تبنّت الدول الغربية رزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو، تشمل خصوصا استبعاد العديد من البنوك الروسية من نظام "سويفت" المصرفي، حسب ما أعلنت الحكومة الألمانية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، التي تترأس حاليا منتدى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، إن العقوبات تشمل "كل البنوك الروسية التي سبق أن عاقبها المجتمع الدولي، وبنوكا أخرى إذا لزم الأمر".
وأقرت هذه العقوبات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا وإيطاليا والمفوضية الأوروبية.
وفي بيان مشترك، قال البيت الأبيض إن مجموعة القوى العالمية "عازمة على مواصلة فرض تكاليف" على موسكو "من شأنها أن تزيد عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا".
وأضاف البيان المشترك الذي شمل أيضا المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، إن من بين الخطوات الرئيسية للقيام بذلك "ضمان إزالة بنوك روسية محددة من نظام سويفت" المصرفي.
وقال البيان المشترك إن الحلفاء اتفقوا أيضا على فرض إجراءات تقييدية لمنع البنك المركزي الروسي من استخدام "احتياطياته الدولية بطرق تقوض تأثير عقوباتنا".
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن قرار فصل بعض البنوك الروسية عن نظام "سويفت" الدولي، خطوة أولى نحو استبعاد روسيا التام من النظام المالي العالمي.
وكتب على "تويتر": "الليلة جنبا إلى جنب مع شركائنا الدوليين، اتخذنا إجراءات حاسمة لإخراج روسيا من النظام المالي العالمي، بما في ذلك الخطوة الرئيسية الأولى لفصل البنوك الروسية عن سويفت".
وأضاف: "سنواصل العمل معا لضمان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدفع ثمن العدوان على أوكرانيا".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن العقوبات الغربية التي تَفصل العديد من البنوك الروسية عن النظام المالي العالمي و"تشلّ" البنك المركزي الروسي تجعل موسكو "منبوذة" والروبل في "سقوط حر".
وأضاف المسؤول: "صارت روسيا دولة منبوذة اقتصاديا وماليا على الصعيد الدولي"، مؤكدا أن البنك المركزي الروسي "لن يستطيع دعم الروبل".
وتابع أن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين وحده من يقرر حجم الأكلاف الإضافية" التي ستتحملها بلاده، موضحا أنه تم تشكيل فريق عمل "سيلاحق" الأوليغارشيين الروس و"يخوتهم وطائراتهم وسياراتهم الفارهة ومنازلهم الفخمة".
البنك المركزي الروسي
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، السبت، أن بروكسل ستقترح على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تجميد أصول البنك المركزي الروسي، ما سيشكل تصعيدا كبيرا للعقوبات ضد موسكو في أعقاب غزوها أوكرانيا.
وقالت المسؤولة إثر اجتماع عبر الفيديو، شارك فيه رؤساء الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، إن الاتحاد الأوروبي سيستبعد بنوكا روسية من نظام "سويفت" المصرفي.
وقلّل الكرملين حتى الآن من تأثير العقوبات التي فرضتها دول غربية، بما في ذلك تلك التي تستهدف بوتين شخصيا، واعتبرها علامة عجز.وبحسب الاتحاد الأوروبي، تشمل العقوبات حاليا نحو 70 بالمئة من القطاع المصرفي الروسي.
كما قرر الحلفاء الغربيون تقييد وصول البنك المركزي الروسي إلى الأسواق من أجل زيادة صعوبة محاولاته لدعم سعر صرف الروبل المتراجع منذ بدء غزو أوكرانيا.
وأكدت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا وإيطاليا والمفوضية الأوروبية "استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لم توقف روسيا هجومها ضد أوكرانيا وبالتالي ضد السلام في أوروبا"، وفق المتحدث باسم الحكومة الألمانية.
ونظام سويفت هو نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود، وهو الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية.
وكلمة سويفت "SWIFT" هي اختصار لـ"Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications" وتعني بالعربية "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك".
وقد أنشئ هذا النظام عام 1973، ومركز هذه الجمعية بلجيكا، تحديدا في لاهولب، بالقرب من بروكسل. ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة. وبحسب الجمعية الوطنية ("روس سويفت")، فإن روسيا تعد ثاني أكبر بلد ضمن "سويفت" من حيث عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية. ووفق الجمعية، فإن هؤلاء الأعضاء يشكلون أكثر من نصف المؤسسات المالية في البلاد.
ومن شأن هذه الخطوة أن تلحق الضرر بالتجارة الروسية، وتجعل من الصعب على الشركات الروسية القيام بأعمال تجارية.