكرانية.
لكن المسؤولين الأميركيين أبلغوا الصحيفة أنه لا توجد أدلة على أن بوتين بصدد نقل أسلحة نووية أو أنه يستعد لأي تجربة نووية، وأضافوا أن الرئيس الروسي يفكر في نوع من التعبئة العسكرية الإضافية، ردا على النكسات الأخيرة لقواته في أوكرانيا.
وأوردت الصحيفة أن مسؤولا استخباراتيا كبيرا قال إن هناك نقاشا جاريًا داخل وكالات الاستخبارات الأميركية إذا ما كان بوتين يعتقد بأن مثل هذه الخطوة (استخدام السلاح النووي) ستخاطر بعزل بلاده عن البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها -خاصة الصين- أو إذا ما كان يحتفظ بهذا الخيار على سبيل الاحتياط.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر -في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" (CBS) الأميركية- من استخدام موسكو أسلحة نووية، وأضاف بايدن أن "استخدام موسكو أسلحة نووية في حربها على أوكرانيا سيغير وجه الحرب بصورة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية".
وتلفت نيويورك تايمز إلى أن التصريحات الأميركية الأخيرة تشير إلى نقاش داخل المؤسسات العسكرية الأميركية حول كيفية الرد على قيام روسيا بتفجير نووي استعراضي أو تجربة نووية.
وردا على التحذيرات الأميركية، قال الكرملين -اليوم السبت- إن روسيا "ستستخدم السلاح النووي بناء على عقيدتها النووية فقط". ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قوله إن "البشرية على وشك الدخول في صراع نووي"، مضيفا أن واشنطن تدفع أوروبا للدخول في حرب مع روسيا على أراضي أوكرانيا.
وقبل أسبوعين، نشرت مجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية أن الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف وجّه تحذيرا نوويا صارخا لأميركا وحلفائها، متهما إياهم بالرغبة في الاستفادة من الصراع العسكري في أوكرانيا من أجل تفكيك روسيا وإقصائها من المجال السياسي.
وفي تقرير لها، نقلت المجلة عن إحدى رسائل ميدفيديف -نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي- على تليغرام، بعد تشييع الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف: "هذه هي الأحلام القذرة للمنحرفين الأنجلوساكسونيين الذين ينامون بفكرة سرية حول تفكك دولتنا، ويفكرون في كيفية تمزيقنا وتقطيعنا إلى أجزاء صغيرة".
وأضاف ميدفيديف أن مثل هذه المحاولات خطرة ولا يجوز الاستهانة بها، "هؤلاء الحالمون يتجاهلون بديهية بسيطة: التفكك القوي لقوة نووية هو دائما مثل لعب الشطرنج مع الموت، حيث يُعرف على وجه التحديد متى تنتهي اللعبة، وهو مثل يوم نهاية البشرية".