حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من اندلاع حرب عالمية ثالثة قد يستخدم فيها السلاح النووي، وذلك في معرض دفاعه عن سياسة بلاده تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلا إن أولويته هي "تجنب حدوث تصعيد عسكري بين حلف شمال الأطلسي (الناتو)" وموسكو.
ويواجه شولتز انتقادات متزايدة نتيجة لتردد حكومته في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة مثل الدبابات ومدافع الهاوتزر لمساعدتها في صد الهجوم الروسي عليها، على الرغم من قيام عدد من الدول الغربية بإرسال شحنات متزايدة من الأسلحة إلى كييف.
وخلال مقابلة موسعة مع صحيفة دير شبيغل الألمانية قال شولتز إنه لا يعير كثيرا من الانتباه إلى "استطلاعات الرأي والنداءات الحادة" التي تدعو ألمانيا إلى تغيير موقفها من الأمر.
وعندما سئل عن الأسباب التي تدفعه إلى الاعتقاد بأن تزويد أوكرانيا بسلاح ألماني ثقيل قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية أجاب بأنه ليس هناك كتاب قواعد يحدد متى يمكن اعتبار أن ألمانيا أصبحت طرفا في الحرب، وهو ما يدفع حكومته إلى "اتخاذ كل خطوة بعناية شديدة".
وجاءت تصريحات شولتز هذه مخالفة لتصريحات سابقة كان قد أدلى بها، حيث كان قد برر عدم تزويد بلاده أوكرانيا بالسلاح بتراجع مخزون ألمانيا من السلاح ما لا يسمح لها بإرسال أسلحتها إلى دول أخرى.
وكانت ألمانيا قد صرحت نهاية فبراير/شباط الماضي لهولندا بتزويد أوكرانيا بأسلحة ألمانية الصنع.
وخلال المقابلة دافع شولتز عن عدم اتخاذ قرار فوري بإيقاف واردات الغاز الروسي إلى بلاده بعد غزو روسيا لأوكرانيا قائلا إنه لا يرى "كيف يمكن لحظر الغاز أن ينهي الحرب"، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما كان ليبدأ "هذه الحرب المجنونة" لو كان منفتحا على الحجج الاقتصادية.
دعم بريطاني
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد قال اليوم إن حرب روسيا على أوكرانيا قد تستمر إلى نهاية العام المقبل، وذلك عقب تصريحات لنائب قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية، أكد فيها أن بلاده تسعى للسيطرة على دونباس وجنوب أوكرانيا كجزء من المرحلة الثانية في "عمليتها العسكرية" هناك.
وأضاف جونسون في مؤتمر صحفي خلال زياته الحالية إلى الهند: "لدى بوتين جيش ضخم، وهو يمر بموقف سياسي صعب للغاية لأنه ارتكب خطأ فادحا.
وتابع: "الخيار الوحيد المتاح أمامه الآن، حقا، هو أن يواصل محاولة استخدام أسلوبه المروع الشديد، الذي يعتمد على القصف المدفعي، للتخلص من الأوكرانيين".
وأكد جونسون أنه على الرغم من تفوق بوتين العسكري إلا أنه "لن يتمكن من القضاء على روح الشعب الأوكراني".
وأكد جونسون أن لندن تدرب عشرات الجنود الأوكرانيين على استخدام المركبات المدرعة، التي سترسلها بريطانيا لبلادهم، وسبق أن استلمت أوكرانيا عددا من المدرعات القتالية البريطانية في وقت سابق.
كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها سترسل دبابات من طراز تشالنجر 2 إلى بولندا، لتحل محل الدبابات T-72 التي سترسلها بولندا إلى أوكرانيا.
وقال جونسون أيضا إن السفارة البريطانية في كييف ستفتح أبوابها الأسبوع المقبل، وأكدت وزيرة الخارجية ليز تراس أن السفيرة ميلندا سيمونز ستعود لاستئناف عملها بعدما غادرت أوكرانيا مع بدء الغزو الروسي.
خطط روسية
وفي وقت سابق، نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن الميجور جنرال رستم مينيكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية، قوله "إن روسيا تخطط للسيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا كجزء من المرحلة الثانية من العملية العسكرية.
وأضاف مينيكاييف " أن القيادة تخطط أيضا لإقامة ممر بري بين شبه جزيرة القرم - التي ضمتها عام 2014 - وإقليم دونباس في شرق أوكرانيا".
ولم يتطرق القائد العسكري الروسي في حديثه يوم الجمعة إلى أوديسا وميكولاييف اللتين لا تزالا تحت سيطرة أوكرانيا.
من جهتها عبرت أوكرانيا عن استمرار تطلعها للسلام، حتى بعد رفض روسيا لمقترح هدنة خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري بمناسبة عيد الفصح الذي يحتفل به المسيحيون الأرذوكس.
"مقابر جماعية"
في غضون ذلك كشفت صور أقمار اصطناعية عن مقابر جماعية في ماريوبول، وصل عددها إلى قرابة 200 مقبرة.
وقالت شركة ماكسار الأمريكية، التي التقطت أقمارها الاصطناعية هذه الصور، إن الصور التي حصلت عليها تظهر توسعة لهذه المقابر منذ نهاية مارس(آذار) الماضي.
واتهم مسؤولون أوكرانيون الروس بدفن مدنيي ماريوبول بعد قتلهم، ولم تعلق موسكو بعد على هذه الأنباء.
وصور المقابر الجماعية هذه قريبة من قرية مانهوش، وهي تبعد 20 كيلو متر غربي ماريوبول. وذكرت شركة ماكسار أنها رصدت أربعة صفوف لهذه المقابر بطول 85 مترا، ولم تتمكن بي بي سي من التأكد بصورة مستقلة من هذه الصور.
وأصدر فاديم بويشينكو عمدة ماريوبول نداءً جديدا، يوم الجمعة، من أجل "الإجلاء الكامل" للمدينة الجنوبية التي يقول الرئيس فلاديمير بوتين إن معظمها الآن تحت سيطرة القوات الروسية.
وقال بويشينكو عبر التلفزيون الوطني: "نحتاج لشيء واحد فقط، الإجلاء الكامل للسكان. بقي حوالي 100 ألف شخص في ماريوبول".
وأمر بوتين، يوم الخميس، قواته بتطويق آخر مجموعة من المقاتلين المتحصنين في مصنع الصلب في جنوب شرقي المدينة.
وعانت ماريوبول على مدى شهرين من قصف متواصل وحصار شديد حيث قطعت روسيا إمدادات الغذاء والمياه والطاقة.