شهدت مناطق شاسعة في شرقي الهند وبنغلاديش وجنوب الصين فيضانات عارمة وانهيارات طينية وعواصف شديدة تسببت بقتلى وتشريد ملايين، في حين لا تزال إسبانيا تكافح حرائق الغابات نتيجة موجة الحر غير المسبوقة التي تمر بها إلى جانب فرنسا ودول أوروبية أخرى.
الهند وبنغلاديش
ففي الهند ارتفعت حصيلة قتلى الفيضانات والانهيارات الأرضية في ولاية "آسام" شمال شرقي الهند إلى 62، في حين تضرر أكثر من 3 ملايين شخص أمس السبت، وفق ما أعلنته السلطات الهندية اليوم.
وأضافت السلطات الهندية أن الأمطار الموسمية أدت إلى سيول واسعة النطاق في شمال شرق بنغلاديش والهند، مما أدى إلى تقطع السبل بنحو 6 ملايين شخص، وحذرت من احتمال أن تزيد الأوضاع سوءا.
وقالت هيئة إدارة الطوارئ في ولاية آسام -التي تشهد أمطارا غزيرة وفيضانات منذ 6 أيام- في بيان إن 8 أشخاص لقوا حتفهم في الساعات الـ24 الأخيرة، بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية، وإن أكثر من 156 ألفا و300 شخص لجؤوا إلى 512 مخيما للإغاثة.
الصين
وفي الصين اجتاحت عواصف شديدة مناطق شاسعة من جنوب البلاد، ما أدى إلى حدوث فيضانات في المدن وانهيارات طينية في المناطق الريفية، مع وصول الموجة الأولى من الأمطار الصيفية إلى ذروتها.
وتحولت الشوارع إلى أنهار وجرفت المياه السيارات والمنازل ذات الطابق الواحد في مقاطعتين على الأقل في إقليم قويتشو بجنوب غرب الصين أمس السبت، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أمس أن 5 قرويين لقوا حتفهم في منطقة قوانغشي المجاورة التي تتمتع بحكم ذاتي عندما انهار منزل من الخشب بعد أن عصفت به الأمطار الغزيرة.
وكان هطول الأمطار في بعض المناطق هو الأشد منذ 60 عاما، ووردت أنباء عن حدوث انهيارات طينية وانهيارات على الطرق. وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن من المتوقع استمرار هطول الأمطار حتى أوائل الأسبوع المقبل.
وكانت العواصف الصيفية المبكرة أكثر حدة وأطول أمدا من المعتاد هذا العام في الصين، حيث بلغ هطول الأمطار في قوانغشي وغوانغدونغ وفوجيان أعلى مستوياته منذ عام 1961، وفقا لمكاتب الأرصاد الجوية المحلية، ويعزى ذلك إلى إزالة الغابات واستصلاح الأراضي الرطبة وتخزين المياه لتوليد الطاقة والري وكذلك بسبب تغير المناخ.
إسبانيا
وأوروبيا، واصلت فرق الإطفاء في إسبانيا -أمس السبت في اليوم الأخير من موجة الحر- مكافحة حرائق عدة، وسط جفاف ورياح، في الوقت الذي أدت فيه موجة حارة إلى ارتفاع درجات الحرارة وبلغت 43 درجة مئوية.
وكانت منطقتا سمورة الواقعة قرب الحدود مع البرتغال وكتالونيا في الشرق؛ من بين أكثر المناطق تضررا من حرائق الغابات، في حين لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.
ووفقا للحكومة الإقليمية في قشتالة وليون -حيث تقع سمورة- فإن أكبر هذه الحرائق اندلع في سلسلة جبال سييرا دي لا كوليبرا في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع البرتغال.
وتم إخلاء 11 بلدية تضم مئات السكان بسبب تهديد النيران التي أدت كذلك إلى إغلاق الطريق الوطني وخط القطارات السريعة بين مدريد ومنطقة غاليثيا في شمال غرب البلاد.
وتواصل فرق الإطفاء الإسبانية مكافحة حرائق عدة في كتالونيا ومنطقة نافارا في شمال البلاد.
فرنسا
وفي فرنسا طال الإنذار الأحمر والبرتقالي نحو 3 أرباع سكان البلاد، أي 45 مليون نسمة. لكن ينتظر تساقط أمطار محلية على الواجهة الأطلسية للبلاد، مما قد يشكل مقدمة لتراجع درجات الحرارة مساء اليوم الأحد، وهو ما سيمسح "لموجة الحر بالتقلص تدريجيا، والاستمرار فقط في شرق البلاد"، وفقا لمصلحة الأرصاد الجوية.
ومساء أمس السبت، هبت رياح قوية وغير متوقعة على ساحل نورماندي؛ ما أدى إلى مقتل راكب أمواج. وفي حين تتراجع درجات الحرارة في غرب البلاد، يتواصل الحر في شمال شرق فرنسا ولا سيما منطقة ألزاس، حيث تتوقع الأرصاد الجوية تسجيل 38 درجة مئوية.
وكان جنوب غرب البلاد شهد ارتفاعا في الحرارة أمس مع تسجيل "42 إلى 43 درجة مئوية" في منطقة سود أكيتان وفق مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية.
ويرى العلماء أن تكاثر موجات الحر في أوروبا يأتي نتيجة مباشرة للاحترار المناخي؛ فانبعاثات الغازات الدفيئة تُفاقم من قوة موجات الحر المتكررة ومن أمدها وتواترها.