قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إنه سيفكر ملياً في عدد من الخيارات، في حال فشل الغرب في تلبية مسعاه للحصول على "ضمانات أمنية" تحول دون ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقدمت موسكو مسودات وثائق أمنية أوائل هذا الشهر، تطالب حلف شمال الأطلسي (الناتو) برفض عضوية أوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الأخرى، والتراجع عن الانتشار العسكري للحلف في وسط وشرق أوروبا.
وحثّ بوتين الدول الغربية على التحرك بسرعة لتلبية مطالبه، محذراً من أنّ موسكو ستضطر إلى اتخاذ "تدابير عسكرية تقنية مناسبة" إذا واصل الغرب ما سماه "مساره العدواني على عتبة وطننا".
وفي إجابة عن سؤال حول رد موسكو، قال بوتين، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الروسي، اليوم الأحد، "قد يكون الرد متنوعاً. الأمر سيعتمد على المقترحات التي سيقدمها لي خبراؤنا العسكريون".
ورفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها تقديم نوع الضمان الذي يطالب به بوتين بشأن أوكرانيا، مشيرين إلى مبدأ "الناتو" الذي يتيح العضوية لأي دولة مؤهلة. بيد أنهم وافقوا على بدء محادثات أمنية مع روسيا الشهر المقبل لبحث مخاوفها.
وقال بوتين إنّ المحادثات مع الولايات المتحدة ستعقد في جنيف.
وأوضح بوتين أنّ روسيا قدمت مطالبها على أمل الحصول على رد بناء من الغرب، مضيفاً: "لم نقدم على هذا الأمر لنصل إلى طريق مسدود، لكن بغرض التوصل إلى نتيجة دبلوماسية تفاوضية سيتم تحديدها في وثائق ملزمة قانونا"، مشددا على أن منح "الناتو" عضويته لأوكرانيا أو نشر أسلحة الحلف هناك بمثابة خط أحمر لموسكو لن يسمح للغرب بتجاوزه.
وقال: "ليس لدينا مجال للتراجع"، مضيفاً أنّ "الناتو" يمكن أن ينشر صواريخ في أوكرانيا تستغرق أربع أو خمس دقائق فقط للوصول إلى موسكو، مضيفا: "لقد دفعونا إلى حد لا يمكننا عبوره. لقد أخذونا إلى النقطة التي يجب أن نقول لهم عندها ببساطة: توقفوا".
كذلك، أعرب بوتين عن قلقه من إمكانية محاولة الولايات المتحدة وحلفائها إطالة أمد المحادثات الأمنية واستخدامها كغطاء لمواصلة الحشد العسكري بالقرب من روسيا، وأشار إلى أن روسيا أعلنت مطالبها الأمنية لجعلها معروفة للجمهور ولزيادة الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها من أجل التفاوض على اتفاق أمني.
وقال: "لدينا هدف واحد فقط هو التوصل إلى اتفاقات من شأنها أن تضمن أمن روسيا ومواطنيها الآن وفي منظور طويل الأمد".
موسكو تدرس اقتراح الناتو
وبالتوازي، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها، اليوم الأحد، إنّ روسيا تلقت اقتراحاً من حلف شمال الأطلسي لبدء محادثات حول مخاوف موسكو الأمنية يوم 12 يناير/كانون الثاني وإنها تدرس هذا الاقتراح.
ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية قولها "لقد تلقينا بالفعل عرض (الحلف) هذا، ونحن ندرسه".
وقدم الكرملين مطالبه الأمنية وسط التوترات حول الحشد العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، والذي غذى المخاوف الغربية من غزو محتمل.
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي، في مكالمة عبر الفيديو، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" إذا هاجمت أوكرانيا. ونفت روسيا نيتها القيام بغزو، واتهمت بدورها أوكرانيا بالتخطيط لمحاولة استعادة السيطرة على الأقاليم الخاضعة حاليا لسيطرة المتمردين المدعومين من موسكو بالقوة، الأمر الذي تنفيه أوكرانيا.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 بعد وقت قصير من دعمها التمرد الانفصالي في شرق البلاد. وأسفر القتال على مدى أكثر من سبع سنوات عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص، وأدى إلى تدمير معقل الصناعة الأوكرانية، المعروف باسم دونباس.