كشفت صحيفة الصباح التركية، الموالية للحكومة التركية والقريبة من الحزب الحاكم الجمعة أن أحد أعضاء شبكة الجواسيس الإسرائيلية - المؤلفة من 15 عنصرا وألقي القبض عليها مؤخرا - كان يجمع معلومات عن الفلسطينيين المقيمين في تركيا وعن التصنيع العسكري التركي.
وكانت الصحيفة قد نشرت يوم الخميس نبأ إلقاء القبض على الشبكة مطلع أكتوبر/تشرين أول الجاري.
وبحسب الصحيفة فإن المتهمين احتجزوا بتهم التجسس الدولي. وحتى الآن لم يعلن المسؤولون في تركيا عن هذه الأنباء بشكل مباشر.
وأشارت الصحيفة التركية المقربة من حزب أردوغان إلى تلقي أحد المتهمين، الذي يملك شركة استشارات في اسطنبول لمساعدة الطلاب القادمين من الخارج للدراسة في تركيا، اتصالا من عميل من الموساد عبر تطبيق واتساب، في ديسمبر/كانون أول 2018، يطلب منه جمع معلومات عن "زبائن" في ألمانيا من أصول عربية يرغبون في أن يدرس أبناؤهم في جامعات تركية.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات المطلوبة تضمنت كيف يلتحق الطلاب الفلسطينيون بجامعات تركيا، والتسهيلات التي توفرها الحكومة التركية والمجالس المحلية.
وأكملت الصحيفة، أن المتهم أرسل المعلومات بعدها بأسبوع لمسؤول الموساد، وتلقى لقاء ذلك "مئات" من اليورو. ثم أرسل لاحقا معلومات عن منظمات غير حكومية فلسطينية في تركيا، وقابل عميل الموساد وجها لوجه للمرة الأولى في عام 2019.
كما ذكرت الصحيفة التركية أن هذا المتهم التقى ضابطا بالموساد يعرف باسم "ضابط الحالة" (كيس أوفيسر)، دفع له آلاف اليورو مقابل ملفات عدة مطالب بها حتى أوائل عام 2020.
وذكرت الصحيفة أن "عميلا فلسطينيا" يعمل لصالح الموساد، وكان "عضوا هاما" في الشبكة، سافر إلى سويسرا مرتين لمقابلة ضباط بالموساد.
وتمت تغطية الخبر بصورة واسعة على قناة الخبر التلفزيونية الموالية للحكومة أيضا باستضافة الصحفي عبد الرحمن سيسمك الذي نشر القصة.
وقال المذيع بالقناة التركية، إنها تمثل "نجاحا صحفيا كبيرا" و"نجاحا استخباريا عظيما".
وقال سيسمك إن هذه "أول" عملية في العالم تستهدف منظمة استخبارية بشكل مباشر وبهذا الحجم.
وأضاف أن هذه العملية تشكل "القشة الأخيرة" بعدما وجدت أنقرة أن إسرائيل "خرقت" الاتفاقيات الثنائية بألا تكون "بصورة مباشرة خلية استخبارية".
واشتهرت صحيفتي الصباح وفجر جديد التركيتين بصلاتهما الوثيقة بالمصادر الأمنية التركية، وقد تصدرا عناوين الصحف الدولية في وقت سابق لتقديم تفاصيل بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018.
وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد شهدت عدم استقرار في السنوات الأخيرة، فقد طردت كلتا الدولتين سفير الأخرى لديها في عام 2018 بعد خلافات كبيرة.
فقد أدانت أنقرة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، بينما طالبت إسرائيل بوقف الدعم التركي لحركة حماس الحاكمة لقطاع غزة.
وفي يوليو/تموز من العام الجاري، أجرى رئيس تركيا رجب طيب أردوغان اتصالا بالرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هيرتسوغ لتهنئته على تولي المنصب.
وذكر تقرير لوكالة رويترز للأنباء، أنه على الرغم من التوتر السياسي بين الدولتين، إلا أن التبادل التجاري مازال قائما بينهما.
وفي مايو/آيار من هذا العام، وصف أردوغان إسرائيل بأنها "دولة إرهاب" بعدما ألقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي وقنابل الصوت على شباب فلسطيني في المسجد الأقصى.